ضبط السائق المتهم الرئيسى فى كارثة «الكريمات» وعامل مزلقان العياط: «جهاز الإنذار عطلان»
ضبط السائق المتهم الرئيسى فى كارثة «الكريمات» وعامل مزلقان العياط: «جهاز الإنذار عطلان»
الأهالى يحاولون إبعاد سيارة نقل تضررت من حادث «الكريمات» عن الطريق
بدأت نيابة الصف، بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، التحقيقات مع السائق المتهم الرئيسى فى واقعة تصادم طريق «الكريمات»، الذى أسفر عن مصرع 17 شخصاً منهم 4 من أسرة واحدة، وإصابة 22 آخرين إثر تصادم 16 سيارة، أمام بوابة الكريمات، وكشفت التحقيقات أن المتهم يدعى أحمد محمد، من محافظة الدقهلية، وكان يقود سيارة نقل، وتوقف فجأة ما أدى إلى تصادم جميع السيارات، وجاء قرار ضبط المتهم، بعد أن أكدت تحريات وتحقيقات المباحث التى جرت بمعرفة اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، والمقدم هانى إسماعيل رئيس مباحث أطفيح، من خلال مناقشة المصابين والشهود، ووضع تصور للحادث، وتبين أن المتهم هو الذى توقف فجأة، وبمناقشته اعترف بارتكابه الواقعة. وتجرى التحقيقات بمعرفة إبراهيم شهبندر رئيس نيابة الصف، وأمر محمد خليل مدير نيابة الصف بالتصريح بدفن المتوفين وتسليم جثثهم لذويهم.
وكان طريق الجيش الشرقى (أسيوط-القاهرة) قد شهد حادثاً مروعاً إثر تصادم ما يقرب من 25 سيارة متنوعة بين نقل وأجرة وملاكى بسبب الشبورة المائية، وجاء الحادث قبل بوابة الكريمات بعدة أمتار، ونتج عنه مصرع 15 شخصاً وإصابة 21 آخرين بإصابات متفرقة، وتبين وجود 4 جثث مجهولة بين الضحايا لتفحمها نتيجة اشتعال النيران فى تانكات بنزين عدد من السيارات. وذكر شهود عيان أن سبب الحادث هو سرعة السيارة النقل والشبورة المائية، وقال فوزى متولى (35 سنة)، تاجر أدوات منزلية من بنى سويف، الذى يرقد على أحد أسرة قسم الاستقبال بمستشفى أطفيح العام بعد إصابته فى الحادث: «كنت مع نسيبى هانى عيد (34 سنة)، تاجر، فى العربية رايحين نوصل بضاعة إلى بعض التجار فى القاهرة، وكانت الساعة السادسة والنصف صباحاً، وعلى الرغم من أن الشبورة كانت جامدة جداً على الطريق الصحراوى إلا أن العربيات كانت تسير بسرعة عالية جداً لأن الطريق مفتوح والعربيات بتحب تمشى عليه لأنه سريع وبينجز، وفجأة صدمتنا سيارة نقل من الخلف، وما حسيناش بحاجة بعدها، إلا وإحنا هنا فى المستشفى ولكن لم يصبنا شىء سوى بعض الكدمات، أما بالنسبة للعربية فهى اتدمرت بالكامل، والحمد لله ربنا يعوضنا خير». محمد مكاوى (24 سنة)، تاجر، مقيم بمدينة أطفيح بالجيزة، توفى بعض جيرانه فى الحادث الأليم، يقول بصوت غاضب: «السبب فى الحادث هو الشبورة المائية التى كانت تكسو جميع أنحاء الطريق الصحراوى أمام محافظة بنى سويف، وعشان الطريق صحراوى، العربيات بتجرى عليه بسرعة عالية قوى، والعربية النقل اللى خبطت العربيات دى كلها من الضهر كانت ماشية بسرعة عالية قوى عشان كدا ما شافش العربيات فى الشبورة وما لحقشى يضرب فرامل ولو كان ماشى بالراحة مكنش دا حصل، المفروض أى حد بيسوق على طريق سريع زى دا يقلل سرعته لما يكون فيه شبورة، وأدى ذلك إلى مقتل ثلاثة من أصدقائى منهم شقيقان أحدهما طالب بكلية الهندسة ويعمل مقاول بناء فى نفس الوقت، وشقيقه أحمد إبراهيم قطب خريج جامعى أيضاً عمره 25 سنة، مقاول أيضاً ومتزوج ولديه ولد، وثالثهم تاجر عمره 55 سنة، واسمه مختار محمد محمود عبدالحافظ، لديه 4 أبناء (ولدان وبنتان)، كان فى طريقه إلى القاهرة لشراء بضاعة، وتعيش المنطقة حالة من الحزن الحاد لفقدان الثلاثة فى حادث واحد خاصة أسرة الشقيقين ربنا يصبّر أهلهم كانوا شباب زى الورد». فى سياق متصل كشفت تحقيقات نيابة العياط فى حادث تصادم قطار العياط والسيارة ربع النقل، عدم صحة رواية محمود فوزى عامل مزلقان القطار، بإغلاق حواجز المرور، إذ تبين عدم إغلاق أى منها، ما أدى لعبور السيارة ووقوع الحادث.
ومثل المتهم أمام المستشار أحمد خالد أبوالعلا، رئيس نيابة العياط، ونفى العامل ما نسب إليه من اتهامات بالتسبب فى دهس القطار للسيارة مؤكداً أنه أغلق الحاجز الحديدى «الشُراعة» للمزلقان من الجهة الأخرى التى كانت تقف بها السيارة إلا أن الشبورة حجبت الرؤية. وأضاف العامل فى التحقيقات قائلاً: إن جهاز الإنذار الذى ينطلق مع قدوم القطار تعطل عن العمل منذ فترة بسبب الأمطار وأنه أغلق المزلقان.
وواجهته النيابة بأقوال الناجى الوحيد الذى قرر أن عامل المزلقان سمح لقائد السيارة بالمرور ولم تكن هناك حواجز حديدية مغلقة، وهو ما أكده سائق السيارة الذى أصيب فى الحادث قائلاً إن عامل المزلقان سمح له بعبور القضبان ومر بالجزء الأمامى للسيارة وفوجئ بالقطار يطيح بالصندوق الخلفى بركابه، فقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة الإهمال الجسيم فى أداء العمل والتسبب فى مقتل 7 أشخاص وإصابة 4 آخرين.
وأمرت النيابة، بتشكيل لجنة هندسية من خبراء السكك الحديدية، لمعرفة سرعة القطار لحظة الحادث، وبيان موعد وصوله للمزلقان وفحصه وبيان ما إذا كان هناك سلاسل لغلقه، وما إذا كان سمح عامل المزلقان للسيارة بالعبور من عدمه، وحصر التلفيات وإعداد تقرير نهائى عن الحادث.
وصرحت النيابة بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة الكلية بدفن جثث المتوفين دون تشريح وطلبت الاستعلام عن حالة المصابين لسماع أقوالهم.
أثناء محاولتهم البحث عن مصابين داخل حطام السيارات المتضررة