شباب المتعافين يروون تجارب الانتصار على الإدمان: نجحنا فى «بداية جديدة»
تصوير:
فادى عزت
11:28 ص | الجمعة 05 فبراير 2016
صالون «الوطن» يناقش مبادرة الحكومة لإقراض المتعافين من الإدمان
«تامر»: بدأت رحلة الإدمان وعمرى 24 سنة.. وصرفت فلوس إخواتى على المخدرات
«خميس»: الفقر سبب إدمانى.. وتاجر المخدرات كان قدوتى عشان معاه فلوس
«إبراهيم»: أدمنت الحشيش منذ مرحلة الإعدادية.. واشتريت سيارة لنقل البضائع للمحال
«علم الدين»: المشروعات هى سيارتان وكافتيريا ومحل ملابس ومشغل ومجزر دواجن ومحل مشويات
«غازى»: حصلت على 50 ألف جنيه لمشروع كافيتريا أسدد 1145 جنيهاً شهرياً على 5 سنوات.. والمستشفيات الحكومية تمتلك برامج تأهيلية جيدة لأهالى المرضى.. وانفصلت عن زوجتى الأمريكية لأنها مدمنة
نائب رئيس بنك ناصر يشرح كيفية حصول المتعافين من الإدمان على القروض
الحضور يستمعون لخطوات الحصول على القروض
«سيف»: الصندوق لا يوافق على تجهيز ملف لأى مشروع إلا بعد التأكد من المكاسب التى سيحققها
«عمر»: الإدمان بدأ معى بسيجارة ووصلت لـ«الهيروين».. وأعمل فى مستشفى المعمورة كمشرف
«بداية جديدة».. مبادرة لدمج المتعافين من الإدمان فى المجتمع، تمثل خطوة جادة من جانب الحكومة، ممثلة فى وزارة التضامن، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وبنك ناصر، تجاه الشباب المدمن والمتعافى من الإدمان، لعلاج المدمنين مجاناً وفى سرية تامة، فى نطاق حملة «اختار حياتك» التى أطلقتها الحكومة العام الماضى وتتبنى استراتيجية جادة لتقليل نسبة الإدمان فى مصر، التى تفوق المعدلات العالمية، أما المتعافى من الإدمان فيمنح قرضاً فى نطاق مبادرة بداية جديدة، ولأول مرة نسمع عن منح المتعافى من الإدمان قروضاً لبدء مشروعات صغيرة، هذه المبادرة تدل على أن الحكومة تيقنت أن ترك الشباب بعد إتمام مرحلة تعافيهم من الإدمان لم يكن الحل المثالى، وإنما إيجاد فرص عمل لهم واندماجهم فى المجتمع مرة أخرى هو الحل.
الإخصائيون المعالجون: بعدتجربة القروض مع بنك ناصر.. بناء علاقة صداقة مع المدمن وسيلة للعلاج
من هنا بدأ إطلاق مبادرة «بداية جديدة» التى تتيح للشخص المتعافى من الإدمان أخذ قرض من بنك ناصر الاجتماعى فى حدود 50 ألف جنيه كحد أدنى و75 ألف جنيه كحد أقصى بفائدة بسيطة، للبدء فى مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى. مشروعات صغيرة للغاية لكنها مربحة. «الوطن» بدورها، ارتأت أنه من الضرورى إلقاء الضوء على هذه النماذج، التى ستعطى القارئ طاقة إيجابية عند قراءة قصص هؤلاء الشباب الذين تحدوا الإدمان ومخاطره، وأرادوا بعزيمة وإصرار التعافى والعلاج منه، فاستضافت ندوة موسعة، ضمت سمير علم الدين، نائب مدير بنك ناصر، والدكتور أحمد الكتامى، المشرف المساعد على الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وممدوح سيف، المسئول عن الجوانب المالية لمشروعات المتعافين، وحسن حجاج، إخصائى نفسى ومشرف على علاج المتعافين، وتامر حسنى، إخصائى نفسى ومشرف على علاج المتعافين، وهادى مصطفى، ممثل العلاقات العامة لصندوق الإدمان.
ومن شباب المتعافين حضر 5 شباب من إجمالى 7 منحوا قروضاً من البنك.
محمود مسلم: أهلاً وسهلاً بكم، يسعدنا أن نرى هذه النماذج التى تمثل طاقه إيجابية فى المجتمع، خاصة أن قليلاً ما نرى فى مصر مشروعات متكاملة، تدمج الأشخاص المتعافين من الإدمان فى المجتمع مرة أخرى، ولا تتركهم فى منتصف الطريق، وللأسف هناك مشروعات كثيرة جيدة فى مصر، ولكن عادة تترك المواطنين فى منتصف الطريق، وأرى أنكم نماذج طيبة للمجتمع فى وقت يسيطر فيه الإحباط، فأنتم تعطون أملاً للمصريين، أنهم على قدر التحدى، والمقاومة والعمل والإنتاج، والتجربة التى مررتم بها صعبة لكن عادة لا يستطيع أن يتجاوز الصعاب إلا الأشخاص ذو الطاقة الإيجابية ويمتلكون القدرة على التحدى، ونحن لا نملك غير أننا نشكر وزارة التضامن وصندوق الإدمان ببنك ناصر، وفى البداية أحييكم على التحدى والإصرار، لأنكم أصبحتم طاقة أمل فى مصر وأنا منبهر بمثل هذه التجارب فى الوقت الحالى الذى تحتاجه مصر، وأنا سعيد على المستوى الشخصى لأننى أخذت منكم طاقة أمل بعد رؤيتى لهذا الإصرار من جانبكم.
58% من المدمنين يعيشون مع الأب والأم ما يعنى تراجع الدور الأسرى على مستوى التربية والوقاية
■ فى البداية نريد معرفة نبذة مختصرة عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان؟
- الدكتور أحمد الكتامى: صندوق مكافحة الإدمان هو الآلية الوطنية لخفض الطلب على المخدرات، بمعنى الوقاية والكشف المبكر على المدمنين وعلاجهم وإعادة تأهيلهم فى المجتمع، والصندوق دشن خطة مصر الوطنية لمكافحة الإدمان.
■ هل يتطرق الإخصائيون النفسيون فى الصندوق خلال مرحلة العلاج للأسباب التى دفعت الشباب للإدمان، كوسيلة للحد من تلك الأسباب أو علاجها؟
- الدكتور أحمد الكتامى: بالتأكيد نفعل ذلك، ودائماً ما نؤكد أن الخط الساخن لا يقدم خدمات علاجية فقط، ولكنه يرسم خريطة علاجية متكاملة، ومن خلاله استطعنا معرفة أن 58% من المدمنين يعيشون مع الأب والأم، وهذا يعنى أن هناك تراجعاً للدور الأسرى على مستوى التربية والوقاية، ولذلك من خلال الخط الساخن نقدم توعية لأسرة الشخص المدمن لمعرفة كيفية التعامل معه خلال مراحل العلاج، وأيضاً نعرف منهم الأسباب التى دفعت بهذا الشخص للإدمان للوصول إلى أسهل طريقة علاجية له.
«مسلم» يدير «صالون الوطن» ويجرى الحوار مع نائب رئيس بنك ناصر والأطباء والمتعافين من الإدمان
■ هل توجد حالات يضطر فيها الصندوق للإعلان عن بيانات الشخص المتلقى للعلاج فيه؟
- تامر حسنى إخصائى نفسى مشرف على علاج المتعافين:
ضرب من ضروب الخيال أن يعلن الصندوق عن بيانات أى من المدمنين الذين يتلقون العلاج فيه، وتوجد لدينا حالات حاولوا أن يستعلموا عن بيانات المتلقين للعلاج ورفضنا رفضاً قاطعاً، كما أننا أثناء تلقينا المكالمة من الشخص الطالب للعلاج لا نسأله عن بياناته الشخصية، لأن ببساطة الخط الساخن هو خط النجدة للأسرة المصرية، كما أن سرية العلاج موجودة بشكل فائق ويتم فى المستشفيات المتعاقد معها الصندوق، مثل مستشفيات القوات المسلحة والأمانة العامة للصحة النفسية التى تقدم الخدمة السرية والمجانية، وكل التكاليف تكون على حساب الخط الساخن.
■ ما السبب الرئيسى فى انتكاسة المتعافى وعودة عدد كبير منهم للإدمان مرة أخرى؟
- الدكتور أحمد الكتامى: دائماً ما نجد أن حالات الانتكاسة بسبب غياب الدمج المجتمعى، وهذا مثبت فى العديد من الدراسات التى أجريت فى هذا الشأن، بالرغم من تعافيه، يظل منبوذاً من الجميع أو حتى لا يجد فى أغلب الأحيان فرصة عمل، ومن هنا جاءت فكرة تدشين مبادرة «بداية جديدة» لمنحهم قروضاً ميسرة من بنك ناصر لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر كوسيلة لإيجاد فرصة عمل والاندماج المجتمعى مرة أخرى.
«علم الدين»: جميعهم ملتزمون بسداد الأقساط.. ولدينا وثيقة «مخاطر التعسر» حال الانتكاسة
■ هل هناك درجات للإدمان؟
- تامر حسنى: بالتاكيد الإدمان درجات، ويوجد إدمان بسيط وإدمان متوسط الخطورة وإدمان شديد الخطورة، وخلال مرحلة العلاج نفرق جيداً بين الإدمان والتعاطى، لأن القاعدة تقول إن كل المدمنين متعاطون وليس كل المتعاطين مدمنين، وبمجرد تحويل الشخص المتعاطى للمستشفى، يجرى له تقييم لمعرفة درجة إدمانه ويوضع لكل شخص برنامج علاجى خاص لحالته.
■ كيف بدأت مبادرة «بداية جديدة»؟
- تامر حسنى: الفكرة جاءت من سؤال بسيط وجهه لنا السيد عمرو عثمان، مدير صندوق الإدمان، عندما سألنا سؤالاً جوهرياً: «انتوا عايزين تعملوا إيه للشباب المتعافين؟»، وحينها الكل وجد أن أزمة عدم إيجاد فرصة عمل لهم بعد تمام التعافى هى المحور الأساسى، ومن هنا جاءت مبادرة «بداية جديدة» ولهذا سميت المبادرة بـ«بداية جديدة» كوسيلة لمنحهم قرضاً للبدء فى مشروعات صغيرة وإعادة تأهيلهم مرة أخرى.
■ ما شروط ومعايير طلب الشخص المتعافى الدخول فى مبادرة «بداية جديدة» وأخذ القرض؟
- تامر حسنى: هناك 5 معايير مهمة، أولها أن تكون مدة التعافى لا تقل عن سنة، لأن معدل الخطورة فى الـ10 شهور الأولى للتعافى تكون مرتفعة، ولكن بعد مرور سنة كاملة يكون معدل الخطورة أقل وفرصة الاستمرار فى التعافى ترتفع، وثانياً ألا يتعرض الشخص المتعافى لأى «زلات» بمعنى ألا يدخل جسمه أى مادة مخدرة فى أول سنة من التعافى، وسلامة الفحوصات الطبية لأن ما يهم الصندوق هو ليس فقط تبطيل المادة الأساسية وإنما تبطيل المواد المخدرة بصفة عامة، ورابعاً الخضوع لبرنامج علاجى مروراً بمرحلة العلاج النفسى، وخامساً ألا يكون له أى سوابق إجرامية، فتلك هى المعايير المطلوبة للتقدم لرغبة صرف القرض، وبعد تطبيق كل هذه المعايير يكون من حق الشخص المتعافى طلب القرض، وهنا يتم تحويله إلى الإدارة المالية والحسابات للصندوق، الممثلة فى السيد ممدوح سيف، مرفقاً معه ملف تشخيص منى كإخصائى نفسى، شاملاً اختبار توافق نفسى لمعرفة قدرته على التواصل مع المجتمع مرة أخرى.
■ نريد معرفة كيف وُقع بروتوكول بين الصندوق وبنك ناصر بخصوص مبادرة «بداية جديدة» لإعادة وتأهيل المتعافين للمجتمع مرة أخرى؟
- سمير علم الدين ممثل بنك ناصر: الفكرة جاءت من الدور الرائد الذى يؤديه بنك ناصر الاجتماعى، لأنه رائد البنوك الإسلامية والاجتماعية فى مصر والوطن العربى، ودائماً ما يكون لبنك ناصر دور اجتماعى فى تمليك وسائل الإنتاج وتحويل الأجير إلى صاحب عمل، من خلال قروض السيارات مختلفة الأنواع، وهناك تطور حدث فى البنك باعتباره مؤسسة مصرفية متطورة لتقديم خدمات جديدة متميزة لفئة مستهدفة، وهم الشباب الذين وقعوا تحت براثن الإدمان، ووجدنا أن لديهم القدرة والإرادة أن يتحدوا الصعاب، ولديهم رغبة فى إعادة دمجهم فى المجتمع مرة أخرى، ومن هنا كان اتفاق بروتوكول بين البنك وصندوق مكافحة الإدمان، وبالتأكيد كان العنصر الفاعل فى البروتوكول هو رئيس بنك ناصر عاطف صابر.
«سيف»: استثناء «المتعافين» من شرط الضامن أسهم فى تجاوز الأزمة.. و«الكتامى»: صندوق المكافحة آلية لخفض خطر المخدرات
■ كيف يمكن تحفيز الشباب المدمن للجوء للمبادرة؟
- الدكتور أحمد الكتامى: التحفيز يأتى من فكرة الهدف منها تحقيق الدمج المجتمعى للمتعافين من الإدمان، لأننا وجدنا أن الدمج المجتمعى هى مرحلة من الرعاية اللاحقة التى تلى المراحل التى يمر بها المتعافى وهى العلاج الطبى والنفسى والاجتماعى، وآخر مرحلة هى الدمج المجتمعى، وتمحورت الفكرة حول كيفية توفير فرصة عمل ودمج المتعافى مرة أخرى فى المجتمع، بحيث أن يمتنع عن الانتكاسة، لأننا وجدنا أن نسبة كبيرة جداً من الدراسات ربطت بين الانتكاسة، والفشل فى إيجاد فرص العمل، لذا كان هذا هو الهدف الرئيسى منها وهو إعادة دمج مجتمعى للمتعافين من الإدمان بتحقيق فرص عمل لهم عن طريق مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر بالتعاون مع بنك ناصر.
■ هل قابل الصندوق أى حالات انتكاسة سابقة لأحد من الشباب السبعة المتعافين والمقترضين؟
- تامر حسنى: لم نقابل أى حالات انتكاسة، حتى إنه فى حالة المتعافى «محمد تامر» توفيت والدته خلال فترة العلاج، وهذا كان أكبر حالة معرضة للانتكاسة ولكن بفضل الله لم يحدث.
متعافو الإدمان فى ندوة «الوطن»
■ هل تقتصر فكرة المبادرة على القرض، أم هناك خطوات أخرى بعد القرض؟
- الدكتور أحمد الكتامى: لأ طبعاً، ولكن منح القرض هو الأهم، وتعقبه مراحل الرعاية اللاحقة، ومنها المتابعة الاجتماعية والنفسية من قبل كل الإخصائيين النفسيين حسن حجاج، وتامر حسنى، وأؤكد أن أول خطوة هى رغبة المتعافى فى الحصول على قرض مبادرة «بداية جديدة»، والخطوة الثانية هى نقل رغبته هذه للإخصائى المعالج له.
■ كيف يتعامل الإخصائى النفسى مع المتعافى بشأن رغبته فى الحصول على قرض؟
- حسن حجاج: فى البداية أؤكد أن مرحلة القرض هى ضمن المرحلة العلاجية للشخص المتعافى الراغب فى الاندماج المجتمعى الكامل مرة أخرى، للخروج من المرحلة السلبية إلى المرحلة الإيجابية، لخلق إنسان قادر على العمل ومنتج فى نفس الوقت، ونبدأ أولاً بتقليل سلم التعافى والوصول إلى درجة معينة فيه، وكلما كان الشخص المدمن قادراً على تقليل سلم التعافى والخروج من الضغوط كان أكثر قدرة على التعافى، وبالفعل ننجح فى ذلك لأن علاقتنا معهم تحولت إلى صداقة حقيقية.
■ ما تلك الدرجة؟
- حسن حجاج: هى تأكد الإخصائى النفسى المعالج أن الشخص الراغب فى التعافى أصبح قادراً على مواجهة ضغوط الحياة بشروطها، وهى ببساطة أن يرى الشخص المرحلة التى وصل إليها بعد تبطيل المادة المخدرة، وأن يعرف هل هو أصبح قادراً على العمل والالتزام أم لا، ثم أتناقش معه فى مشروعه عن إمكانياته فى إدارته، وهل لديه خبرة مسبقة فيه وفى آليات نجاحه، ونبدأ فى وضع خطة مشتركة معه، ومن خلال مناقشتنا معه نعرف مدى الجدية فيه وهل هى فكرة عابرة أم خبرة أم دراسة، ويعقب ذلك كتابة تقارير للصندوق لدراسته مالياً، وهنا ينتهى الدور الفنى للإخصائى النفسى من خلال مناقشة وتقييم المشروع مع المتعافى.
■ هل يستطيع أن يعرف الإخصائى احتمالية انتكاسة الشخص وعودته للإدمان مرة أخرى من عدمه؟
- حسن حجاج: بالتأكيد، لأن المبادرة هى منح القرض للشخص المتعافى نهائياً، واحتمالية الانتكاسة تكون صفر% وغير واردة على الإطلاق.
■ كيف يجرى بنك ناصر متابعة على هؤلاء الشباب للتأكد من صرف القرض فى الأنشطة المقدم عليها؟
- سمير علم الدين ممثل بنك ناصر: يوجد دور مهم للمتابعة من طرف البنك ومن طرف الصندوق، حيث يقوم الصندوق بمتابعة العميل وتأهيله اجتماعياً، ويقوم البنك بمنح التمويل، والمتابعة تتم من البنك قبل الصرف من خلال دراسة ملف الحالة للشخص المقدم على القرض من قبل الصندوق، وما زاد من إنجاح المبادرة، هم العملاء الثلاثة الذين بدأوا بأخذ القرض، وهم محمد حسن حسين غازى، ومحمود محمد جمال زكى، ونبيل حسنى حامد إبراهيم، لأنه بالتأكيد أى مشروع جديد له صعوبات وإعاقات كثيرة لكن بالإصرار بيننا وبين الصندوق حاولنا وتعاونا إلى أن أصبحت المبادرة محل الحديث من الجميع.
■ هل يلتزم الشباب السبعة بالسداد الشهرى لأقساط القرض؟
- سمير علم الدين: نعم، جميعهم ملتزمون بالسداد.
■ ما قيمة الفائدة على القروض؟ وقيمة القسط الشهرى؟
- سمير علم الدين: الفائدة بسيطة للغاية وتصل لـ7.5%، والقسط الشهرى يحدد على حسب قيمة القرض وعدد سنوات القرض، وهذه الفائدة تعتبر الأقل بالنسبة لسعر السوق المصرفية.
■ ما مواصفات الشخص المتعافى من الإدمان الذى يمكنه الحصول على القرض؟
- ممدوح سيف: البداية تكون لدى الإخصائى النفسى، لمعرفة الفترة التى تمت لمرحلة التعافى، ونطلب منه شهادة فترة تعافيه، لأن من شروط منح القرض أن يكون مر على التعافى 10 شهور كحد أدنى لمنح القرض، ومعظم من منحوا القروض زادت فترة التعافى عن تلك الفترة، ثم يقوم بعمل إجراءات فيش وتشبيه، ونجلس مع المتعافى لمعرفة مشروعه ونبدأ ترجمته لرأسمال، ونتناقش معه فى المشروع والقيمة المناسبة له، ونضع حداً لعدد السنوات المناسبة له لسداد القرض والقيمة الشهرية، وتوقعات أرباح المشروعات من عدمه، ويعقب ذلك إرسال ملف كامل لبنك ناصر لدراسته ثم الرد عليه، والحمد لله كل الملفات التى أرسلت لبنك ناصر تمت الموافقة عليها.
■ من المعروف أن أى شخص يريد الاقتراض من بنك ناصر، لا بد من وجود موظفين حكوميين ضامنين له مع تحويل مرتباتهما على البنك، هل هذا الشرط يسير على المتعافى من الإدمان؟
- ممدوح سيف: أسقطنا هذا الشرط على المتعافين من الإدمان، بتوجيه من القيادة السياسية ومن وزيرة التضامن غادة والى، ضمن الخطة القومية لمكافحة وعلاج الإدمان، والاتجاه العام على مستوى الدولة حالياً، هو أن يمنح قروض المشروعات الصغيرة بدون ضامن من أجل التسهيل، لأنه بالتأكيد كان شرط تحويل مرتب موظف حكومى على البنك كضامن للشخص المقترض عملية مؤلمة وتعجيزية.
■ حالة عودة المتعافى من المقترضين للإدمان، ماذا سيكون الموقف حينها؟
- سمير علم الدين: البنك غطى تلك النقطة المهمة، من خلال وثيقة تسمى «مخاطر التعسر»، وهى لا تطبق فقط على قروض التعافى من الإدمان، ولكنها بدأ تفعيلها لقروض المشروعات الصغيرة المتناهية الصغر، ومضمونها أنها وثيقة تبع شركة تأمين قيمتها نصف فى المائة.
«الكتامى»: غياب الدمج المجتمعى أهم أسباب انتكاسة المتعافين.. و«حسنى»: 5 معايير لانضمام المتعافى لمبادرة «بداية جديدة».. ومرور سنة على التعافى وألا يكون له سوابق إجرامية
■ بالنسبة للمرحلة النهائية لصرف القرض، هل يطلب بنك ناصر إجراء تحليل مخدرات أخير على الشخص المقترض بمعرفة الصندوق؟
- الدكتور أحمد الكتامى: التحليل يجرى بشكل مفاجئ بطلب من الإخصائى النفسى للشخص المتعافى، وليس بالضرورة أن يتم قبل صرف القرض لأنه يتم بشكل دورى ومفاجئ.
سمير علم الدين: البنك قبل الصرف، يوجه لجنة مشكلة من البنك لتقييم المشروع، ودراسة الجدوى بشكل نهائى، ومعاينة تجهيزات مكان تنفيذ المشروع، كما أن الصرف لا يتم على دفعة واحدة، ولكنه يتم على مراحل كل مرحلة بمبلغ مالى معين حتى يصرف آخر مبلغ من قيمة القرض.
■ بالنسبة للناحية المالية، المكسب والخسارة أمر وارد لأى مشروع، حال خسارة مشروع من المشروعات السبعة، كيف يكون الموقف وقتها وكيف يتم الصرف؟
- ممدوح سيف: الصندوق من البداية لا يوافق على تجهيز ملف لأى مشروع إلا بعد التأكد من المكاسب التى سيحققها، ومعرفة خبرة إدارة الشخص المتعافى للمشروع، وبالفعل رفضنا مشروع «مواشى» لأحد المتعافين، لأننا وجدنا بالدراسة أنه لن يحقق المكسب المراد، ونجحنا فى إقناعه بمشروع آخر له خبرة ودراية سابقة للعمل فيه وهو مشروع محل المشويات ويحقق الآن مكاسب جيدة.
■ هل يختار كل متعافى المشروع القادر على إنجاحه؟
- ممدوح سيف: الصندوق يدرس الجانب المالى، ونبدأ بترجمة الفكرة للشخص الطالب للقرض لشكل مالى، وعلى هذا الأساس نجرى دراسة الجدوى، ونحللها حتى نستخرج نسباً مالية على هذا الأساس لمعرفة القيمة المناسبة لتنفيذ مشروعه.
■ هل يقدم صندوق الإدمان ضمانات على الشخص الطالب للقرض، ضمن الملف المرسل لبنك ناصر؟
- ممدوح سيف: طبعاً.
■ ما القيمة الإجمالية التى منحها البنك للشباب السبعة؟ وهل جميعهم متساوون فى المبالغ؟.
- سمير علم الدين: كل شخص يأخذ قرضاً حسب مشروعه، بحسب الدراسة، لأن البنك كهيئة ائتمانية فهو يسير على نهج أن كل مشروع يختلف عن الآخر، والقيمة الإجمالية بلغت حوالى 520 ألف جنيه.
■ ما نوع الأنشطة التى تمنح القروض على أساسها؟
- سمير علم الدين: منحنا سيارتين، وواحد كافتيريا، وواحد محل ملابس، وواحد مشغل، وواحد مجزر دواجن، وواحد مشويات، وكلها مشروعات مربحة بمجهودهم.
■ ننتقل إلى النماذج الإيجابية التى أصبحت تعطى طاقة إيجابية لكل من يسمع قصصهم، وهم شباب المتعافين، نريد معرفة قصة البداية لكل شخص فيكم على حدة بداية من الإدمان وحتى مرحلة التعافى وأخذ القرض؟
«محمد غازى» 38 سنة
■ كيف بدأت رحلتك مع الإدمان؟
- رحلة الإدمان بدأت معى خارج مصر، كنت وقتها فى المرحلة الثانوية وأبلغ من العمر 18 سنة، فكرة الإدمان كانت بالنسبة لى فى بداية الأمر رغبة من مُراهق للتجربة، حاولت على مدار 13 عاماً التعافى من الإدمان لكنى فشلت واقتنعت مؤقتاً ودخلت مستشفى المعمورة للأمراض النفسية، خضعت العلاج لمدة عامين وما زلت حالياً فى مرحلة المتابعة.
شرط الحصول على «القرض».. «حجاج»: تمويل المشروعات ضمن المرحلة العلاجية للمتعافى
■ لماذا كنت رافضاً فى البداية فكرة العلاج؟
- فى سنوات سابقة كنت مقتنع إنى مش عيان، كنت مصدق إنى أشرب فى أى وقت وأبطل فى أى وقت، الحقيقة جربت كل أنواع المخدرات، ووجودى بره البلد دفعنى لتعاطى أنواع غير معروفة وجديدة على مواطن مصرى، أيضاً فكرة رفضى للعلاج كانت نابعة إن مع تقدمى فى السن تصبح فرصة علاجى ضعيفة، وعليه شعرت ببعض الإحباط ولكنى وافقت لإرضاء أمى وأسرتى الذين تضرروا كثيراً منى.
■ هل مثلما تصور لنا السينما والدراما، أن المستشفيات الحكومة التى تعالج الإدمان «سيئة ومُهملة»؟
- بالعكس، وجدت داخل المستشفى برامج تأهيلية جيدة ليس فقط للمرضى، بل لأهالى المرضى أيضاً، للتعافى من الأذى النفسى الذى تعرضوا له من أبنائهم المدمنين، الأماكن الخاصة ليست فى أفضل حالاتها، ووجدت فى مستشفى المعمورة بعض الإخصائيين النفسيين، الذين يعقدون جلسات مع المدمنين لتأهيلهم للعودة للحياة، وكنت دائماً أسال نفسى «هما ليه بيساعدونى؟» والحقيقة السؤال ده كان سبب لإصرارى على التعافى.
■ ماذا عن حياتك الاجتماعية؟
- كنت متزوجاً من سيدة أمريكية، وحينما خرجت من المستشفى قررت الانفصال عنها، كونها بالأساس مدمنة للمخدرات، وبالتأكيد لو كانت حياتنا الزوجية استمرت، كنت سأعود للإدمان مجدداً، وعملت فى وقت سابق كمشرف فى أحد المراكز الخاصة لعلاج الإدمان، لمساعدة حالات أخرى من المدمنين على التعافى.
■ كيف بدأت علاقتك بمبادرة «بداية جديدة»؟
- فى أحد الأيام، تلقيت مكالمة هاتفية من الدكتور أحمد الكتامى، مسئول الخط الساخن بصندوق علاج الإدمان، يخبرنى بالمشروعات المقدمة من الصندوق للمُتعافين من الإدمان، وجاء ذلك الترشيح بتزكية من حسن حجاج الإخصائى النفسى الذى أشرف على علاجى، فى البداية كنت متردداً، ولكن بعد استشارة بعض المقربين منى، أجريت دراسة جدوى بشأن فتح كافيتريا فى المركز الخاص الذى أعمل فيه كمشرف، وللأمانة تخوفى من فتح المشروع جاء بسبب قلة عدد النزلاء فى المركز، ففى البداية كانوا 10 نزلاء، والآن باتوا 30 نزيلاً، واجهتنى بعض الأزمات فى إنهاء بعض الأوراق الخاصة بالمشروع، ولولا تدخل وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى ما كانت الإجراءات انتهت بهذه السرعة، وأشكر بنك ناصر على منحى مهلة فى السداد، وحصلت على قرض بمبلغ 50 ألف جنيه لمشروع كافيتريا، أسدد 1145 جنيهاً شهرياً على 5 سنوات.
■ هل ندمت على أى فعل ارتكبته أثناء الإدمان؟
- شعور بالذنب يطاردنى حتى الآن، فى اليونان ارتبطت بفتاة كنت «بحبها قوى»، أنا من جعلها تسلك طريق الإدمان، حتى ماتت بسبب جرعة زائدة، أيضاً المُخدر جعلنى مجنوناً، صرفت أموال زواج أخى على المُخدرات، وأموال أسرتى أيضاً، كل هذا أفكر فيه الآن وأقول لنفسى، أهدرت عمرك فى ذنوب، إضافة إلى وجود بقعة سوداء فى تاريخى، هى أنى تعرضت لواقعة القبض علىّ أثناء التعاطى.
■ ما نصيحتك للشخص المدمن، الآن؟
- نصيحتى للأهل قبل المدمن، لا تشعروا باليأس فى أى يوم من الأيام، الشخص المدمن بالتأكيد لن يشعر أنه مريض ويحتاج للعلاج ولن يقبل النصيحة بالتعافى.
«معتز عمر» 32 عاماً
■ كيف أدمنت؟
- الإدمان بدأ مع تزايد الفضول بداخلى أن أخوض تجربة جديدة، بالأساس أخى كان مُدمناً، الحكاية بدأت معايا بسيجارة ثم توالت السهرات الأسبوعية، التنقل بين المراحل التعليمية المختلفة، جعلنى أجرب كل أنواع المخدرات، حتى وصلت لأسوأ مخدر «الهيروين»، أتذكر أنى كنت أوهم أسرتى أنى أحصل على دروس إضافية فى المرحلة الثانوية، وأحصل على الأموال لشراء المخدر.
■ حينما بدأت تظهر ملامح الإدمان عليك.. هل تعرضت لأى مواقف اجتماعية محرجة؟
- بالتأكيد، الجميع سواء من أهلى أو أصدقائى نبذونى، حتى حينما حصلت على عمل، كنت أسرق صاحب المحل، سرقت أختى، وصل الأمر أنى بدأت بيع مخدرات لزملائى حتى أحصل على أموال لشراء المخدر، الأمر وصل لدرجة أنى أصبحت غير قادر على جلب أموال لشراء المخدر.
■ ماذا عن رحلة العلاج؟
- رحلة العلاج تضمنت مراحل، مثل أى مدمن، هو غير مقتنع بالعلاج، تركيزه على التعاطى، دخلت أحد المستشفيات فى مدة علاج استمرت أياماً فقط، وخرجت، وعدت مرة أخرى للتعاطى، وبدأت مجدداً البحث عن حيل جديدة للحصول على المخدر، ولا أنسى إلقاء القبض علىّ أثناء بيع المخدرات، وللأسف لم أتعلم من هذا الأمر، بمجرد الإفراج عنى عدت مجدداً للتعاطى والاتجار، كان كل تركيزى «إزاى أشرب» من حوالى 3 سنوات، أخيراً قررت أن «أتعافى بجدية»، لأن الجميع «يكرهنى ويرفضنى»، لدرجة أن أهلى رفضوا يفتحوا لى الباب عشان أدخل الشقة، خلاص مش عايزينى، وقتها اتجهت لمستشفى المعمورة، وسلمت نفسى للمعالجين، هناك تعلمت مبادئ «التعافى» التى أهمها، أن تكون أميناً لا تكذب، الإخصائيون أيضاً كانوا يعقدون معنا جلسات تأهيلية يومية، وعلى مدار سنوات العلاج الثلاث كنت أرى حفلات تكريم المستشفى للمُتعافين، وبقول لنفسى: «هل يا ترى هييجى اليوم اللى هبقى زيهم فيه»، وحالياً أعمل كمساعد فى الخط الساخن لعلاج الإدمان، لعلاج الحالات المستحدثة.
■ هل مشاركتك فى علاج مُدمنين.. أثرت فيك على المستوى الشخصى؟
- بالتأكيد، أن يُطلب منى أن أعمل كمساعد فى العلاقات الخارجية لعلاج الإدمان، خاصة أن هناك حالات تخضع لعلاج خارجى دون الحاجة لدخول المستشفى، أكتر حد ممكن يصدقك هو المدمن اللى زيك، ثم عدت مجدداً للعمل فى مستشفى المعمورة كمشرف، وشاركت فى المؤتمر السنوى للمستشفى، وقمت بإلقاء كلمة «المُتعافين».
■ متى بدأت تفكر فى الحصول على قرض من بنك ناصر؟
- دراستى بالأساس كانت سياحة وفنادق، فكرت فى البداية أن أحصل على قرض لفتح كافيتريا، ولكن لاحقاً تغيرت الفكرة بعد دراسات لفتح مشغل ملابس، خاصة أن والدى يمتلك مصنع ملابس، وحصلت على مساعدة كبيرة من أعضاء الخط الساخن للإدمان، لأن المشغل سيساهم فى تشغيل أسر، والدى يساعدنى فى المشروع، وأنا دورى فيه مجرد «عامل»، الآن أنا أشارك فى فيلم تسجيلى للصندوق عن المتعافين، هذا شىء عظيم بالنسبة لى أن أصل لتلك اللحظة، حصلت على قرض بمبلغ 50 ألف جنيه لمشروع مشغل ملابس وأسدد 1375 جنيهاً على 4 سنوات.
«محمد تامر» 40 عاماً
■ كيف أصبحت مدمناً؟
- بدأت الإدمان منذ أن كان عمرى 24 سنة، الأمر بدأ من أجل متعة «التجربة»، الإدمان تدرج معى من «الحشيش» وصولاً لـ«الهيروين»، صرفت تقريباً كل فلوسى وفلوس إخواتى على المخدر.
■ كيف تعرفت على الخط الساخن لعلاج الإدمان؟
- حينما جاءتنى فرصة العلاج، كانت عن طريق الخط الساخن للإدمان عام 2005، وصلت للخط الساخن عن طريق شخص مُتعافى، قال لى إن الخط الساخن هو الأنسب لحالتى، وقتها قلت لأسرتى «أنا عيان وعايز أتعالج»، أشقائى ساعدونى وأدخلونى مستشفى الدمرداش، هناك تحدثت مع الأطباء عن المواد المخدرة التى تعاطيتها، ولم أكن مقتنعاً أن العلاج مجانى، والحقيقة الأطباء كانوا يقدمون لى أفضل معاملة.
■ هل تعرضت لمصاعب أثناء التعافى؟
- فى المرة الأولى كانت المرحلة الزمنية للعلاج شهراً، قمت على أثرها بالتعافى لمدة سنة ونصف، للأسف بعدها تعرضت لـ«انتكاسة» مجدداً، تعرضت لأزمة شخصية، قمت بسببها بالعودة مجدداً للمخدرات، كنت أعتقد فى البداية أنى أستطيع «وسطنة الأمور، عشت تجربة صعبة للإدمان لمدة 8 سنوات، حتى قررت العلاج بجدية عام 2014 وما زلت مستمراً فى الجلسات حتى الآن.
■ ماذا عن القرض الذى حصلت عليه؟
- حصلت على قرض يقدر بـ40 ألف جنيه، وأسست محلاً لبيع المشويات فى مدينة بنها، وقررت تغيير كل الأماكن التى كانت مرتبطة لدىّ بالإدمان، وأسدد شهريا 840 جنيهاً للبنك، فى البداية قلت للصندوق إننى أريد تأسيس مشروع تجارى آخر هو مشروع تربية مواشى، لكنهم تناقشوا معى أن هذا المشروع سيتسبب فى خسائر شخصية، ما يؤكد أنى قد أعود مجدداً لانتكاسة.
«أسامة خميس» 34 عاماً
■ كيف أصبحت مدمناً؟
- أنا فى الأساس، كنت ناقماً على حياتى منذ أن كنت صغيراً، حتى قبل الإدمان، لدرجة إنى لما كنت أرى حد من صحابى لابس قميص كويس أو معاه لعبة كويسة، كنت باسرق حاجات شبهها عشان أبقى زيهم أو أحسن منهم، منذ أن كان عمرى 11 سنة، أصبحت مُدخناً للسجائر، وفى سن الـ13 أصبحت مدمناً، وده لإنى كنت عايش فى الشارع أكتر ما عايش فى بيتنا، كنت شغال بالأساس مع واحد بيبيع مخدرات وهو بقى بالنسبة لى قدوة.
■ هل كانت لك محاولات سابقة للعلاج، وفشلت؟
- حاولت التعافى عام 2003، عن طريق دخول مستشفى المعمورة ولكنى فشلت، لأنى كنت مقتنع أن مفيش حاجة اسمها تبطّل، لكنى كنت أسعى للعلاج فقط من أجل إرضاء أمى وإخوتى، الرحلة الحقيقية للعلاج بدأت منذ عام 2010، لأنى وقتها حسيت فعلاً إنى بضيع، ضيعت كل فلوسى، كنت جبت شقة وخطبت، لكن المخدرات دفعتنى لبيع كل ما أملك، ما أدى لفشل مشروع الزواج، بعدها تركت المنزل وظللت متنقلاً بين منازل أصدقائى لدرجة أنى كنت بتمنى أنام يقوم الناس يلاقونى ميت الصبح.
■ كيف اقتنعت بضرورة العلاج بشكل نهائى؟
- كان هناك شخص أرتبط معه بعلاقة قديمة فى مجال «الضرب والتعاطى»، قال لى إنه جاء الوقت للعلاج، ونصحنى باللجوء لمستشفى المعمورة، ظللت لمدة شهرين لا أتلقى أى زيارة من أسرتى، هذا الشخص أنا مدين له بالكثير فيما وصلت إليه حالياً، هو من دفع أموالاً تحت حساب العلاج داخل المستشفى، خاصة أننى فى البداية كنت أعالج فى النظام الخاص، بعد 100 يوم علاج، خرجت مرة أخرى للشارع، عدت مجدداً لعملى الأساسى كـ«صنايعى» عملت فى المحل الذى كنت أملكه سابقاً كـ«عامل يومية»، إحساس قاسٍ بالتأكيد، قررت أن أحصل على شقة بالإيجار بعيداً عن أى شىء يربطنى بالماضى، وقتها قررت أن أستعيد كل ما فقدته، وأن أبدأ بشراء شقة تمليك.
■ ماذا عن علاقتك الحالية بأسرتك؟
- أخذت نصيحة من مُدمن سابق قال لى «ماتفكرش فى أى حاجة إلا أنك تخف.. بمجرد ما تخف.. كل حاجة حلوة هترجعلك، وهو ما حدث، بدأت رويداً رويداً تعود العلاقات الأسرية، حالياً أجهز مع بنك ناصر تأسيس مجزر دواجن بعد الحصول على القرض، ما ساعدنى فى تحسين علاقاتى الاجتماعية.
■ ما قيمة المبلغ الذى حصلت عليه؟
- 50 ألف جنيه.. أخذت أول جزء من القرض وبدأت التنفيذ ويوم 20 فبراير سأبدأ العمل الفعلى.
«أحمد إبراهيم» 30 سنة
■ كيف أصبحت مدمناً؟
- أنا مُتعافى منذ سنة وسبعة أشهر، متزوج ولدى ولد وبنت، رحلة الإدمان بدأت معى بـ«سيجارة حشيش»، ولكن الأزمة الحقيقة بدأت معى مع تصاعد نوع المخدر، منذ صغرى للأسف كنت أسرق الأموال من والدتى، ما سهّل لدىّ فكرة الإدمان، وصل بى الاستهتار إلى أننى أدمنت الحشيش منذ مرحلة الإعدادية.
■ هل تأثر زواجك بفكرة الإدمان؟
- قبل مرحلة الزواج، كنت قد أصبحت مدمن هيروين، لكنى للأسف ظللت مستمراً فى الإدمان، ما أثر بالسلب على حياتى «بعت عفش بيتى.. وصرفته على المخدرات»، المخدر دفعنى للاقتراض من الحلاق المجاور لمنزلى.
■ من الذى أقنعك بالعلاج؟
- أحد جيرانى الذى سبق له التعافى، قال لى «مستشفى المعمورة الحل الأمثل» لحالتك، وحالياً أقوم مع البنك بشراء سيارة «فان» لنقل البضائع من خلالها للمحلات وأسدد 1650 جنيهاً شهرياً.