سياسيون ينقسمون حول القرار.. ويحذرون من حرب عالمية ثالثة
العميد أحمد العسيرى فى مؤتمر صحفى سابق
اختلف خبراء حول تصريحات العميد أحمد العسيرى، المتحدث باسم قوات التحالف العربى والمستشار بوزارة الدفاع السعودية، عن إمكانية تدخل المملكة العربية السعودية، برياً فى سوريا، ورحب البعض بتلك الخطوة، لإنقاذ الشعب السورى من براثن الإرهاب، واعتبروها رسالة دعم للمعارضة السورية، فيما رآها آخرون حرباً بالوكالة، وانصياعاً للمخطط الأمريكى فى المنطقة.
«الزيات»: رسالة دعم للمعارضة السورية.. و«عبدالمجيد»: خطوة لإنقاذ الشعب من الإرهاب
وقال اللواء دكتور محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن قرار المملكة بالتدخل فى سوريا ليس نهائياً، وإنها أطلقته دون البحث فى تفاصيل الدعوة، بدليل أن العميد «العسيرى»، قال إن هذا الأمر سيجرى بحثه مجدداً مع دول التحالف الدولى، وأن هذه الدعوة ليست ملزمة لأى من الدول العربية المشاركة فى التحالف الإسلامى.
وأضاف «الزيات» لـ«الوطن»: «التدخل فى الوقت الراهن، لن يتجاوز وجود خبراء أو مستشارين، للمساعدة فى مواجهة التنظيمات المتطرفة، خصوصاً أن الدعوة تفتقر للآليات والتنسيق المشترك، وهى مجرد رسالة إلى المعارضة السورية، التى كانت تتبناها المملكة بأنها ستدعمها مجدداً».
وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اقتراح المملكة العربية السعودية، خطوة إيجابية تعبر عن محاولة لإنقاذ الشعب السورى من الإرهاب وممن يختبئون تحت ستار الإرهاب لاحتلال سوريا، مضيفاً: «سوريا تواجه خطرين، الأول منهما هو تنظيم داعش، والثانى ممثل فى رغبة روسيا فى احتلال الأراضى السورية».
وأشار «عبدالمجيد» إلى أن الاحتلال الروسى لسوريا، أخطر من الاحتلال الأمريكى للعراق، وضحاياه سيكونون أكثر، الأمر الذى يتطلب اتخاذ مواقف إيجابية تجاه الشعب السورى لمواجهة الخطر المزدوج، مضيفاً: «هدف روسيا هو فرض الهيمنة على جزء كبير من سوريا وترك الجزء الآخر لداعش، وهذا خطر هائل إن لم ينتبه العرب إليه، وبشار الأسد، مجرد واجهة لروسيا، وقد وقع على معاهدة لمدة 10 سنوات، كل بند فيها يُمثل شكلاً من أشكال الاحتلال السافر لسوريا».
وقال سعيد اللاوندى، أستاذ العلاقات الدولية لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن التدخل فى الشأن الداخلى السورى، أمر تمنعه المواثيق الدولية، مضيفاً: «جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، أكد أن بلاده تدعم الحرب ضد داعش من خلال السلاح الجوى، إلا أنها تحتاج إلى جيش نظامى إسلامى سنى لمحاربة داعش برياً». وشدد «اللاوندى»، على ضرورة إيجاد حل سياسى لما يحدث فى سوريا، أما الحديث عن تدخل عسكرى سعودى، فإنه يفتح باب التدخل العسكرى فى الدول العربية ومنها ليبيا وتونس، فسوريا ستكون تجربة يقاس من خلالها التدخلات لإثارة الفوضى فى المنطقة، ولا بد من التأكيد أن سوريا دولة مستقلة والحكومة الحالية شرعية.
وقال سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن العالم على مشارف حرب عالمية ثالثة، مركزها سوريا، وفى حالة دخول السعودية سوريا سيكون الهدف الأساسى والخفى محاربة الفرس، بقيادة إيران وإسقاط النظام السورى.