35 عاماً فى تقطيع «الألمونيا»: أشتغلها آه.. ولادى لأ
«عم رمضان» محاولاً تقطيع «الألمونيا» بدقة
على مدار 35 عاماً ظل «عم رمضان» يعمل فى الخراطة «تقطيع الألومنيوم بالمنشار»، وطوال تلك المدة كان يحلم بماكينة تقطيع خاصة به، الأمر الذى تعذّر عليه، خاصة بعد زواجه الذى ضاعف من مصاريفه، لتمر الأيام ويبقى على حاله، رغم أنه يرى نفسه الأحرف والأمهر.
«مهنة خطر طبعاً، أنا لو ماخدتش بالى تبقى إيدى بالسلامة»، يقولها «رمضان محمد أحمد»، الذى يعمل فى تلك المهنة منذ كان سنه 17 عاماً، كان يقبض حينها 12 جنيهاً شهرياً. لا ينسى «عم رمضان» إصابات العمل التى لحقت بيده وقدمه، ومع ذلك ظل محباً ومخلصاً لمهنته، بل يؤكد أن الحوادث التى يتعرض لها تزيده قوة وإصراراً على العمل، فقام بعمل مطابخ، وأبواب، وشبابيك على درجة عالية من الدقة والإتقان. «مش بقطع بشكل عشوائى، لازم أحسبها كويس جداً.. أى مللى زيادة أو ناقص خطر على الشغلانة وعلى الإيد، عشان كده براجع شغلى مرة واتنين وتلاتة»، يقولها «عم رمضان»، الذى لا يتخيل نفسه فى عمل آخر، ويرفض الانتقال لمهن أخرى، حتى وإن كانت أسهل، فى الوقت الذى تحتاج فيه مهنته إلى صبر وخبرة. «كل من هب ودب دخل فى الصنعة، بيموّتوا الشغلانة، لأنهم مايفهموش حاجة فيها، وللأسف لما كتروا أثّروا عليا» يقولها «عم رمضان»، مؤكداً أن شراء ماكينة تقطيع لا يقدر عليه الكثيرون، فالماكينة تتكلف من 1000 إلى 6000 جنيه. حب «عم رمضان» لمهنته جعله يؤكد أنه لو عاد به الزمان سيختارها، لكنه فى نفس الوقت يرفض أن يورثها لأولاده: «أنا أتبهدل عشان حبيتها، لكن مابهدلش ولادى فيها».