دفن جثمان المصرى المقتول دهساً بالسعودية «بناء على وصيته».. والقنصل: لن نترك حقه
المارة يحاولون إسعافه ونقله إلى المستشفى
يُدفن اليوم جثمان المواطن المصرى وليد السيد فى الرياض تنفيذاً لوصيته، حيث توفى إثر واقعة دهسه على يد 4 مواطنين سعوديين بسبب خلاف على أولوية المرور، ما جعل الشباب الأربعة يقدمون على ضربه فوق رأسه، ثم دهسه بالسيارة، ما أسفر عن وفاته فى الحال. وأرسلت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، مندوباً من الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، صباح أمس، إلى المملكة العربية السعودية، للوجود مع الجثمان، مؤكدة أن الشرطة السعودية ألقت القبض على الشباب الأربعة.
ونوهت «مكرم» إلى أنها تابعت منذ صباح أمس تطورات دهس مواطن مصرى فى السعودية يُدعى «وليد حمدى السيد»، إثر مشاجرة مع آخرين. وأوضحت أنها تواصلت مع عدد من المسئولين السعوديين الذين أكدوا لها إلقاء القبض على 4 متورطين فى الحادث. وقالت الوزيرة إنه تم تشريح جثمان الضحية لضمان معاقبة الجناة وفقاً للتحقيقات الجارية فى المملكة العربية السعودية، وأشارت إلى أنها أجرت محاولة للتواصل مع أهل الضحية لتنسيق شحن الجثمان على نفقة الدولة، إلا أنهم طالبوا بدفنه فى الرياض تنفيذاً لوصيته، مؤكدة أنها تبحث مع وزيرة التضامن تقديم المساعدات المالية الممكنة لأسرة الضحية. من جانبه أكد عادل حنفى، المتحدث باسم الاتحاد العام للمصريين فى الخارج بالسعودية، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه لن يتم شحن جثمان العامل المصرى لمصر بسبب وصية العامل بأن يُدفن فى الرياض على الأراضى المقدسة. ونوه «حنفى» إلى أنه تم استخراج الجثمان للتشريح بناء على طلب الشرطة السعودية، قائلاً: «متوقع أن يحكم عليهم بالشرع والذى ينص طبقاً للقانون السعودى بالإعدام، لأن من قتل يُقتل».
وعن حالة جثة العامل المصرى، والتى اطلع عليها عادل حنفى، أكد أنه من الواضح أنه بعد قيام الشباب الأربعة بدهس العامل بالسيارة، قاموا بالتمثيل بالجثة، حيث يوجد كسر فى القفص الصدرى، وعدد من الكدمات الحادة، وجرح نافذ فى الرأس نتيجة لضربه بآلة حادة على رأسه، وبعض الكسور فى مختلف أنحاء جسده.
فى السياق نفسه حصلت «الوطن» على نسخة من استمارة تجهيز نقل المتوفى فى المملكة العربية السعودية، والتى نصت بشكل واضح على أن سبب الوفاة المبدئى «جنائى ودهس متعمد» للشاب المصرى «وليد حمدى السيد» ويبلغ من العمر 35 عاماً. وقال «عماد حمدى السيد»، شقيق المجنى عليه، إن الأهل رفضوا شحن جثمان شقيقه بسبب «وصيته بدفن جثمانه فى الرياض حال وفاته فى المملكة العربية السعودية».
وأكد «عماد» أن شقيقه «وليد» كان العائل الوحيد للأسرة، وأنهم لن يتركوا حقه، مضيفاً: «إذا لم نحصل على القصاص من القتلة سنتظاهر لمطالبة الحكومة بحق شقيقى، حتى لا يتم التعامل مع القضية مثلما تم التعامل مع قضية دهس العامل المصرى فى الكويت فى فترة سابقة».
وقال عماد: «نعيش فى محافظة الغربية مركز المحلة الكبرى، ووليد غير متزوج، وهو يعمل فى السعودية منذ 3 سنوات، وكان يقوم بتحويل كل ما يتقاضاه شهرياً للأسرة بسبب علاج والدته، وفى أوخر أيامه كان ينوى النزول لمصر 15 يوماً لتجديد جواز سفره، وهو الأخ الأكبر، والأسرة تتكون من ولدين أنا ووليد، وشقيقة أخرى لنا منفصلة عن زوجها ومعها ولد، والأم عمرها يتعدى الستين ومريضة بالكبد وفيروس سى، والأب متوفى منذ عام 1992»، وأضاف أن شقيقه كان يعمل فى السعودية فى مجال إكسسوار السيارات وقطع الغيار.
وتابع «عماد»: «تلقيت خبر وفاة شقيقى مساء الاثنين فى تمام الساعة العاشرة والنصف، من زملاء له يعملون فى السعودية»، ولكنى حتى الآن أخفى سبب الوفاة على الأم والأهل، وقلت لهم إن «وليد» توفى فى حادث سيارة. وطالب «عماد» بأن يحصل على حقه فى وظائف المعاقين والمحدد لها نسبة 5%، مؤكداً أنه يعانى من عجز كلى فى يده اليسرى، وأنه لن يكون قادراً على إعالة الأسرة بعد وفاة شقيقه بسبب إعاقته، مضيفاً: «سافرت السعودية للعمل مسبقاً ولكنهم أنهوا عملى هناك بسبب إعاقتى». وتابع عماد السيد: «أناشد الحكومة المصرية القصاص من قتَلة شقيقى، وعدم التعامل مع القضية مثلما تم التعامل مع قضية دهس المواطن المصرى فى الكويت منذ فترة».
من جانبه، قال السفير ماجد نافع، القنصل العام فى الرياض، لـ«الوطن» إن كافة السلطات السعودية المعنية أكدت للجانب المصرى حرصها على تحقيق العدالة فى قضية الاعتداء، وكشف «نافع» عن تفاصيل الحادث قائلاً: «المواطنون السعوديون بعدما تعدوا على المواطن المصرى حاولوا الهرب ولكن أحد السعوديين قام بتوقيفهم إلى أن حضرت الشرطة وقامت بالقبض عليهم ووضعتهم فى السجن وتحفظت على السيارة واعترفوا بالجريمة وتم تحويلهم لهيئة التحقيق أو النيابة»، مشيراً إلى أن المواطن السعودى الذى قام بتوقيفهم «غامر بحياته» لمنع هروبهم، وهو ما يدل على إدانة هذا العمل البشع من جانب الجميع.
وتابع: «أرسلنا المستشار القانونى للسفارة لمتابعة كافة التحقيقات، وكلفنا مكتب محاماة لمتابعة الموضوع، والتقيت النائب العام السعودى، وأكد دائماً على حيادية القضاء السعودى ومتابعته للموضوع وسرعة التحقيق فى القضية والمستشار القانونى موجود حالياً، ويتابع التحقيقات، ويتبقى حالياً تقرير الطب الشرعى الذى سيحدد أسباب الوفاة، وتواصلنا مع شقيق الفقيد وقمنا بتقديم واجب العزاء وطمأنتهم على حرصنا على حقوقهم، ونحن لن نترك حقه والسلطات السعودية تريد أن يصل له حقه وحريصة على ذلك، والسلطات السعودية مهتمة بالموضوع».
وفى نفس السياق، صرح مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج أنه، فى إطار المتابعة الحثيثة لوزارة الخارجية لأوضاع مواطنينا بالخارج، فقد كلف وزير الخارجية القطاع القنصلى بالوزارة بمتابعة حيثيات وتحقيقات الحادث الذى تعرّض له المواطن «وليد حمدى» بالمملكة العربية السعودية على يد مجموعة من المواطنين السعوديين الذين قاموا بضربه ودهسه بالسيارة، مما أدى إلى وفاته، موضحاً أن «قنصليتنا العامة فى الرياض قد أفادت بأن ثلاثة من الجناة الذين تم إلقاء القبض عليهم هم من أسرة واحدة، وأنه تم تحويل كافة المتهمين إلى هيئة التحقيق والادعاء العام فى جنوب الرياض، وجار التحقيق معهم وتحويلهم للطبيب الشرعى».
أضاف مساعد الوزير أن «جثمان المواطن وليد حمدى موجود حالياً بمستشفى الإمام وأن قنصلنا العام فى الرياض قد تواصل مع مدير مكتب رئيس هيئة الادعاء العام، حيث أكد الأخير حرص السلطات السعودية على الإسراع بالانتهاء من التحقيقات وتقديم الجناة للعدالة، كما قامت القنصلية بإيفاد مستشارها القانونى لحضور التحقيقات بسراى النيابة وتكليف مكتب محاماة بالتواصل مع أسرة المتوفى».
سيارة السعوديين أثناء دهس المواطن المصرى فى الرياض
تصريح المستشفى عن الشاب المتوفى