تشييع جنازة «غالى» اليوم.. والعالم ينعى «عميد الدبلوماسيين»: فقدنا رجل دولة وسياسياً مخضرماً
بطرس غالى
يشيع، اليوم، جثمان الدكتور بطرس بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ونائب رئيس الوزراء ووزير الدولة للشئون الخارجية الأسبق، فى جنازة عسكرية بحضور عدد من قيادات الدولة، تليها إقامة قداس جنائزى على جثمانه بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من كبار أساقفة الكنيسة. وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لـ«الوطن»، «إن غالى سيدفن فى مدفن تم إعداده بالكنيسة البطرسية، حيث إن الكنيسة أنشأتها عائلة بطرس غالى باشا عام ١٩١١ على نفقتها الخاصة، وسميت بطرسية نسبة لهما، حيث يقع مدفن جده أسفل مذبح الكنيسة، وسيتم تلقى العزاء فى الفقيد بالكنيسة ذاتها ظهر غد الجمعة».
يدفن بالكنيسة البطرسية.. ومقبرته بنيت على الطراز «البازيليكى» وصممها مهندس السرايات الخديوية أنطون لاشك بك
وبنيت الكنيسة البطرسية على الطراز «البازيليكى» وهو نمط معمارى مقتبس من المعابد الرومانية ويبلغ طولها 28 متراً وعرضها 17 متراً، ويتوسطها صحن الكنيسة الذى يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية فى كل جانب، وقد تولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية «أنطون لاشك بك»، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالى «بريمو بابتشيرولى» وقد أمضى خمس سنوات فى تزيين الكنيسة بهذه اللوحات التى تمثل فترات من حياة المسيح والرسل والقديسين، وتضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء التى قام بصناعتها «الكافاليرى أنجيلو جيانيزى» من فينسيا مثل فسيفساء التعميد، التى تمثل المسيح ويوحنا المعمدان فى نهر الأردن، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة عمدان، كما توجد صورة بالفسيفساء فى قبة الهيكل تمثل المسيح على العرش وعلى يمينه العذراء مريم وعن يساره «مارمرقس الرسول» مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ونعت الكنيسة الأرثوذكسية، الدكتور بطرس غالى، مشيرة إلى أنه «ابن بار من أبناء الوطن المخلصين الذى كرس حياته المديدة وعلمه الغزير فى خدمة قضايا بلاده وفى رفعة شأنها والدفاع عن مصالحها فى كل أرجاء المعمورة وبلغ فى رحلته المهنية والدبلوماسية أن أصبح على رأس أهم المؤسسات الأكاديمية والدبلوماسية العالمية، ولكنه فى كل هذه المناصب واصل دفاعه عن كل المظلومين والمضطهدين فى كل مكان وظل يواصل عمله الإنسانى والدبلوماسى الرفيع حتى آخر لحظات حياته ليترك نموذجاً ناصعاً فى القدرة على البذل والعطاء». ونعى العديد من أساقفة الكنيسة، الراحل حيث أصدر الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، بياناً قال فيه إن العالم كله يعبر عن حزنه العميق بأساليب وطرق مختلفة لوفاته نظراً لشخصيته المتكاملة وإمكانياته العلمية وما قدمه من مواقف وخدمات وقرارات إقليمية ودولية، وخدمته لمصر والقارة الأفريقية والعالم أجمع، لذا سيظل الراحل العظيم وكل ما قدمه حياً لم يمت يسجله التاريخ بأحرف من نور تتعلم منه الأجيال فى الحاضر والمستقبل وترجع إليه الدول والمحافل الدولية».
كما نعت الكنيسة الإنجيلية، الدكتور بطرس غالى، مشيدة بإنجازاته محلياً ودولياً، معربة عن حزنها العميق إزاء وفاته، وقال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر فى بيانه: تنعى الطائفة الإنجيلية بمصر، عَلماً من أعلام مصر، وابناً باراً من أبناء الوطن المخلصين كرس حياته وعلمه لخدمة وطنه، مدافعاً عنه من خلال المناصب التى تولاها محلياً وإقليمياً ودولياً، وعلى رأسها منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وأيضاً من خلال أجيال من الدبلوماسيين تخرجت على يديه رفعت رأس مصر عالياً فى كل أنحاء العالم، ومختلف المحافل الدولية».
ألمانيا: السياسة الدولية فى عهده شهدت أزهى عصورها.. والأزهر: الراحل أخلص وتفانى لرفع راية بلاده داخلياً وخارجياً
ونعى العالم، أمس، بالحزن والأسى رحيل عميد الدبلوماسية المصرية بطرس بطرس غالى، عن عمر ناهز 94 عاماً، والذى شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لمدة 5 أعوام فى الفترة ما بين 1992 إلى 1996، ووقف أعضاء مجلس الأمن الدولى دقيقة حداد على روحه. وأعربت الولايات المتحدة، أمس، عن حزنها إزاء خبر وفاة الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة سامنثا باور «إن مصر والعالم أجمع فقدوا رجل دولة بارزاً»، معربةً عن خالص عزاء الولايات المتحدة لأسرة الفقيد وزملائه بالمنظمة الدولية والشعب المصرى.
وأضافت «باور»، فى بيان لها، إن «غالى» خدم مصر والأمم المتحدة بشكل متميز، وتابعت قائلة: «إن بطرس غالى كان أول أفريقى والعربى الوحيد الذى شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة»، مشيرة إلى أنه عمل خلال حقبة صاخبة جاءت فى أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتى السابق. واستطردت: «إن الفقيد ساهم خلال شغله منصب وزير الشئون الخارجية المصرية فى مفاوضات اتفاقيات السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل».
كما نعى وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والدبلوماسى المصرى المخضرم. وقال «شتاينماير»، فى بيان للخارجية الألمانية أمس، «أنعى بخالص الأسى الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق بطرس بطرس غالى، الذى شهدت الدبلوماسية والسياسة الدولية فى عهده أزهى عصورها، وسيظل عالقاً فى أذهاننا هذه الحقبة التى تولى فيها غالى بأنها حقبة (أجندة السلام)، حيث تصدى دوما بدبلوماسيته للصراعات وعمل على إقرار السلام والأمن الدوليين، وكان أول عربى يتولى هذا المنصب الرفيع».
ومحلياً، نعى الأزهر الشريف، الدكتور بطرس غالى، معرباً عن تقديره الكبير للفقيد الراحل، ولجهوده السياسية والدبلوماسية والقانونية، وإخلاصه وتفانيه لرفع راية بلاده داخليّاً وخارجيّاً، فضلاً عن إنجازاته البنّاءة لخدمة الوحدة العربية والأفريقية. كما نعى الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، الدكتور بطرس غالى، مؤكداً أن الفقيد كان قامة سياسية ودبلوماسية كبيرة.