مهاويس الكورة: خارج «المستطيل الأخضر» أو داخله.. التشجيع يفضى إلى «الموت» أحياناً
إحدى المسيرات المشتركة بين «وايت نايتس» و«ألتراس أهلاوى»
«من تالتة شمال، بنهز جبال، وبأعلى صوت دايماً بنشجع الأبطال»، يردد الآلاف من الشباب الذين تتراوح أعمارهم فى مرحلة العشرينات، لا يتخلف أحدهم عن ارتداء اللون الأحمر، فيما يرد من الجهة الأخرى على الجانب الأيمن، شباب بنفس الملامح والحماس، وفى ذات الشريحة العمرية، لا يميزهم عن الآخرين إلا اللون، هناك «أحمر» وهنا «أبيض» بهتاف مختلف: «أمجاد يا زمالك ربى يزيدك، الكل اتعلم على إيدك، طول عمرك مدرسة، فن ولعب وهندسة»، لا تتوقف الصورة الجميلة عند هذا الحد، لكنها تتعدى إلى خطوط أخرى تفسد جمالها، تبدأ بالتعدى على المنافس فى ساحة الرياضة أحياناً بشكل ينكل بكل مفاهيم وأخلاقيات الرياضة، أو التعدى إلى ساحة أخرى هى «السياسة والثورة»، بترديد هتافات مسيئة ضد أشخاص عامة أو مؤسسات، وتنظيم مسيرات ومظاهرات احتجاجية لمطالب وأهداف بعيدة فى أوقات كثيرة عن المستطيل الأخضر.
«التعصب والجنون» يطيحان بشعار «الرياضة أخلاق».. ومظاهر الشغب والعنف «باسْم السياسة» تشوه الصورة الجميلة لروابط الجماهير
«الروح الرياضية»، مفهوم ظل مرتبطاً بالرياضة عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، لكنه تراجع إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، وقائع عديدة شهدت اشتباكات بين جماهير الفرق المنافسة أحياناً، أو جمهور الفريق ولاعبيه أنفسهم وجهازهم الفنى، سواء بالسباب أو الاشتباك وصولاً إلى الاقتحام والمحاصرة، أعمال يرجعها الناقد الرياضى الكبير حسن المستكاوى، إلى حالة «الهوس والجنون» التى تسيطر على مجموعات من المشجعين، وهم غالباً يعانون من مشكلات نفسية أو اجتماعية أو أخلاقية، ويخرجون طاقاتهم المهولة بهذه الطريقة التى تسىء لغيرهم وزملائهم فى نفس المدرجات: «التشجيع الكروى قد يرتبط أحياناً بالتعصب، لكن حين يزداد هذا التعصب ليصل إلى مرحلة الجنون، هذا هو الخطر»، «المستكاوى» يرى أن «الدروشة الكروية» قد تعكس حالة جميلة، يعدد منها: «مشجعون يقطعون مسافات طويلة لمؤازرة فريقهم، من محافظة إلى أخرى، أو من بلد إلى آخر، نفقات وتكاليف مالية يتحملها المشجع وقد يكون دخله محدوداً أحياناً، ومجهود بدنى كبير»، كل هذا جميل جداً، شرط ألا تتطرق هذه المؤازرة إلى المساحة التى حذر منها، وهى «الجنون» حسبما أشار «المستكاوى»، بما تشمل من «أعمال عنف أو شغب أو ألفاظ مسيئة أو خروج عن إطار الرياضة لصالح أهداف سياسية أو دينية».
الأزمة تحتاج إلى ضوابط أخلاقية وقانونية على نحو متوازٍ وبمشاركة من كل الأطراف، بحسب الناقد والصحفى الرياضى محمد سيف الدين، الذى أكد: «محتاجين دعم للنواحى الأخلاقية ودى مهمة إعلام وأسرة وقيادات ونجوم الأندية وأيضاً مؤسسات دولة، ومحتاجين فى نفس الوقت قوانين منضبطة ومجردة، تطبق على الجميع بلا استثناء»، يتابع: «الحل أخلاقى وقانونى.