وزير الخارجية السودانى لـ«الوطن»: لسنا مُنحازين أو مُحايدين فى قضية سد النهضة
إبراهيم الغندور
أكد وزير خارجية السودان، إبراهيم الغندور، أن الاجتماع الثلاثى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا ميريام ديسالين اتفق على عقد قمة ثلاثية قريباً لبحث كافة مجالات التعاون بين البلدان الثلاثة من أجل تعزيز التنمية والتكامل بينهما، كاشفاً فى حوار لـ«الوطن» عن أن الخرطوم تدعم الموقف المصرى وأن السودان أول من طالب بزيادة فتحات سد النهضة الإثيوبى.. وإلى نص الحوار.
■ ما الذى أسفر عنه الاجتماع الثلاثى للرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا ميريام ديسالين حول مسار مفاوضات سد النهضة؟
- الاجتماع الثلاثى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا ميريام ديسالين يتعلق بالاجتماع السابق الذى جمع بين الرؤساء الثلاثة فى القمة الخاصة بتجمعات السادك والكوميسا الأخيرة فى شهر يونيو الماضى، حيث تم بحث العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال الاجتماع، وتم بحث الترتيب لقمة ثلاثية جديدة تجمع الرؤساء الثلاثة لبحث التعاون الثلاثى المشترك فى كافة المجالات ولكن لم يتم تحديد موعدها ومكان انعقادها، ولكن ما يتم التأكيد عليه أن الرؤساء الثلاثة بحثوا كافة العلاقات المشتركة ومجالات التنمية والتعاون فى كافة المجالات المختلفة دون الاقتصار على أمر بعينه.
«الغندور»: قمة مرتقبة بين رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا
■ وهل تم لقاء بين الرئيس المصرى ونظيره السودانى لبحث مسار المفاوضات بشكل ثنائى؟
- القضية ليست قضية سد النهضة فقط هنا، ولكن ما أود التأكيد عليه أن الزعماء الثلاثة لدول مصر والسودان وأديس أبابا كلفوا لجنة سداسية تضم وزراء الخارجية والرى فى الدول الثلاث واجتمعوا فى الخرطوم مؤخراً والرؤساء الثلاثة يتلقون تقارير منتظمة حول مسار المفاوضات، ولكن أشير إلى أن القضية هى قضية تعاون بين الدول الثلاث لتحقيق أكبر استفادة ممكنة بينها.
■ هل ترى أن المفاوضات تسير بشكل جيد الآن أم فيها تعقيدات وتعثرات تجعل هناك ضرورة لتكثيف الحوار بين الدول الثلاث الفترة المقبلة؟
- مسار التفاوض والتحاور حول قضية المياه والتى تشترك فى مصدر مياه واحد وتنقسم لدول مصب ودول منبع دائماً لا تكون سهلة ولكن إذا توافرت الإرادة وحسن النية، وهو متوفر بحمد الله، بين الدول الثلاث، فالاتفاق سهل وممكن، وهو ما ساعد الرؤساء الثلاثة لمصر والسودان وإثيوبيا فى التوقيع على إعلان المبادئ فى الخرطوم العام الماضى وصولاً إلى ما وقعه وزراء الخارجية والرى أخيراً فى الخرطوم بشأن مسار المفاوضات المستمرة فى الوقت الحالى.
قضية حلايب تحتاج لـ«التفاوض» أو «التحكيم الدولى».. والسودان أول من طرحت زيادة فتحات السد
■ هناك اتهامات للسودان بأنها غير مُحددة الموقف فى قضية سد النهضة وليس لديها القلق مثل مصر.. ما ردك على ذلك؟
- نحن نقرر على الدوام أننا لسنا مُنحازين أو مُحايدين فى هذه القضية، ولكن ما أود أن أقوله إن لنا مصالح مثل أى دولة من الدول ونحن من أولى الدول التى وضعت وطرحت قضية زيادة فتحات سد النهضة، حيث بدأت باقتراح سودانى للحقيقة والتاريخ، ومصر طلبت أيضاً رسمياً زيادة فتحات السد الإضافية مثلما تحدث وزير الرى حسام المغازى فى الاجتماع الأخير، ويجرى حول هذا الأمر نقاش فنى الآن، حيث قدم الإثيوبيون ورقة مكتوبة للوزراء الآخرين لبحثها، والقضية الحوارية بشأن سد النهضة لا تتعلق بأى مزايدة سياسية، والسودان لديه مبادئ فى هذا الأمر وأنه «لا ضرر ولا ضرار» والعمل على تحقيق حق إثيوبيا فى التنمية من مواردها الطبيعية ونعمل أيضاً على ضمان حق مصر والسودان بالتمتع بمياه النيل فى نفس الوقت.
■ هل الاجتماع الثلاثى قد توصل لاتفاق نهائى بشأن مسار بناء سد النهضة وألا يتم تشغيله إلا بعد انتهاء الدراسات الفنية؟
- الرئيس السيسى قال مؤخراً إن قضية سد النهضة هى أمر واقع يجب التعامل معه، وعلينا أن نعمل على عدم الإضرار بحقوق مصر التاريخية فى المياه وحصتها المائية، وأعتقد أن الإخوة الإثيوبيين لديهم نفس المبدأ وأن التوقيع الأخير على اتفاق إعلان المبادئ للدول الثلاث يلزمهم بذلك، وقد ناقش الاجتماع كافة أوجه التعاون فى دول حوض النيل تمهيداً لقمة ثلاثية بين البلدان الثلاثة وقمة تناقش كافة مجالات التعاون بين الدول الثلاث.
■ نتجه إلى منطقة حلايب وشلاتين وهل يمكن استغلال مؤتمر الاستثمار فى أفريقيا لتحويلها لمنطقة تنمية وتكامل بدلاً من الخلاف المستمر عليها؟
- قضية التكامل والتنمية فى حلايب وشلاتين ليست مشكلة ويمكن التكامل كبلدين بكل المساحات وقبل التكامل والتنمية يجب أن يعلم كل بلد سواء مصر والسودان، أن الخرطوم تقول إن حلايب سودانية، والمصريون يقولون إن مدينة حلايب مصرية، ولكننا نحترم هذا ويجب احترام مسألة مهمة للغاية، إما التفاوض عليها أو اللجوء للتحكيم الدولى حتى لا تكون منطقة حلايب سبباً فى خراب العلاقات بين البلدين فى ظل الوقت الراهن.