طفل يشنق نفسه «عشان 5 جنيه» وطفلة تدخر مصروفها لـ«عيد ميلاد»
منى ومحمد
استولى على 5 جنيهات دون علم والده، فنهره الأب وعاقبه، لكن شعور الطفل بالذنب، أو ربما بالامتهان، دفعه لإنهاء حياته بشنق نفسه، إنه المشهد الأخير فى حياة الطفل أحمد مطيع، 13 عاماً، طالب بالصف الأول الإعدادى.
كان اللواء سعيد شلبى، مدير أمن القليوبية، تلقى إخطاراً من الرائد مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم ثانٍ شبرا الخيمة، بوصول الطفل إلى مستشفى المطرية، جثة هامدة، وبالانتقال والفحص، تبين للعقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى، وجود آثار احمرار حول الرقبة، حيث شنق الطفل نفسه بتعليق رباط الحذاء فى مروحة السقف داخل غرفته، ولفه حول رقبته. وبسؤال والد الطفل «مطيع. ف»، 38 عاماً، عامل، أكد أنهم فوجئوا بنجله وقد علق نفسه فى مروحة السقف داخل غرفته، موضحاً أن الضحية أخذ 5 جنيهات دون علمه، ولم يكن يتوقع أن يقدم نجله على الانتحار، وعندما عاقبه كان يقصد فقط تهذيبه، وأيدت والدة الطفل «سماح. أ»، 35 عاماً، ربة منزل، ما قاله الأب.
الصغار «حائرون بين كوارث الفقر والأفراح المؤجَّلة»
وفى قرية دهشور بالجيزة، داخل حجرة بسيطة لا تتعدى مساحتها متراً ونصف المتر، جلس الشقيقان «منى» و«محمد» أمام «تورتة عيد الميلاد»، ليقيما الاحتفال الأول بعيد ميلادهما، الذى ظلت الطفلة ذات الـ7 سنوات تتمناه منذ فترة طويلة، لكن الفقر حال دون تحقيقه، فقررت ادخار مصروفها، ربع جنيه فى اليوم، لمدة 3 سنوات، من أجل تحقيق الحلم. بملابس تلطخها الأوساخ، يحمل الصغيران أطباق الحلويات، وسط البالونات احتفالاً بعيد الميلاد، تقول الطفلة: «من وانا عندى 3 سنين كان نفسى بابا وماما يعملوا لى عيد ميلاد زى اللى باشوفه فى التليفزيون، وبقيت أسمع أصحابى فى المدرسة لما دخلتها بيحكوا عن أعياد ميلادهم، لكن أهلى على قد حالهم، وماكنتش باحب أضغط عليهم، عشان عارفة ظروفهم».