خبراء: «السيسى» غاضب من الوضع الاقتصادى وأداء الحكومة وتخاذل المسئولين عن تأدية واجبهم
جانب من تجهيزات منطقة «الألف مصنع»
أكد عدد من الخبراء فى مجالات الاقتصاد ولغة الجسد والسياحة أن خطاب الرئيس السيسى، أمس، حمل الكثير من الانفعال والغضب، نتيجة الوضع السيئ الذى تمر به البلاد على جميع المجالات، وأرجعوا ذلك إلى تردى الأوضاع الاقتصادية، ووجود حالة تراخٍ تام من قِبل الحكومة فى التعامل مع جميع الملفات الشائكة التى تمر بها البلاد.
«السويدى»: الانفعال على الحكومة فى «محله» مع الوضع الاقتصادى السيئ.. و«كمال»: إهمال وتعنت الحكومة تسببا فى تعطل مشروع «الألف مصنع»
وقال المهندس محمد السويدى، رئيس اتحاد الصناعات، إن انفعال الرئيس عبدالفتاح السيسى على الحكومة، أمس، جاء فى «محله»، خاصة مع الوضع الاقتصادى السيئ الذى تمر به البلاد.
وأضاف «السويدى» لـ«الوطن»، أن المؤشرات تؤكد عدم رضا الرئيس عن أداء الحكومة الحالية، وهو ما يرجح إلى تغيير وزارى فى وقت قريب، خاصة أن هناك عدداً من الملفات الشعبية أصبح مغلفاً بحالة من الضبابية، وسط سكون حكومى غير مفهوم أو مبرر. وقال الدكتور رؤوف غبور، عضو مجلس إدارة مستثمرى أبورواش، إن الرئيس يشعر بحالة من «الإحباط» بشكل عام، يرجع سببها الرئيسى إلى تخاذل المسئولين عن أداء الدور المنوط به لهم، إضافة إلى المصريين أنفسهم الذين استكانوا وسط هدوء المسئولين لمواجهة الأزمات، لافتاً إلى أن جميع الدول الناشئة تواجه أزمات أكبر من التى تواجهها مصر خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أنه على الحكومة التغيير فى طريقة عملها وإلا فعليها تقديم استقالتها. واقترح «غبور» أن يختار الرئيس حكومة كاملة من بنوك الاستثمار، خاصة أنها تجمع أكثر القيادات والشخصيات ذوى الخبرة فى تسويق المشروعات، لأن التحدى الأكبر أمام مصر خلال الفترة المقبلة هو جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيراً إلى أنها السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الحالية من البطالة والتشغيل وأزمة تراجع الصادرات. وقال الدكتور هشام كمال، رئيس جمعية مستثمرى الألف مصنع، المشهرة حديثاً فى نوفمبر 2015، إن منطقة الألف مصنع بالقاهرة الجديدة كانت تنتظر تنفيذ الوعود الحكومية بإنهاء كافة أزمات المصانع، ولكنها لم تنفذ حتى الآن، رغم اهتمام الرئىس بهذا المشروع، ولفت إلى توصيل جميع المرافق لـ600 مصنع، ومع ذلك ما زالت «معطلة» لعدم الانتهاء من الإجراءات والموافقات الورقية. وأشار «كمال» إلى أن موافقات الدفاع المدنى تُعد العقبة الأكبر أمام هذه المصانع بعد إنهاء معظم الإجراءات اللازمة للتشغيل، موضحاً أنه حال انتهاء تلك الأزمات نهاية فبراير الجارى، تستطيع تلك المصانع دخول حيز التشغيل الفعلى مايو المقبل بأقصى تقدير، مضيفاً أن هناك 170 مصنعاً بدأت عملية التشغيل التجريبى، بالإضافة إلى 300 مصنع فى مراحل التشطيب النهائى، مشيراً إلى أن هناك 60 قطعة أرض عليها نزاعات قضائية حتى الآن، وأن حجم استثمارات المصانع تتراوح ما بين مليون جنيه كحد أدنى و20 مليون جنيه بحد أقصى، بمساحات 300 متر للمصنع، بمتوسط 100 عامل له. وأكدت رغداء السعيد، خبيرة لغة الجسد، أن خطاب الرئيس حمل الكثير من الوضوح، وأنه وصل إلى حالة من الغضب نتيجة الأداء الحكومى الضعيف، ومدى انعكاس ذلك سلبياً على المواطنين. وأضافت «رغداء» أنه يمكن وصف الخطاب بأنه خطاب «الوضوح، الدهاء، التحذير»، الذى يعكس أنه وصل إلى حالة غضب كبيرة، لم يرَه أحد من قبل، وأن ما سيلحق به سيختلف عما قبله، كما يعكس معرفته وإلمامه بجميع التفاصيل ومتابعته لكل ما يقال فى وسائل التواصل، وهو ما ظهر فى عدة مواقع، أبرزها ما قاله عن مشروع الإسكان الاجتماعى الذى لقبه بمشروع «السجادة الحمراء»، موضحة أنه يمكن القول إن ذلك «قصف جبهة» مباشرة، وكأنه يريد القول إنه يتحدث عن مشروع قومى ضخم، وإن الناس مشغولة بالسجادة وسعرها.
وقالت خبيرة لغة الجسد، إن الخطاب به العديد من التغير فى نبرات الصوت وملامح الوجه وحركات اليد أثناء الحديث، وهو ما يعكس إصراراً وعزيمة، والدعوة إلى «التوحد» من خلال حركة اليد المضمومة، كما عكست ملامح وجهه وحركة الجسد، عن لغة الجسد العسكرية الصارمة، كما حوى الخطاب تهديداً بالقَسَم وهو من أقوى التهديدات التى جاءت فى خطابات الرئيس حين قال: «قسماً بالله اللى هيقرب لها لأشيله من على وش الأرض».