تعرض لموقف في طفولته، جعله يكتشف موهبته في تحويل كل ما يقع تحت يديه إلى تحف فنية، يعشق الرسم والتصميم منذ نعومة أظافره، أراد أن يلتحق بكلية الهندسة ولكن منعته ظروفه المادية من إكمال دراسته.
اكتشف حسام محمود ابن محافظة سوهاج، موهبته عندما كان في سن العاشرة من عمره بسبب تعرضه لموقف في طفولته، قائلًا "كان في واحد من أهلي جايله عربية من الخارج وكنت ممنوع ألعب بيها أو أمسكها، أتفرج بس فقررت أعمل طيارة خاصة بيا، وفعلا عملت واحدة من أعواد الذرة".
أبهر الطفل من حوله بتصميمه لم يصدق أحد أنه من صممها، بعدها بدأ بتنفيذ ألعابه لنفسه من صنع يده وبأبسط الأدوات وكان يتلقى التشجيع من أساتذة مدرسته، وكان يعشق دراسة الهندسة منذ الصغر، ولكنه خرج من التعليم بعد المرحلة الثانوية، وذلك بسبب صعوبة ظروفه المادية، حيث كان يعمل أثناء الدراسة لكي يوفر المال لنفسه.
التحق بعدها بالجيش وهناك خاض تحدي مع قائده لتصميم "ماكيت" جهاز الإشارة الموجود داخل الدبابة، وفاز بالتحدي وأبهر جميع الضباط، لا ينسي حسام الموقف الذي تعرض له عندما كان يعمل مساعدا لعامل بناء، قائلًا : "كنت ببلط مرة وكان جمبنا طلبة تربية نوعية بيشتغلوا ساعدتهم بعدها عجبهم شغلي جدا، وبدأوا يبعتوا ليا لوحاتهم ومشاريع التخرج أعملهالهم".
أبهرت تصميماته كل من وقعت عيناه عليها، ولكن بسبب عدم تخصصه في مجال الهندسة لم يجد فرصة للعمل في المجال الذي يحلم به، لذلك سافر محمود بأول فرصة جاءت له للعمل بشركة مقاولات بالسعودية.
وسافر في سن الثلاثين من عمره، وأراد تسليط الضوء على موهبته وإثبات نفسه بالشركة، فقرر تصميم ماكيت لمبنى الشركة، ولكن منعه المهندسون بالشركة والتركيز على تخصصه فقط، ولكن أمره أحد المسئولين بالشركة بتنفيذ التصميم ثم عرضه على مهندسي الشركة، قائلًا لهم: "عايزكم تطلعوا ليا غلطة في المجسم، بعدها قالوا له بصراحة المهندس حسام نفذ الشغل مفيش فيه غلطة".
وأوضح حسام أنه بعد ذلك الموقف تم ترقيته لمشرف عام للدهانات بالشركة، وتلقى تشجيعا من مدير المشاريع، وأصبح يستعين به مهندسو الشركة في تنفيذ تصميمات مميزة، ونفذ العديد من مشاريع التخرج لطلبة هندسة، معبرًا بذلك أنه استطاع تحقيق حلمه وإثبات أن الدراسة لا تمنعه من تحقيق ذاته.
تعليقات الفيسبوك