بالصور| سرايا العطافي الأثرية.. خططها مهندس يهودي وزارها ناصر والسادات
سرايا العطافى الاثرية فى كفر الشيخ
مبنى أثري تظهر عليه علامات القدم، جدرانه متهالكة، تحاوطها التشققات، أجزاؤه متهدمة، صُممت على الطراز القديم، تقع على مساحة 1139 مترا، يحاوطها سور صُمم على الطراز المعماري، كما تحاوطها الزراعات المختلفة، تتكون من 3 طوابق، تقترب منها لتجدها أقدم فيلا أو سرايا في كفر الشيخ، زارها الرئيسين الأسبقين محمد أنور السادات وجمال عبدالناصر، فضلاً عن كبار قادة الجيش المصري قديما، إنها «سرايا العطافي».
تقع السرايا بشارع النيل بمدينة بيلا في محافظة كفر الشيخ، يرجع تاريخ إنشائها لعام 1917، حيث خططها مهندس يهودي، على مساحة 1139 مترا، تحتوي على 8 غرف، ودورتين مياه، وصالة استقبال كبيرة، وحديقة منزلية، وكان يمتلكها العمدة العطافي، عمدة بيلا في ذلك الوقت، الذي جلس على كرسي العمودية 30 عاما، وبرغم أنها تُعد من الفلل الآثرية، إلا أنها تعاني الإهمال وآيلة للسقوط وترفض وزارة الآثار ولجنة التنسيق الحضاري ترميمها بحجة عدم وجود دعم مالي.
السرايا خططها مهندس يهودي قبل 101 عام
عام 1954، كانت السرايا على موعد مع زيارة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وذلك لافتتاح مقر الاتحاد الاشتراكي، بصبحة أعضاء قيادة الثورة، وحينها رفض عبدالناصر دعوة حمدي عبيد محافظ كفر الشيخ، لتناول الغذاء في منزله، وفضل تناوله بالسرايا وسط الفلاحين والبسطاء من أبناء المدينة، حيث ضمت مأدبته «اللحوم المشوية، والأرز، والمكرونة، والفاصوليا الخضراء، وسلطة الخضروات، وأصناف من الحلوى، والمقبلات»، لتأخذ السرايا بعدها شهرة واسعة، كما أن المشير عبدالحكيم عامر، القائد العام للجيش المصري، ونائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، كان يتردد عليها كل يوم خميس أسبوعيا، فكان يصل من القاهرة مع حلول العصر، ليأخذ قسطا من الراحة في إحدى غرفها العريقة، ثم يستيقظ قبيل المغرب، ويتناول الفطير الفلاحي والقشطة والعسل والجبن، مع صديقه البكباشي أركان حرب محمد علي المنشاوي، ثم يجلسان يتسامران ويلعبان الدومينو حتى صباح يوم الجمعة، ويلملم "عامر" أغراضه الشخصية، ويستعد للسفر إلى القاهرة، دون أن يشعر به أحد.
زارها "السادات" وتناول "عبدالناصر" الغداء بها واستراح "عامر" في إحدى غرفها وأكل "الفطير والقشطة"
يقول مصطفى العطافي المنشاوي، مالك السرايا، إنه ورثها عن والده العمدة العطافي المنشاوي، الذي كان يُعد أحد الشخصيات المؤثرة التي تولت مقاليد الحكم المحلي بمدينة بيلا في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، فكان يتمتع بالطيبة، واستطاع أن يلم شمل جميع من كانوا في المدينة، ليظل على كرسي العمودية أكثر من 30 عاما، إلى أن وافته المنية في الستينيات، وأن كبار رجال الدولة كانوا يترددون عليها، وكانت شاهدة على حقبة من أهم حقب التاريخ، لكن ضربها الإهمال ولم يفكر المسؤولون في ترميمها، رغم أنه حاول مرارا وتكرارا، وأرسلت لجنة من التنسيق الحضاري لمعاينة السرايا، ولكن دون جدوى، مستنكرا تجاهل المسؤولين.
يضيف قائلاً «أسرتي كانت على علاقة وطيدة بمجلس قيادة الثورة، فكان البكباشي أركان حرب محمد علي المنشاوي، ابن شقيق والدي، أحد أعضاء المجلس، وكان صديقا مقربا لعبدالناصر وعامر، والمهندس الراحل السيد المنشاوي، والذي لقب بأبو التعاونيات في مصر، وكانت السرايا تقع في منظر بهيج، تبهر كل من يراها، وتعبر عن واجهة المدينة، إلى أنها أصبحت الآن آيلة للسقوط وتمثل خطرا على المارة، رغم أنها تراثا فريدا من نوعه، واستضافت كبار الشخصيات السياسية مثل: الرئيس الرحل جمال عبدالناصر، وبطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات، والمشير عبدالحكيم عامر، وعزيز صدقي، رئيس وزراء مصر الأسبق، ومحمد صدقي سليمان، وزير السد العالي، وحافظ بدوي، رئيس مجلس الشعب السابق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وصلاح نصر، وآخرين من الشخصيات العامة والسياسية، وآخرين من الضباط الأحرار، والتقطوا صورا بها ويتم عزف السلام الوطني في مدخل السرايا الشهير بعدها وضع الزعيم جمال عبدالناصر ورفاقه حجر الأساس لمبنى الاتحاد الاشتراكي بميدان التحرير بمدينة بيلا.
الإهمال يضربها والدولة ترفض ترميمها: "مفيش فلوس"
يتابع قائلاً «والدي أول من اشترى الراديو وكان يجمع أهالي المدينة، لسماع الراديو والنشرات الإخبارية وأم كلثوم وعبدالوهاب وغيرهم من المشاهير، كان وسيلة لجمع آلاف الماوطنين لسماع أخبار الدولة المصري، مشيرا إلى أن لجنة التنسيق الحضاري، قررت ضم المبنى لها ورفضت اللجنة إجراءات أعمال صيانة نهائيا، وقيامي بأعمال الترميمات على نفقتي الخاصة، وفقا للمعايير المحددة لذلك، وأصبح المبنى آيلاً للسقوط بعد التشققات التي أصابته، بجانب تداعي أجزاء من حوائط السرايا، وتأثرها بالرطوبة وعوامل المناخ، ما أثرت سلبا في سقوط الرسومات الفنية، والزخارف وأنا أسكن بدور منها لكنني أخشى سقوطها، لكنها ما زالت تحتفظ بجمالها من الداخل، وذلك دون أدنى تدخل من وزارة الآثار، أو محافظة كفر الشيخ»، مطالبا بإعادة ترميمها.