في رمضان الماضي، صعد معتمر، إلى سطح المسعى، دقائق حتى تناثرت دماءه على أرض صحن الطواف بالدور الأرضي، ولفظت أنفاسه الأخيرة تاركة جسده خلف المقام، ولم يمر سوى شهرين على هذه الواقعة التي هزت أرجاء المسجد الحرام، حتى قفز رجل خمسيني متخلصًا من حياته، مع انتهاء أيام الحج.
كما أقدم شاب آسيوي معتمر، 26 عامًا، على الانتحار بالحرم المكي الشريف، وهو ما أثار حالة من الدهشة والخوف وسط جموع المعتمرين والمصلين في الحرم، حيث بعد الانتهاء من صلاة العشاء في جمعة الـ9 من يونيو، ألقى بنفسه من سطح المسجد فسقط قتيلًا.
وصباح اليوم، أقدم حاج عراقي بالقفز من سطح المسجد الحرام إلى صحن الطواف بالدور الأرضي مما نتج عنه وفاته فور سقوطه، ووفقا لحجاج عراقيين في نفس الفندق الذي يسكن به الحاج المنتحر أوضحوا أنه يعاني من اضطرابات عصبية نتيجة وفاة أحد أبنائه قبل عدة أشهر، كما قال بيان بعثة الحج العراقية.
لكن رغم قدسية المكان، تظل هذه الحادثة انتحار، حيث قالت دار الإفتاء، إن الانتحار حرام شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.. [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».. متفق عليه.
في إجابة سؤال ""ما حكم المنتحر؟ وهل هو كافر؟ وهل يكفَّن ويصلَّى عليه ويُدفَن في مقابر المسلمين"، في وقت سابق، أجابت الإفتاء على موقعها الرسمي، أوضحت أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت (وتكفينه والصلاة عليه) وحمله (ودفنه فروض كفاية) إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه].
تعليقات الفيسبوك