يعتقد الكثير من الأشخاص منذ أزمنة بعيدة أن الأحلام هي البوابة التي تربط بين عالمنا والعوالم والحيوات الأخرى، لذلك يتجه الكثير لدراسة علوم تفسير الأحلام.
ومع تطور الحياة وما رافقه من تقدم علمي، تغير كل شيء، ويؤكد الأمريكيان ستيفن لابيرج عالم النفس الفيزيولوجي وعالم الاجتماع هوفارد رينجولد، في كتابهما "دراسة عالم الأحلام الواعية"، أنه يمكن التحكم بالأحلام والاستمتاع بها، ولكن الدوائر العلمية لم تؤكد هذا حتى الآن.
ووفقًا لما ذكرت "روسيا اليوم"، أصبح بالإمكان دراسة الأحلام على أسس علمية بفضل ابتكار المصباح الإلكتروني المضخم في أوائل القرن العشرين، الذي سمح بقياس مؤشرات الدماغ خلال النوم.
وساعد هذا المصباح العالم الألماني هانس بيرجر، في اكتشاف "إيقاع ألفا" الذي يدل على حالة الاسترخاء خلال النوم، بعد ذلك، أكد علماء من جامعة هارفارد من جانبهم على أن رؤية الأحلام في فترة مرحلة النوم السطحية والتركيز فيها يكون للأشكال التي يراها الشخص.
وأجريت في الولايات المتحدة تجربة تحت إشراف البروفيسور، برافين ستينت، شاركت فيها ثلاث مجموعات من المتطوعين، أفراد المجموعة الأولى يعانون من الفصام، والمجموعة الثانية ورث أفرادها أعراض الفصام، وأفراد الثالثة أصحاء. وتراوحت أعمار جميع المشتركين بين 25 و47 سنة.
وتابع الخبراء حالة المشتركين في التجربة على امتداد سنة كاملة، سجلوا خلالها نشاط الدماغ والجودة والسطوع والألوان وتصوير الأحداث، واتضح من هذا أن المصابين بالفصام رأوا أحلاما ملونة على شكل كوابيس أكثر من الآخرين بعشرين مرة، وأن الأصحاء نادرا ما كانوا يرون مثلها.
وفي عام 2009 أجرى علماء من الولايات المتحدة تجارب على مجموعتين من الطلاب، الأولى تألفت من 30 طالبا أصحاء، والثانية من 20 طالبا يعانون من الكآبة والقلق واتضح أن أفراد المجموعة الثانية كانوا يرون دائما أحلاما فيها مشاهد عدوانية هم ضحاياها.
ويقول العلماء الذين أشرفوا على هذه التجارب، إن هذه الأحلام هي مقتطفات من عواطفنا وأحاسيسنا وخبراتنا ومخاوفنا وقلقنا وسرورنا ورضانا وغير ذلك، وهذه المقتطفات تظهر في صورة واحدة لا يمكننا تفسيرها دائما وكلما كانت العواطف أكبر، تكون الصورة أسطع، وهذا يرتبط بدرجة ما بالحالة النفسية للإنسان.
ولكن الحلم ليس تشخيصا لمشكلات نفسية، بل بحسب الأطباء، يعد اضطراب النوم دليلا مباشرا على اضطراب الحالة النفسية للشخص فكما يقول البروفيسور في الطب النفسي والسلوكي موريس أوهايون، إن 50% من حالات اضطراب النوم لها علاقة بالاضطرابات النفسية منها العصبية، القلق، الاكتئاب، والأمراض العصبية التنكسية والفصام.
تعليقات الفيسبوك