كل ما تبقى لهم بضعة ذكريات، وصور داخل المنازل، أو بين طيات محفظة نقود، تتعرض أحيانا للمشاكل، سواء قطع جزء أو محو جزء آخر، أو حتى بعض المشاكل التي لم يكن متاحا في السابق حلها، ومع التطور والقدرة على ضبط الصور بشكل دقيق، صارت طلبات تعديل بعض الصور على مجموعات مواقع التواصل كثيرة، ويعتبر القائمون على تعديل تلك الصور أنها جبر للخواطر.
كان عادل جودة، يتصفح إحدى المجموعات، حين وقعت أمامه صورة لشخص، يطلب ناشرها تعديلها، كونها تخص والده الذي توفي، فسارع عادل إلى تعديل الصورة، بعدد من البرامج، قبل أن يعيد نشرها مرة أخرى، طالبا من صاحبها تحميلها إلى جهازه، ورغم أن دراسة الشاب لا علاقة لها بطبيعة تلك البرامج، إلا أنه يقوم بها لمجرد المساعدة، ويعتبر أن للأمر ثوابا كبيرا عند الله: "مفيش أحسن من جبر الخواطر، وإني أفرح واحد، حتى لو بتعديل صورة على فوتوشوب"، يحكي الشاب الذي يدرس التجارة بالمنصورة، ويقوم بالأمر بشكل غير احترافي: "أنا مش متعمق ولا أستاذ ولا أي حاجة، ده صورة واحدة خدت مني نص ساعة عشان أنا مش محترف أوي، بس على الأقل قدرت أعدلها شوية".
نشر أحمد الجمال صورة لجدته، ممزقة، وبها بعض الأجزاء ممحوة، ومن الصعب التعامل معها، غير أنه نشرها على إحدى المجموعات طالبا من المحترفين خلق نسخة أخرى لها، ليتولى محمد حداد ذلك الأمر، بعدما رأى صعوبة الصورة وصعوبة التعامل معها، ولجأ على الفور إلى تعديلها، في وقت لم يتخط الـ13 دقيقة، فعمله في مجال الرسم الإنشائي بإحدى الشركات مكنه من إنجاز الأمر بدقة وسرعة: "الصور دى بتبقى آخر ما تبقى للناس، فلما تحييها بأي شكل ده بيبقى إحساس حلو أكيد"، يصف ذو الـ39 عاما، والذى وصلته أكثر من 150 رسالة بها صور يطلب أصحابها تعديلها: "لكن أنا بعدل اللي بشوفه صعب أوي ومش كتير ممكن يعملوه، وبرضه على قدي يعني". لم يكن بوسع أحمد سوى شكر محمد الذي قام بتعديل الصورة: "متشكر جدا لكل الناس اللي بتعمل كده، وبيبسطونا حقيقي".
تعليقات الفيسبوك