يضع الشك صاحبه في بعض المواقف الخاطئة والتي تكون من وجه نظره أمرا طبيعيا أو حق من حقوقه، وأبرزها الدخول لحسابات المرتبط به بدون علمه، على مواقع التواصل الاجتماعي، ومراقبته، سواء من خلال اختراقه، أو ملاحظة الرموز السرية له أثناء كتابته، أو إمساك هاتفه، وغير ذلك من الأساليب، للتأكد من طريقة التعامل مع الآخرين، أو مع من يتحدث، والأمر يحدث من قبل الجنسين سواء ذكر أو أنثى.
وأصبح "التجسس" أو اختراق حساب الطرف الآخر أمرا شائعا، بين المرتبطين، خاصة المخطوبين، وروى بعض الشباب لـ"الوطن" أسباب إقدامهم على الأمر، ونتيجة ذلك الفعل عليهم.
قرر أحمد سامي (31 عامًا)، مراقبة خطيبته كل فترة من خلال الدخول على حسابها الشخصي بـ"فيسبوك" دون علمها، والبحث في "الشات" الخاص بها، عن طريق محادثات الشباب لها وكيفية ردها عليهم، وأيضا مراقبتها أثناء خروجها مع أصدقائها، وقال أحمد لـ"الوطن": "عشان خبت عليا مرة حاجة وأنا اكتشفتها فطبيعي إني اشك فيها بكذا حاجة لحد ما ارجع أثق فيها تاني ومش هعمل كده".
"عينه زايغه وبيحب يكلم البنات".. هكذا وصفت هالة محمود (31 عامًا)، طباع خطيبها، والسبب الذي يجعلها تراقبه من خلال الإمساك بهاتفه دون علمه، كل فترة، والبحث في جميع مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الخاصة بالمراسلات، للاطمئنان أنه ليس على علاقة بأي فتاة أخرى: "للأسف قفشته قبل كده بيكلم حد، مش لازم أوجهه بس على الأقل أعرف وأقدر اتعامل بقى بذكاء".
معرفة سارة (29 عامًا) علي أن خطيبها ذاكرته تجعله ينسى الأرقام أو الرموز السرية لحساباته وأنه يكتبها على هاتفه الذكي داخل تطبيق الملاحظات جعلتها تحصل عليهم بدون علمه وتدخل دائما لمراقبته: "كان لازم أعمل ده لضمان أنه مبيلعبش بديلو وللأسف عرف في مرة لما واجهته بحاجة وسيبنا بعض".
أما محمود إبراهيم (28 عامًا)، فيحرص دائما على متابعة زوجته بسبب أن لديها أصدقاء كثر من الرجال بسبب طبيعة عملها: "مش شك فيها بس بخاف عليها من الرجالة، لأني ببقى عارف إن معظمهم تفكيرهم مش تمام، وعشان متضايقش ومتحسش إني مش واثق فيها بدخل من وراها على الفيسبوك وبتابع بس".
الطب النفسي: دليل عدم ثقة بالنفس قبل الشريك
ترى الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي، أن الدخول لحسابات الطرف الآخر دون علمه يدل على عدم ثقة الشخص بنفسه قبل عدم الثقة في شريك حياته، وقالت لـ"الوطن"، إنه في حال كان الشخص يشك في الآخر فالأفضل تركه، "ربنا قال في القرآن لا تجسسوا فده دينيا كمان خطأ".
وأضافت حماد: "نفترض أن حد أخطأ وربنا ستره، لأن ربنا بيسترها، نفضحه احنا ونشوف ليه"، مؤكدة أنها ترفض ذلك الأمر لأنه يؤثر على العلاقات، ويسبب جرح مستمر لعدم الثقة في الطرف الآخر.
وتابعت: "من الممكن أن يطلب الشخص سواء الرجل أو الفتاة من الطرف الآخر أن يطلع على حسابه، وفي حال رفضه أيضا فيعتبر ذلك من حقه، والمفترض أن يكون هناك ثقة بينهما، لأنه مش من حق حد يتجسس على حد، ده غير مقبول وأمر مزعج جدا".
وأكدت ضرورة وجود ثقة قوية بين الطرفين، "لوشافوا في وضع وحش ميبقاش مصدق عينه من الثقة".
رأي الدين: الشك المتبادل خطير ويجلب الدمار والخراب للأسر
وقال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن تجسس الزوج أو الزوجة على بعضهما لا يجوز حتى إن كان بسبب مواقف سابقة فالدين يرفضه، مضيفا فى تسجيل مصور لدار الإفتاء: "قال تعالى ولا تجسسوا، فهذا منطوق القرآن، وسورة الحجرات بيّنت مشاكل اجتماعية كثيرة تقع بيننا عالجت ما يسبب القطيعة بين الناس، مثل الغيبة والنميمة والفتن والتجسس".
وتابع عثمان: "ليس من الأخلاق فتح تليفون الزوج أو الزوجة والبحث فيه، والتفتيش في أحوال شريك الحياة وأن تظل المرأة وراء زوجها تفتش في متعلقاته وأحواله، فالشك المتبادل أمر خطير ويمنع الاستقرار ويجلب الدمار والخراب للأسر".
وطالب عثمان، الأزواج بعدم التجسس لنهي النبي أن يتخون الرجل أهله، وأن يأتي متسللاً ليعرف ماذا تفعل زوجته ومع من تتكلم، منوها إلى أن الثقة بين الزوجين هي أساس الحياة الزوجية السليمة.
تعليقات الفيسبوك