عينه الخبيرة فى التصوير جعلته يهتم بالتفاصيل الصغيرة، يلتقط المقتنيات الملقاة فى الشارع، يجمعها ويزيح عنها تراب الزمن والإهمال، ويعرضها فيما أطلق عليه «متحف الشارع»، الذى أقامه مؤخراً فى «درب ١٧١٨»، وحضره الكثير من الشغوفين برؤية أول متحف من نوعه يعرض مقتنيات كانت ملقاة فى الشارع. الفكرة بدأت بعرض أحمد حامد هذه المقتنيات على «فيس بوك»، ثم تطورت إلى متحف حقيقى: «للمشاهير متاحف تملأ الدنيا يرتادها الكثيرون، ولكن لم يكن للمواطن العادى متحف يعبر عنه وعن دقائق حياته البسيطة، رغم أن حياته وحياتنا جميعاً فيها لحظات تستحق التوثيق، لذا كانت فكرة المتحف»، مؤكداً أنه يجمع مقتنيات من الشارع مثل الصور، الوثائق القديمة، التحف، وأحياناً يشتريها من أسواق سواء داخل مصر أو خارجها، مثل سوق «ماور بارك» للمقتنيات والتحف القديمة فى برلين.
لم تقتصر فائدة المتحف حسب «أحمد» على التغزل فى تفاصيل الزمن الجميل والاستمتاع به، بل أيضاً الاستفادة منه فى معرفة معلومات تاريخية ناقصة أو غائبة: «أبسط مثال يافطة وجدتها كان مكتوباً عليها مدرسة موريس، وبالبحث والدراسة عرفت أنها كانت مدرسة موجودة فى منتصف القرن العشرين، لتعليم الكتابة على الآلة الكاتبة، ووقتها عبَّر لى الكاتب عمر طاهر عن شكره، لأنه ظل يبحث كثيراً عن الهدف من المدرسة ولم يكن يعلم، وغيره كثيرون». أكثر ما أسعد «أحمد» الذى يعمل موظفاً بإحدى الهيئات، أن زوار المتحف، جاءوا ومعهم مقتنيات يرغبون فى عرضها بالمتحف، مما يدل على أهمية الفكرة بالنسبة لهم: «أسعى لتحويل المتحف إلى شكل مؤسسى دائم، ولكن ذلك يحتاج إلى جهد ومال ووقت، لا أملكها فى الوقت الحالى، وأتمنى من الدولة تبنى الفكرة».
تعليقات الفيسبوك