يتركون منازلهم ويودعون أسرهم، ويتخلون عن طقوسهم وبعض عاداتهم الترفيهية، فى مقابل خدمة ورعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، هذا ما فعله محمود رجب، طبيب بقسم العناية المركزة، بمستشفى فى منطقة محرم بك، بمحافظة الإسكندرية، حيث قرر الاحتفال بعيد ميلاده الـ26، وسط زملائه فى المستشفى.
راعى «محمود» الالتزام باتباع الإجراءات الوقائية والسلامة الصحية، وكان احتفالاً بسيطاً وقصيراً، لم يستمر سوى 3 دقائق فقط، وعاد الجميع إلى عمله مرة أخرى: «اليوم ده عدى عليا مش زى ما كنت متعود، اتفاجئت بزمايلى جايبين لى تورتة وخطفنا وقت صغير نرتاح شوية ونحتفل سوا، ورفضنا التصوير مع بعض عشان مانكونش قريبين من بعض».
طيلة 7 أيام، لم يعد «محمود» إلى منزله، ولم يرَ والديه، فقط يكتفى بمحادثتهما هاتفياً بين الحين والآخر، من أجل التفرغ لرعاية المصابين بالفيروس: «عيد ميلادى رغم إن له طقوس خاصة بالنسبة لى، بس سهل يتكرر لكن مستحيل أسيب المستشفى والمرضى محتاجينى وأروّح، بنام فى المستشفى عشان أبقى جنب المرضى لو حد تعب أو استقبلنا حالات جديدة فجأة».
يتذكر «محمود» أنه لم ينم سوى 10 ساعات متقطعة، خلال أسبوع، ورغم المجهود الشاق الذى يبذله بالتعاون مع باقى فريق عمله، لكنه يشعر برضا وفخر كبيرين، ويعتبر نفسه فى مهمة إنسانية: «ماعرفش هروح بيتى إمتى، بس اللى متأكد منه إنى موجود فى مكانى بالمستشفى لحد ما أوضاع البلد تستقر وكل حاجة ترجع أحسن من الأول».
تعليقات الفيسبوك