كشف باحثون أن النحاس يمكنه أن يقتل الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات، كما أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، لا يمكنه البقاء على سطح المعادن النحاسية أكثر من 4 ساعات.
ووجد الباحثون أن النحاس قادر على قتل فيروس كورونا، حيث استخدمه الأطباء البدائيون لصنع المطهرات القوية التي تقضي على الفيروسات والبكتيريا بسبب احتوائه على خصائص مضادة للميكروبات ، وفقا لـ"سبوتنيك " نقلا عن صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وذكرت نيلتجي فاندور مالن عالمة الفيروسات في المعاهد الوطنية للصحة، أن الفيروس التاجي تختلف مدة بقائه على الأسطح المختلفة فهو يبقى على البلاستيك لمدة 72 ساعة، ويمكن أن يعيش في قطيرات الهواء بعد السعال لمدة تصل إلى 3 ساعات، بينما لا يمكنه مقاومة النحاس ويبقى عليه لأربع ساعات فقط، وفقا لمجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين" الطبية.
ووجدت الأبحاث السابقة أن النحاس له خصائص مضادة للميكروبات، ما يعني أنه يمكن أن يقتل الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات، حيث كشفت دراسة نُشرت عام 2015، أن النحاس يمكن أن يقتل فيروسات "ميرس" والإنفلونزا ونوروفيروس والبكتريا قولونية.
وأوضح الخبراء أن معظم المنتجات المصنوعة من النحاس جرى معالجتها لمنع الأكسدة، مما يتسبب في تحول المعدن إلى اللون الأزرق المخضر مع مرور الوقت، ويمكن لهذ المعالجة أيضًا تقليل فوائد خصائص مضادات الميكروبات للنحاس.
كما يجب أن يتلامس الفيروس مع النحاس لقتله، وهو ما يُشار إليه باسم "القتل التماسي"، و الطريقة الدقيقة للقيام بذلك لم يجر فهمها بالكامل بعد، لكن بعض العلماء يقترحون أنها عملية تعرف باسم "سوء المعدنة"، ويعود استخدام النحاس للأغراض الصحية إلى مصر القديمة، ولا يزال العلماء يتعلمون اليوم عن الفوائد المذهلة للنحاس، بحسب موقع "إنسايدر" البريطاني.
وشرح الدكتور مايكل جونسون، الأستاذ المساعد لعلم المناعة في كلية الطب بجامعة أريزونا، أن سوء المعدنة، هو قدرة المعدن على استبدال معدن آخر بشكل أساسي، إذ يمكن للنحاس أن يحل محل بعض المعادن الأخرى الموجودة في بعض البروتينات الأخرى بالبكتيريا)، ومن خلال ذلك، فإنه يمنع وظيفة هذه البروتينات
وقال الدكتور إدوارد بيلسكي، رئيس جامعة شمال غرب المحيط الهادئ لعلوم الصحة، إن يمكن للنحاس أن يقتل الجراثيم بعدة طرق، مثل تعطيل أغشية الخلايا البكتيرية، فأيونات النحاس تدمر أغشية الخلايا أو "المغلفات" ويمكن أن تدمر الحمض النووي للميكروب، يمكن للمعدن أيضًا توليد الضغط التأكسدي على الخلايا البكتيرية وخلق بيروكسيد الهيدروجين الذي يمكن أن يقتل الخلية.
عرف أول استخدام مسجل للنحاس في قتل مسببات العدوى عبر بردية "سميث"، وهي أقدم وثيقة طبية معروفة في التاريخ، ونُسبت المعلومات الواردة إلى طبيب مصري في عام 1700 قبل الميلاد، لكنه استند في الأساس إلى معلومات تعود إلى عام 3200 قبل الميلاد، وفقًا لمجلة "سميثسونيان" التعليمية.
ومنذ عام 1600 قبل الميلاد، استخدم الصينيون العملات المعدنية النحاسية كأدوية لعلاج آلام القلب والمعدة وكذلك أمراض المثانة، كما استخدم أيضًا الفينيقيون الأجزاء البرونزية من سيوفهم في مداواة جروح المعارك ومنع العدوى.
كما استخدمت النساء الأوعية النحاسية للشرب منذ آلاف السنين، بعدما وجدوا أن أطفالهن لم يصابوا بالإسهال بشكل متكرر عندما شربوا منها.
تعليقات الفيسبوك