ينتظرون شهر رمضان من العام للعام، سواء لعمل موائد الرحمن، أو شوادر الياميش والسلع والفوانيس والخيام الرمضانية، لتأتى أزمة انتشار فيروس كورونا وتداعياتها من حظر التجول ومنع التجمعات بكافة أشكالها، لتفسد عليهم فرحتهم، وتحجب عنهم الزبائن. طاولات وكراسى ظل يخزنها محسن عبدالخالق، صاحب محل فِراشة فى العجمى بمحافظة الإسكندرية، استعداداً للشهر الكريم، حيث الطلب عليها مكثف لموائد الرحمن، ولم يتوقع مطلقاً أن يقضى رمضان فى منزله والمحل مغلق: «كنا طول الشهر شغالين وبنطلع كراسى وترابيزات ونعمل موائد وشوادر، وكانت مكاسبها كبيرة، وبنعوض قلة الشغل طوال شهور الشتاء، لكن للأسف الموسم انضرب، والبضاعة هتفضل فى المخازن، ونفسنا الحال يتحسن على شهور الصيف، عشان نعوض خسايرنا».
منع التجمعات بشكل نهائى، بما فى ذلك إقامة الأفراح أو سرادقات العزاء، زاد من معاناة «محسن»: «مفيش شغل نهائى، ولا حتى مناسبات محدودة، من كام يوم واحد طلب منى أعلق له فرع نور فى البلكونة عشان خطوبة بنته، بمجرد ما الشرطة لمحت الأنوار، طلعت وقفلت الشقة».
العمالة التى تعتمد عليها محلات الفراشة، الأكثر تضرراً، وفقاً لعلاء البدوى، صاحب محل فراشة فى الحوامدية، بالجيزة: «معظم أصحاب محلات الفراشة ميسورو الحال، ويقدروا يستحملوا قلة الشغل لفترة، لكنهم بيعتمدوا على عمال وصنايعية كتير وفى مختلف المجالات، كهربائية وسفرجية وغيرهم، وإذا التزموا بدفع أجورهم لمدة شهر أو اتنين، صعب يستمر الوضع كده».
يرى «علاء» أن رمضان يمثل أهم شهور السنة بالنسبة لمحلات الفراشة، فيتكسبون من الموائد والشوادر التى تقيمها المحلات ومعظمها غير موجود هذا العام، متمنياً انفراج الأزمة قريباً.
تعليقات الفيسبوك