عادل محسن مع زوجته المصابة بالفيروس وأبنائه فى أحد شوارع السيدة زينب
بلا حول ولا قوة، وقف عادل محسن، في أحد شوارع منطقة السيدة زينب، رافعاً لافتة كتب عليها بخط متعرج "أنا مريضة كورونا، ولا أملك قوت يومي"، على أمل أن تحرك كلماته قلوب أهل الخير لمساعدته، الكلمات المكتوبة على اللافتة تخص زوجته أمل جمال عبدالمنعم، التي أصيبت بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وآلام شديدة بأنحاء جسدها، وشخصها أطباء مستشفى المنيرة بأنها مصابة بفيروس كورونا.
يسير "عادل" وأسرته المكونة من زوجته المصابة وطفليه ملك ومحمد، فى شوارع السيدة زينب، مدوناً مشكلته على اللافتة، ساعياً إلى توصيل صوته للمسؤلين عله يجد حلاً ينقذ أسرته.
يحكي "عادل" قصته قائلا: "أنا على باب الله، بلا أي مورد للرزق، مراتي تعبانة وأنا اللي بخدمها علشان تقدر تقاوم فيروس كورونا، لأننا من بعدها مالناش حد أنا وبنتى ملك وابننا محمد، قلت أقف في الشارع أقدم شكوى علشان توصل لرئيس الجمهورية، لأني عارف أن قلبه رحيم، ووقف جنب أسر فقيرة كتير مالهاش سند".
يعمل "عادل" 43 عاماً، نقاشاً ويقيم فى منطقة الناصرية بالسيدة زينب، وبسبب الظروف الصعبة التي سببها فيروس كورونا، اقترض مبلغا ماليا واشترى "توك توك"، لكنه لم يحقق المكاسب المتوقعة: "بقى اللى جاى من التوك توك يتصرف عليه فى الصيانة، ركنته تحت البيت، ودورت على شغل تانى، استلفت 1500 جنيه من أصحابى، واشتريت هدوم بالة من الغورية، ووقفت علشان ابيعهم، وأنا مصر أن يكون رزقي ورزق عيالي بالحلال، لكن أقسم بالله مابعتش حتة منهم، وعايش أنا وعيلتي على المساعدات، ومش بنلاقى العشا".
زادت معاناة "عادل" بعد أن أصيبت زوجته بفيروس كورونا، منذ 8 أيام، فهو لا يملك أي مال من أجل شراء الأدوية التى كٌتبت لها من أجل العلاج: "مراتى حرارتها ارتفعت، رحنا مستشفى المنيرة فى السيدة، شخصوها أنها مصابة بالفيروس، والدكتورة قالت لازم تتعزل، وكتبت لها 5 أصناف أدوية، وقالت إن الأدوية دى ممكن تساعدها على الشفاء بسرعة، لكن أنا ماجبتش حاجة عشان معييش فلوس، عزلتها بس، وبقيت أخدمها هي والعيال".
لم يكن مرض "أمل" فقط هو الذي دفع "عادل" إلى رفع لافتة في الشارع للمطالبة بتوفير مساعدة لها من قبل رئيس الجمهورية، بل أيضا حال البيت المهجور الذين يسكنون فيه: "أنا مكنتش لاقى سكن، فى الأول كنت ساكن فى بيت عيلة، وصغر علينا، سبتهم وسكنت فى بيت إيجار، بس كان غالي عليا، ولما وقف الشغل والدنيا زنقت بيا سبته، وسكنت فى بيت مهجور من 3 أدوار، نضفت أنا والعيال أوضة واحدة فيه، وقعدنا وسط الحشرات والزبالة ومخلفات البناء، ويمكن هو ده السبب فى أن مراتي يجيلها الفيروس".
تعليقات الفيسبوك