رغم أننا شعب يحب النكت ولا يترك موقفا أو أزمة وحدثا عاما دون أن يسخر، إلا أن المصري نأى بنفسه عن "النكت" بعد أن كانت لا تخلو من القعدات وتعد لها المسابقات كما خُصصت لها برامج وفقرات تلفزيونية في السابق.
عزوف المصريين عن النكت أصبح ملحوظا حتى أننا نسينا عصر النكت الذي ترعرعنا فيه والجلسات التي كانت تمتلئ بها، فمع مرور الزمن صارت تتلاشى وسط تساؤلات حول سبب ذلك، هل يعود إلى اتجاه المصريين إلى الكوميكس أو أخذ إيفيهات من الأفلام أم يعود لنفسية المواطن المصري وعدم اقتناعه بالنكات التي كان الجميع يلقيها على غيره في السابق.
أسباب عزوف المصريين عن النكت
استشاري الطب النفسي الدكتور محمد هاني، أوضح في حديثه لـ "الوطن"، أن النكت والضحك أصبحوا عزيزين على الإنسان، مرجعا ذلك إلى الأحداث الصعبة والتراكمات التي وقعت في الفترة الأخيرة، ومر بها العالم أجمع وليس المصريين فقط، أخذت كثيرا من طاقتهم وحبهم للحياة "الناس مشغولة في الحياة، بتحاول تمشي ظروفها وحياتها، ومابقاش عندهم طاقة نفسية أنهم يضحكوا، ولا يتغلبوا على الحاجات اللي ممكن تصدمهم".
وقال "هاني"، إن النكت كانت من زمن واتجه الناس الآن للتعليق على الأحداث بسخرية من خلال الكوميكس، وهو ما أغناهم عن استخدام النكت القديمة أو المستهلكة التي كنا نحفظ العديد منها في السابق، مشيرا إلى أن البرامج المتخصصة في النكت لم تعد ناجحة مثل السابق، "البرامج دي فقدت مصداقيتها، وبقت برامج فيك، مابقتش تضحك الناس، الناس مهيأة انها مصنوعة، ومش هتعبر عن اللي جواه".
الظروف التي نمر بها جعلت الضحكة نادرة، كما أن كثيرا من الأشخاص يعيشون حالة من الاكتئاب، بحسب كلام الطبيب النفسي، فبالتالي سيكون الضحك لديها عزيز "الناس على السوشيال ميديا ناس بتتخانق أو بتكتب بوستات سلبية أو بيهاجموا بعض ودائما بيصدروا طاقة سلبية".
كثير من الأشخاص الذين يحبون الهزار والسخرية، من داخلهم تملأهم الأوجاع بحسب "هاني"، "بيهربوا من الوجع بتاعهم بيعملوا تهكمات علشان يعوضوا الخلل النفسي اللي موجود عندهم بسبب الظروف اللي بتجبرهم على عدم الضحك".
تعليقات الفيسبوك