«اللي من غير أم حاله يغم فما بالك من فقد والديه»، هكذا يحكي عصام إبراهيم 27 عامًا من سكان منطقة عين شمس، قصة حياته الصعبة وظروفه المادية القاسية التي بلغت إلى حد الفقر، ما اضطره بعدها إلى بيع أثاث منزله والدّين، حيث أن هناك أيام تمر عليه دون أن يتناول الطعام وهو وزوجته الحامل، لذا قرر أن يتخلى عن كبريائه ويتجول بالشوارع بحثًا عن عمل له، رافعًا لافتة «محتاج شغل».
«شوفت الذل ودوقت المر بعد ما أبويا وأمي ماتوا من 9 سنين، وكنت شغال ولما مش بلاقي شغل كنت بعيش في عزهم لكن دلوقتي أنا يتيم ومش لاقي أكل أنا ومراتي» بحسب «عصام».
ففقد عمله منذ ما يقرب من سنة بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد، بسبب غلق القهاوي والكافيهات، فكان يعمل كجرسون في أحد الكافيهات: «كنت بجهز نفسي للجواز ويادوب خلصت الشقة بتاعتي واتجوزت وقعدت من غير الشغل ومش لاقي أكل أنا ومراتي بناكل في طبق فول بقالنا يومين، وهي حامل في ابننا ودي أول مرة بتذل كده ومش عايز أروح أسرق ولا أشتغل في حاجة حرام، نزلت الشارع أدور وروحت كتبت رقم تليفوني والناس صورتني وقالت لي كده هنساعدك لما ننشرها على الفيسبوك».
عمل «عصام» في أكثر من وظيفة منها «النقاش، السباك، عامل بناء، وتاجر ملابس» حتى وظيفته الأخيرة كجرسون بمقهى: «كل ما أروح مكتب توظيف عشان أشتغل يقولوا لي هات 500 جنيه وأملى الاستمارة وهنبقى نكلمك ونشوف لك شغلانة وكل ده مش حقيقي ومشتغلتش وحالتي بقيت وحشة قوي، أنا قاعد في شقة فيها بطانيتين ومرتبة وتليفزيون بس وبنام في عز البرد، وكل ما أطمح فيه أن أجد وظيفة أستطيع من خلالها أن أُعيل بيتي وأسرتي الصغيرة: «أنا مراتي لما بتتعب وهي حامل بقولها استحملي وهي بنت أصول بتستحمل ومش بتشتكي، بس أنا بقيت صغير قدامها ومش قادر أكفيها.. عايز شغل يا ولاد الحلال».
تعليقات الفيسبوك