بين «أنا مريض بالسرطان وادعولي» و«لا ده مش مريض وبيدعي الإصابة»، تضاربت التصريحات والأفعال، فمنذ عدة أيام نشر شاب يدعى محمد قمصان على صفحته بـ«فيسبوك» منشورا يفيد بكون السرطان تغلب عليه وانتشر بجسده ولا يوجد حيلة لديه، لتنهال عليه المنشورات والتعليقات والدعوات له بالشفاء إلا أن عددا من أصدقائه بعد يومين كذبوا روايته وأنه ليس مريضا بالسرطان مثلما يدعي.
الحقيقة هي الأمر الوحيد الذي يبحث عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تزال غامضة حتى الآن إذ أن كلا الطرفين يكذبان بعضهما الآخر، ولكن المثير هو أن تصريحات الشاب «قمصان» حملت عدة تضاربات على نحو أثار الشكوك حول روايته وأنه يدعي المرض لكسب التعاطف والشهرة.
اضطراب المرض الافتعالي «التمارض عن عمد»
ادعاء المرض في حد ذاته يصنف باسم «الاضطراب المفتعل» أو «Factitious Disorders» ، وهو اضطراب خطير بالصحة العقلية، حتى يدعي الشخص المرض أو يتسبب لنفسه في حدوث إصابة عن عمد بغرض تلقي الرعاية والاهتمام في بيئة طبية، حسبما ذكر الموقع الرسمي لمستشفى «clevelandclinic» الأمريكية.
والمرض وفقما ذكر الموقع، مكاسبه نفسية بحتية وغير مقصود بها الحصول على فائدة عملية، ومرتبط بالصعوبات العاطفية الشديدة واحتمال إصابة المرضى بأنفسهم من خلال الاستمرار في إنتاج المزيد من الأعراض، مما يؤدي إلى إجراء عمليات جراحية وإجراءات غير ضرورية.
اقرأ أيضا.. خطأ في البث المباشر وقع فيه «قمصان» أثبت كذبه.. جه يكحلها عماها
نوعان من مرض الاضطراب المفتعل المفروض على النفس
ويكون عبارة عن تزوير العلامات أو الأعراض النفسية أو الجسدية للشخص نفسه.
الاضطراب المفتعل المفروض على شخص آخر
يقوم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بإنتاج أو تلفيق أعراض المرض لدى الآخرين تحت رعايتهم، مثل الأشخاص الذين يؤذون الأطفال وكبار السن تحت رعايتهم عن عمد بهدف كسب التعاطف والاهتمام أو المنفعة.
الأسباب غير معروفة حتى الآن، ويعتقد الباحثون أن العوامل البيولوجية والنفسية تلعب دورًا، حيث تشير بعض النظريات إلى أن تاريخًا من سوء المعاملة أو الإهمال كطفل، أو تاريخ من الأمراض المتكررة في أنفسهم أو أفراد الأسرة التي تتطلب دخول المستشفى، قد تكون عوامل في تطور الاضطراب، بالإضافة إلى الخلل الأسري والعزلة الاجتماعية.
استشاري نفسي: نوع من أنواع اضطرابات الشخصية
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، شرح لـ«الوطن»، أنه لا يوجد اسم محدد لإدعاء الشخص المرض، ولكنه نوع من أنواع اضطرابات الشخصية وليس مرضا، وهناك العديد من أسماء المتلازمات العلمية التي تطلق على اضطرابات الشخصية وتفسر حالات الأشخاص المتمارضين، والشخص الذي يدعي المرض يبحث عن إجازة أو نقود أو دعم، شهرة، أو عاطفة مفتقدها أو منتقصها ولذلك يدعي المرض لمجرد كسب تعاطف الناس «يقولوله ألف سلامة عليك يابني، بعد الشر عليك».
وهناك نوعان من الاضطرابات النفسية لدى مدعي المرض وهم كما يلي:
شخصيات هيستيرية
وهم الأشخاص الذين يدعون المرض يقصد كسب التعاطف والاهتمام.
شخصيات سيكوباتية
وهي التي تدعي المرض من أجل التربح والكسب المادي وجمع أكبر عدد من المشاركات والتعلقيات «التسول الإلكتروني»، مثل أن يقول الشخص «أنا عايز تمن الحقنة دي، أنا محتاج فلوس علشان أتعالج، أنا عندي سرطان ومحتاج مبلغ كذا».
اقرأ أيضا.. مصادر: التحفظ على «محمد قمصان» للتأكد من إصابته بالسرطان
هل «قمصان» مصاب باضطراب في الشخصية؟
وعن حالة «قمصان»، رجح «فرويز» أنه شخص غالبا مصاب باضطراب هيستري، ويبحث عن العاطفة «عنده فقدان وحرمان عاطفي وعنده شعور إن هو محدش بيحبه أو مفيش ناس جنبه أو مفتقد اللايكات والكومنتات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولتعويض العاطفة اللي هو منتقصها بيلجأ لاستجداء العطف من الآخرين».
وأكد استشاري الطب النفسي أنه بالرغم من تواجد والدته بجانبه دائما إلا أنه مرتبط بعاطفته والحبل السري لم ينفصل بعد عن والدته، لذا يبحث عن الارتباط بالعالم الخارجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي «ممكن تكون والدته معاه وجنبه بس هو مش حاسس بالعاطفة دي وممكن يكون حاسس بالوحدة وسط الناس وده أسوأ أنواع الحرامان العاطفي».
العلاج
شرح «فرويز» أن العلاج يكون بالجلوس مع الشخص وعمل جلسات نفسية له، وقد يحدث أثناء تلك الجلسات أن يصاب باكتئاب أو اضطرابات نوم، فيتم البحث عن نقطة الضعف وعلاجها.
تعليقات الفيسبوك