يحتفل العالم اليوم بذكرى ميلاد العالم تشارلز داروين، والذي يوافق 12 فبراير سنويًا، في تكريم للعالم الراحل واحتفال بالعلم والإنسانية ونظريته الشهيرة عن التطور.
أصل الاحتفال باليوم العالمي لداروين
واليوم العالمي ليس رسميًا ولكنه تكريم لحياة تشارلز داروين ويعرف اليون أيضًا باسم «يوم داروين الدولي»، وسببه في الأساس الاحتفال بنظرية التطور الشهيرة، وهي تناقش الانتقاء الطبيعي في حياة الإنسان.
وفي كتابه حول «أصول الأنواع» الذي نُشر عام 1859، قال داروين، إنَّ جميع أشكال الحياة الحالية على الأرض جاءت من سلف واحد وأن التنوع في مملكة الحيوان والنبات جاء بسبب الانتقاء الطبيعي والهجرة والانقراض والجينات.
تمّ الاحتفال بيوم داروين بشكل متقطع منذ وفاته في عام 1882، وفي عام 2000، أنشأ ثلاثة من محبي داروين، وهم: الدكتور روبرت ستيفنز والبروفيسور ماسيمو بيجليوتشي وأماندا تشيسورث بإنشاء برنامج يوم داروين، ثم تمّ تسميته لاحقًا باسم احتفال يوم داروين، وهي منظمة غير ربحية ملتزمة بتعليم العلوم.
من هو العالم تشارلز داروين؟
تشارلز روبرت داروين، وُلد في 12 فبراير عام 1809 في مقاطعة «شروبشاير» البريطانية، وهو الابن الثاني للطبيب روبرت وارينج داروين ولسوزانا ويدجوود، وجده الأكبر هو إيراسموس داروين، طبيبًا وشاعرًا مفكرًا حرًا كان معروفًا قبل الثورة الفرنسية، وفقًا للموسوعة البريطانية.
توفيت والدة داروين عندما كان في الثامنة من عمره، وتلقى رعايته من شقيقاته الثلاث الكبرى، وتعلم الملاحظات الطبية من قبل والده التي ساعدته كثيرًا على فهم علم النفس البشري، إلا أنَّه كره التعلم الكلاسيسكي التقليدي، حيث درس بين عامي 1818 و1825.
دراسته في الطب
عندما بلغ «تشارلز» السادسة عشر، أرسله والده لدراسة الطب في جامعة إدنبرة في عام 1825، وكان مهتمًا بعلم الكيمياء وكيفية فهم صخور التبريد على الأرض البدائية وتصنيف النباتات من خلال النظام الطبيعي الحديث.
وفي المجتمعات الطلابية سمع «داروين» المفكرين الأحرار ينكرون التصميم الإلهي لتشريح الوجه البشري ويجادلون بأن الحيوانات تشترك في العقلية البشرية، ما أسهم في تكوين بدايات النظرية بداخله، كان معلمه هو روبرت إدموند جرانت، أحد دعاة التطور الراديكاليين، وعلمه كل شيء عن نمو وعلاقات اللافقاريات البحرية البدائية، والتي يعتقد جرانت أنَّها مفتاح حل الألغاز المحيطة بأصل المخلوقات الأكثر تعقيدًا.
رحلات الإبحار
في عام 1828، أصبح «داروين» متعلمًا كرجل إنجليكاني نبيل تقليد داخل المسيحية- وانغمس في شغفه بالشرب وإطلاق النار، كما حصل على المركز العاشر في درجة البكالوريوس في الآداب في عام 1831.
أبحر العالم إلى «ويلز» في عام 1831 في رحلة ميدانية جيولوجية، والتي ألف من خلالها كتاب حول الرحلات، وساهمت الرحلة في تكوين العددي من التساؤلات حول اتساع المحيط والكائنات البحرية، كما كان يبحث دائمًا عن تفسيرات حول أصول الكون والبشر.
أسفرت الرحلات الدورية التي قام بها «داروين» على مدى عامين إلى المنحدرات في باهيا بلانكا وجنوبًا في ميناء سانت جوليان، عن اكتشافه لعظام ضخمة من الثدييات المنقرضة، وافترض أنها بقايا بحيوان وحيد القرن، ما أثبت نظريته الأولية بأن الأرض تتغير وترتفع عن سطح البحر.
ظل العالم الشاب يبحث عن تفسير لتساؤلاته العديدة وما هو سبب وفاة الوحوش العملاقة التي عثر عليها لاحقًا، وكوّن نظرية خاصة أيضًا عن تكوين الشعب المرجانية حيث تخيل أن الشعاب المرجانية نمت وكثرت تحت الماء لتعويض سطح الأرض الذي كان غارقا في المياه.
نظرية داروين عن تطور البشر
وهي عبارة عن وصف لكيفية تغير الكائنات الحية بمرور الوقت والتغييرات التي تحدث في الصفات الجسدية والسلوكية، متأثرًا برحلاته حول العالم.
وتستنتد نظريته على أنَّ كل أشكال الحياة مرتبطة ومتصلة ببعضها وذلك الانتقاء الطبيعي حيث يتمّ تفضيل بعض الصفات على الأخرى، وعبارة مختصرة «البقاء للأصلح» أو «Survival of the fittest».
الانتقاء الطبيعي
وشرح في نظريته أنَّ الانتقاء الطبيعي يعمل على تغيير الأنواع عبر إحداث تغيرات صغيرة في اللون أو في الحجم أو في صفات أخرى على مدى عدة أجيال، والتغيرات الجسدية والسلوكية التي تجعل من الانتقاء الطبيعي ممكنًا، تحدث على مستوى جزيئة الحمض النووي DNA، وتسمى بالطفرات أو الانحراف الجيني.
وتعني النظرية الشهيرة، أنَّ الأفراد الأكثر تكيفًا هم الأقدر والأصلح للبقاء على قيد الحياة والتطور من خلال تجنب الأمراض والحياة القاسية ومواجهة الحيوانات المفترسة، وبالتالي نقل خصائصهم وجيناتهم للأجيال القادمة وإمكانية تكاثرهم، ومع الوقت تتكون الأنواع تدريجيًا ما يعرف باسم «الانتخاب الطبيعي».
تعليقات الفيسبوك