رجال دين ينتقدون نظرية داروين بشأن «أصل الأنواع»: غير واقعية
الداعية عبدالله رشدي
على مدى أكثر من 150 عاماً أثارت خلالها الجدل نظرية التطور التي طرحها «داروين» في كتابه «أصل الأنواع»، والتي تقول إن الكائنات الحية تتغير بمرور الزمن نتيجة لتغيرات في السمات الجسمية أو السلوكيات الوراثية، وبين مؤيد ومعارض، كان هناك رجال الدين الذين شنوا هجوما واسعا على فكرة طرح النظرية.
عبدالله رشدي: تقدم العلم لم ينفِ فكرة السببية
وقال الداعية عبدلله رشدي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، «إن مازال حتى اليوم ومع أن ميكانيكا الكم أو الكوانتم لم تنف فكرة السببية.. ما زلنا نرى من يقولون إن العلم يجزم بأن الكون موجود بلا مسبب وأن الحياة خرجت للوجود بلا فاعل، وأن الإنسان والشامبنزي أخوان لأب مشترك كان يجمع بينهما منذ ستة ملايين سنة، ثم انفصلا بعد ذلك».
أمين دار الفتوى: الأديان لا تقبل فكرة مضادة لأصل نشأ الخلق
من جانبه، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين دار الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن نظرية التطور بها مستويات البعض منها مقبول والآخر مرفوض قطعا، لأن الأديان لا تقبل فكرة مضادة لأصل نشأ الخلق الموجودة في جميع الأديان السماوية.
وأضاف أمين دارالفتوى، خلال البث المباشر لدار الإفتاء عبر فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ما رأى الدين فى نظرية التطور؟، أن أى شيء يأتي بنظريات تتصادم مع ظاهر النصوص الشرعية نرفضه ونرده، منوها بأن الإعجاز في النصوص الشرعية هو أن عدم الإتيان بمعلومات تصادم مع معلومة مقطوع بها فى العلوم، أي النصوص القطعية لا تتصادم مع بعضها، فالسقف المعرفي للبشر لا يصطدم أبدا مع النصوص الشرعية.
الإفتاء: العلم يشهد بوجود الله
وفي مقال نشرته دار الإفتاء على موقعها الرسمي بعنوان "العلم يشهد بوجود الله"، جاء فيه: "لقد قبل الماديون فكرة تطور الكائنات لدارون، واعتبروها نظرية علمية تفسر كثيرًا من الغموض الذي يحيط بالكون، ولا يوجد لنظرية داروين أي واقع محسوس تعتمد عليه لتعذر وضع ما مضى من الكائنات تحت المجهر، وإنما هي مجرد شواهد غير مباشرة واستدلالات وقرائن منطقية".
واستكملت، لقد آمن العالم كله بالإليكترون كحقيقة علمية في الوقت الذي لم يتمكن أحد فيه من رؤيته بالعين المجردة ولا بالآلات التي عرفها العصر، فإذا كان العلم التجريبي نفسه وهو منصب على العالم المادي المحسوس يؤسس النظريات على الآثار والقرائن، فلم لا يعتمد العقل على الآثار والقرائن في التسليم بوجود الله تعالى، وهو خارج عن هذا العالم المحسوس.
واختتمت، إذا كان العلم التجريبي نفسه يُخضع كل ظاهرة للتفسير، فلم يقف عند الظاهرة الكبرى، وهي العالم، ويرجعها لمبدأ الصدفة العقيم.