احتضن طفله الرضيع البالغ من العمر عامين فقط، وذهب به في جولة ترفيهية لمدينة الملاهي، وظل الأب يتنزه مع زوجته وطفله ويوثقا كل خطوة بصورة مختلفة لتكون ذكرى سعيدة في حياة ابنهما، ولكن الرجل الذي حرص على التقاط صورا لابنه وهو يضحك في بهجة وفرحة كبيرة، لم يكن يدري أنه لن يتبقى سوى الصور فقط من هذه الرحلة، لتكون شاهدة على مأساة قاسية جعلت القلوب تبكي بصوت عالي والدموع تنسال من الأعين في صمت، في محاولة لمواساة الأب بعد فقدانه لابنه الوحيد في تلك الرحلة المشئومة.
صرخات عالية انطلقت من حنجرتي الأب والأم المفجوعين على وفاة طفلهما، والذي لم تبدأ حياته بعد، جعلت جميع المتواجدين في المكان الترفيهي يقفون في صمت عاجزين عن فعل أي شيء أمام المشهد الموجع، إذ خطف حيوان مفترس ظهر بشكل مفاجيء من خلف الأب، الابن الرضيع من حضن الأب ليلتهمه أمام عينيه.
المشهد المأساوي يحكيه في حزن، «ماثيو»، البالغ من العمر 42 عاما، وزوجته «ميليسيا»، البالغة من العمر 38 عاما، حيث اصطحب زوجته وطفله «لين جريفز» البالغ من العمر عامين فقط، إلى منتجع «جراند فلوريدا» داخل «عالم ديزني» الشهير بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما وقف بجانب بحيرة صغيرة مستندا على سياجها الذي يبعد عنها لأمتار محتضنا وحيده لالتقاط صورة تذكارية، ليظهر تمساح مفترس ويختطف الرضيع من بين أحضانه ويلتهمه بأن وضعه داخل فكيه ونزل به للمياه.
صرخات الرعب واليأس انطلقت من حجرة الأسرة المنهارة، وقفز «ماثيو» للمياه في محاولة إنقاذ رضيعه ومحاربة الحيوان المفترس، إلا أنه لم ينجح في ذلك ليشاهد بعينه وزوجته ابنهما الوحيد بين فكي التمساح القاتل، ويغوص به في سرعة تحت أعماق المياه.
قرابة 17 ساعة مرت في عمليات بحث مستمرة عن الطفل الرضيع، قبل أن يعثر على جثته الغواصون ويستردوها وكان به أثار عض من التمساح القاتل، إلا أنه لم يلتهمه، ولم يكن ذلك سبب الوفاة، بحسب صحفية «ديلي ستار» البريطانية.
أسرة الطفل الراحل تنشأ مؤسسة لدعم زراعة الأعضاء لدى الأطفال
«الحادثة المؤسفة وقعت في 14 يونيو 2016».. بتلك الكلمات يتذكر الأب المشهد القاسي رغم أنه لم يمحى من ذاكرته على الإطلاق، حيث أكد الطب الشرعي أن سبب وفاة الرضيع كانت الغرق وأن الجسد سليم وآثار العض كانت بعد الوفاة، حيث أن التمساح أطبق فكيه فقط على الطفل بهدف التهامه، ولكنه كان توفي بسبب صدمة في الرقبة والغرق.
هزت وفاة الطفل الأمريكي، عالم ديزني، التي ردت بإضافة إشارات تحذير للضيوف في الممرات المائية وبجانبها في حدائقها لتجنب تكرار المأساة، ومنذ ذلك الوقت تم تركيب منارة صغيرة في مكان داخل الحديقة قريب من موقع الحادث، ليكون بمثابة نصب تذكاري يحيه الزوار كل عام، وبدلا من السياج التقليدي أصبح هناك جدارا صخريا لمنع تكرار الحادث المؤسف.
وتقف المنارة الآن في المنتجع كرمز، لمؤسسة لين توماس جريفز، والتي أنشأها والديه للمساعدة في دعم الأطفال الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء، «إننا نشعر بالراحة لأن الكثير من الناس لا يزالون يتذكرون ولدنا اللطيف لين، ونعتقد أن المنارة تقف كمنارة للأمل ودعم للعائلات في أعماق اليأس».
تعليقات الفيسبوك