يعتبر الوسواس القهري من أخطر الاضطرابات النفسية، إذ أنه يتمثل في إيمان الشخص بفكرة معينة تلازمه وتحتل جزءًا من الوعي والشعور وتُسبب له ضغوطًا شديدة لا يتخلص منها سوى من خلال القيام بفعل معين، ومن أهم وأشهر أعراضه، المبالغة في التنظيم والدقة، تكرار القيام بأفعال معينة، نتف الشعر، الحركة غير المنتظمة.
أكد الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن الوسواس القهري هو أحد أخطر الاضطرابات النفسية، وهو عبارة عن إيمان الفرد بفكرة معينة تلازمه وتحتل جزءًا من الوعي والشعور لديه، وتضعه تحت كم هائل من الضغوط لا تبرحه إلا عن طريق القيام بفعل معين، مُضيفًا أن له العديد من الأسباب، أهمها عوامل وراثية، إذ في حال إصابة 4 أفراد من الأسرة بالوسواس القهري، فمن المحتمل جدًا ولادة طفل يعاني من المرض نفسه، ومن بين الأسباب أيضًا، هو الإصابة بالحمى الروماتيزمية، بالإضافة إلى الإصابة ببعض الجراثيم التي تُصيب الحنجرة مثل الجرثومة العقدية.
أسباب الإصابة بالوسواس القهري
وأضاف «وليد»، أيضًا أن من بين الأسباب التي تؤدي للإصابة بالوسواس القهري، هي نقص مادة السيروتونين في المخ، بالإضافة إلى الأسباب البيئية المُتمثلة في الضغوط النفسية والمشاكل التي تنتج عن الخلافات الأسرية أو العقد النفسية: «لما الشخص بيواجه المشاكل اللي حواليه والضغوطات من غير ما يكون بيتمتع بصلابة نفسية، هينتج عنه الإصابة بالوسواس».
وأشار «وليد» إلى أن هناك عدة أعراض تنبئ بالإصابة بالوسواس القهري، منها الحركة غير المنتظمة في المشي، تكرار الكلام بنغمة معينة، المبالغة في التنظيم والدقة، نتف الشعر وما ينتج عنه من صلع موضعي، تكرار القيام بأفعال معينة، بالإضافة أيضًا إلى أعراض أخرى مثل التأكد من حين لآخر من غلق الأبواب، القلق المرضي غير المبرر، إنعدام الثقة في النفس، والرغبة في الحصول على موافقة وتأييد كل من حوله، كثرة غسيل الأيدي ووضع الكحول والمطهرات، ما يُسبب في بعض الأحيان التهابات جلدية، وأيضًا ربما تزداد الأعراض لتصل إلى التفكير في الانتحار.
أعراض الوسواس القهري
وأضاف «وليد» أن الوسواس القهري له أنواع متعددة، منها وسواس النظافة، والذي يدفع الشخص إلى المداومة على غسيل يديه ووضع الكحول والمطهرات دون داعي، وأيضًا وسواس الدين، وهو إما أن يصل بالشخص إلى التزمت الشديد والحرفية في التعامل مع معتقدات الدين، أو الكفر وإنكار كل شيء، وهناك أيضًا وسواس الجنس، وهو يملئ عقل الشخص بأفكار جنسية عنيفة وتُسبب له الهوس الجنسي، ووسواس القلق، وهو يضع الشخص تحت ضفغوط تخيلات مُفزعة تُسبب له القلق والخوف المرضي غير المُبرر والذي يعيقه عن القيام بأبسط الأشياء، لافتًا إلى أن وسواس النظافة والدين والجنس، هي الأشهر والأكثر انتشارًا في المجتمعات الشرقية.
وعن كيفية العلاج، أوضح استشاري الصحة النفسية، أن تشخيص المرض يحتاج إلى الفحص الجسدي، وأيضًا بعض الفحوصات المختبرية، بالإضافة إلى التقييم النفسي، ليتم في النهاية تحديد نوع الوسواس ودرجته، ومن ثم تحديد العلاج المناسب.
تعليقات الفيسبوك