يتحدث بصعوبة، يمشي مكبًا على وجهه ورأسه منخفضة، بعد أن انحنى ظهره، لا يقدر على رؤية الطريق أمامه، لكن رغم كل التعب، يرفض النوم في السرير، وعيش حياة المسنين العاجزين، فهو 85 عامًا، لكنه يفكر بعقل شاب يافع يريد أن يبنى نفسه.
جميع الأمثال الشعبية تنطبق على محمدي محمد، المسن الذي يعمل في المعمار لسنوات لا يتذكر مدتها، طوال السنوات الماضية فعل كل شيء، أنجب 5 أبناء بين ذكور وإناث، لديه 12 حفيدا، زار بيت الله الحرام، لكن الذي يثير غرابة أهالي قرية طنان التابعة لمدينة قليوب بمحافظة القليوبية، إصرار المسن على العمل، رغم عدم حاجته إلى المال.
محمدي: لازم الدم يجري في عروقي
يروي «محمدي»، لـ«الوطن»، أن الأمر كله يرجع لخوفه من التعب إن جلس في بيته أياما طوال، موضحًا أنه يعمل أغلب أيام الأسبوع، ويرتاح عندما لا يجد عملاً، فهو على ذراعه لا يتقاضى راتبًا شهريًا: «لازم الدم يجري في عروقي، وطول ما أنا شغال مرتاح، ولما بقعد في البيت بتعب، الحمد لله مش عاوز حاجة من الدنيا، حجيت بيت الله، وأولادي كبروا وبقى عندي أحفاد».
كبر السن جعله يعجز عن حمل «الطوب»، لكن العمل في المعمار والبناء، من الممكن أن يفعل فيه أشياء كثيرة، فدوره يتلخص في «رص» كرسي من «الطوب»، وحمل الرمال إلى العربة، وكل ذلك يفعله جالسًا فقط.
يحاول أبناء «محمدي»، إقناعه بأن يكف عن العمل، ويرتاح في منزله، لكن يقابل كل ذلك بالرفض، فالعمل بالنسبة له راحة نفسية وجسدية، ويذهب العجوز رفقة ابنه «مسعد»، الذي يضع كفه رفقة كف أبيه وهو يسير بجانبه، ذاهبين للعمل، ويحكي الابن لـ«الوطن»: «أبويا عنده عزة نفس كبيرة رغم إنه مش محتاج فلوس، لكن برضه عاوز يشتغل لحد ما ربنا يتوفاه».
مطالب بتكريم «عم محمدي»
حكايات ومواقف كثيرة تعيقها ذاكرة المسن، التي دفنت بداخلها ردود فعل العاملين معه عند رؤيته، ويرغب أهالي بلدة «طنان» في تكريم جدهم الذي وضع يده في كل بيوت القرية.
تعليقات الفيسبوك