مطربة جزائرية تتفوّق فى مسابقات الغناء.. السر فى «النضارة السودا»
ناريمان
الصمت يسود المسرح، لا تسمع سوى خطوات قدميها المتتاليتين اللتين تعرفان طريقهما جيداً إلى الميكروفون، تقف على مسافة مناسبة منه، تاركة تجاربها وأفكارها خلفها، حين يصدح صوتها فى الفضاء المحيط تحلق معه بعيداً، لا يتبقى منها سوى نظارتها السوداء التى تعتبرها صديقتها، حين أراد الله أن يُخفى بريق عينيها، أعطاها نصيبها من النعمة فى صوتها، لتنجح «ناريمان بن سهيل» فى حصد المركز الثانى فى مسابقة المواهب الجزائرية «ألحان وشباب»، بعد منافسة مع مجموعة من الأصوات المتميزة. بدأت رحلتها فى عالم الفن من خلال خطوات صغيرة، كانت المحطة الأولى فيها التحاقها بمدرسة خاصة بالمكفوفين، وفى تلك الفترة ظهرت موهبتها الغنائية عندما بدأت «دندنة» أغانى «أم كلثوم»، وهى تجلس بمفردها، حتى انتبهت أسرتها إلى تلك الموهبة، لتكون المشاركة فى الحفلات الغنائية، وتقديم مجموعة من الأناشيد بالمدرسة خطوة جديدة للفتاة التى لم يتجاوز عمرها آنذاك 17 عاماً: «عندما سمعنى المطرب الجزائرى الراحل عقيل فى إحدى الحفلات شجعنى على الغناء بصورة كبيرة ووجد فى خامة صوتى ما يناسب تقديم اللون الطربى، ومن هنا ظل خلفى حتى وصل صوتى إلى الجزائر كلها». تعتبر «ناريمان» هذه الخطوة هى الأولى لها فى التعرُّف على الجمهور، مما دفعها إلى المشاركة فى برنامج المواهب الجزائرى الأشهر «ألحان وشباب»، قدّمت فيه مجموعة من الأغانى التى اعتمدت على موهبتها الغنائية ولفتت أنظار لجنة التحكيم التى تتكوّن من الفنان والموسيقار صافى بوتلة، المطربة فلة، والفنان التونسى لطفى بوشناق. «مرة أثناء غنائى على المسرح بكت الفنانة فلة، بسبب ما وصفته بإحساسى القوى فى الغناء، وهو ما جعلنى أثق فى أدواتى كمطربة، رغم أننى لم أدرس فى أحد المعاهد الغنائية أو الموسيقية، لكن السمع أعطانى القدرة على حفظ الأغانى ومعرفة مقاماتها بشكل صحيح».