50 سنة «تنجيد»
هشام و سعيد
50 عاماً مرت عليهما فى محلهما الكائن فى حى الزيتون، لم يعيشا ركوداً مثلما يعيشان الآن، الصديقان هشام رضوان وسيد توفيق، يعملان معاً فى مهنة التنجيد، كانت قبل سنوات مهنة رائجة، لكن أصابها الركود، وأصبحت مثل مهنة الترزى، لا تُغنى ولا تُسمن من جوع.
تخرّج «هشام» فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لم ينتظر الوظيفة، وضع يده فى يد صديق طفولته «سيد» الذى لم يحصل على مؤهل عالٍ، وعملا معاً فى مهنة التنجيد: «إحنا 50 سنة مع بعض على الحلوة والمرة، لا عمرنا فكرنا نقفل الورشة ولا نبطل ننجد».
قديماً كانت العائلات العريقة بمنطقة الزيتون تتباهى بإعادة تنجيد أثاثها، حسب الصديقين، وكان ذلك يحدث كل عام مع انتهاء موسم الشتاء: «الحالة دلوقتى مريحة، واللى معاه قرشين مش هيروح يجيب بيهم أوضة، وأغلب المقبلين على الزواج بيفضلوا المنجّد على الجهاز، لأن هما أصلاً مش عارفين إيه جواه، وخشب أصلى ولا قطن مضروب».