بروفايل: نتنياهو.. رئيس الوزراء يتراجع
صورة تعبيرية
شخصية «غامضة» لا تتمتع بسمات قيادية، دائماً ما يُنظر إليه فى الأوساط الإسرائيلية على أنه قائد «باهت» لا يقدر على اتخاذ قرارات حاسمة فى الأوقات المناسبة، ناهيك عن هفواته وسقطاته فى خطاباته التى غالباً ما تثير أزمات ليس فى الوسط الإسرائيلى فقط وإنما فى أنحاء العالم أيضاً، بداية من هفواته التى كادت تدمر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بسبب حديثه عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وانتهاءً بحديثه أمس الأول عن التهديد بإرسال قوات خاصة إسرائيلية لتأمين الدبلوماسيين الإسرائيليين خلال اقتحام السفارة الإسرائيلية فى مصر فى سبتمبر 2011.
للوهلة الأولى، قد يخطئ من ينظر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو باعتباره رجلاً معتدلاً يحمل على عاتقه تطبيق سياسات هادفة تسعى إلى حماية بلاده دون التعدى على أمن غيره، وهو أمر ثبت خطؤه مراراً من خلال مباحثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين، ورفضه المتكرر لمبادرات إحياء عملية السلام. لم يكتف «نتنياهو» بأزماته الداخلية، ليثير أزمة جديدة مع مصر بتصريحاته التى أدلى بها خلال حفل إحياء ذكرى قتلى الدبلوماسيين الإسرائيليين، بالإعلان عن أنه توجه بتهديدات إلى السلطات المصرية لتأمين الدبلوماسيين الإسرائيليين، وإلا سيرسل قوات خاصة لتأمينهم.
سرعان ما أدرك «نتنياهو» خطأه، ليعلن مكتبه التراجع عنها بعدها بساعات قليلة، وأن التصريحات تم تفسيرها بشكل خاطئ، وأن المقصد كان أن «السياسة الإسرائيلية تقضى بحماية المواطنين الذين يتعرضون للتهديد أينما كانوا. وفى الحالة المذكورة كانت النية القيام بعملية منسقة وليس بعملية أحادية الجانب. يسرنا أنه لم تكن هناك حاجة لذلك ونشكر الجيش المصرى الذى تعامل مع الأزمة بشكل يتحلى بالمسئولية وحل المشكلة. ورئيس الوزراء (نتنياهو) يثمن كثيراً العلاقات مع مصر، ومعاهدة السلام معها تعتبر عنصراً مهماً فى استقرار المنطقة».
على مدار سنوات عديدة تولى فيها «نتنياهو» البالغ من العمر 64 عاماً رئاسة وزراء دولة الاحتلال، كان هدفه الأول والأخير فى قرارة نفسه هو «إلقاء المسئولية على الطرف الآخر وتحميله النتائج كلها حتى وإن كانت كارثية»، فهو دوماً يبحث عن وسيلة تبرر العدوان المستمر على قطاع غزة بشكل يتسبب فى سقوط آلاف الشهداء. يقول يوفال ديسكين، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى (الشاباك)، إن «نتنياهو يعانى من ازدواج الأيديولوجية والشعور بأنه (أمير من عائلة ملكية من نخبة القدس القديمة)، إلا أنه فى الوقت ذاته يعانى من خوف داخلى وعدم الارتياح لتحمل المسئولية، وهو ما يدفعه إلى إلقاء المسئولية على خصومه بشكل دائم».