هادى الباجورى:«هيبتا» فيلم يرضى عنه جمهور الرواية
هادى الباجورى
فيلم «هيبتا» يتأرجح ما بين خلطة سينمائية مختلفة، ومعادلة صعبة بمقادير فنية متنوعة، بداية من الرواية الأكثر مبيعاً، والتى حققت قراءات مرتفعة منذ إصدارها، وصولاً إلى مخرج لديه شغف بالعلاقات الإنسانية المتشابكة، التى انعكست على مشواره السينمائى القصير نسبياً، ومنتج مؤمن بالمجازفة التى تقوم على الإيمان التام بالعمل، وتكتمل الوصفة بمجموعة كبيرة من النجوم، لتحقيق حالة من الزخم الفنى، وهم يستعرضون 4 قصص متوازية تجسد مراحل الحب السبع.
الاستعانة بـ15 نجماً لأداء الشخصيات لا تهدف للتسويق والفيلم مغامرة خطيرة
نجح الفيلم فى تصدُّر إيرادات شباك التذاكر محققاً 17 مليون جنيه فى أسبوعين، ليصبح الحصان الرابح فى موسم «شم النسيم»، بعد موجة إعجاب جماهيرى اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى، لتخرج التجربة السينمائية الثالثة فى مشوار المخرج هادى الباجورى للنور، وسط مجموعة كبيرة من التكهنات وعلامات الاستفهام التى تحيط بمعالجة سينمائية جديدة طالت الرواية الأكثر مبيعاً للروائى محمد صادق، بعد أن حظى الفيلم بمتابعات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما نناقشه مع المخرج هادى الباجورى فى حواره لـ«الوطن»، الذى كشف من خلاله سر تحمسه لتقديم الرواية سينمائياً، معتبراً التجربة مغامرة خطيرة، وموضحاً أسباب اعتماده على 15 نجماً فى بطولة الفيلم، ومشيراً إلى التحديات التى واجهته أثناء الإعداد للعمل.
■ هل كنت تتوقع النجاح التجارى والجماهيرى الذى حققه الفيلم؟
- النجاح كان متوقعاً فى إطار النجاح المسبق للرواية وانتظار الجمهور لها على الشاشة، ولكن بالطبع لم أتوقع أن يكون النجاح الجماهيرى للفيلم بهذه الصورة، فالنجاح يرتبط أيضاً بمدى الجهد المبذول من قبَل فريق العمل، ليخرج الفيلم بالشكل المطلوب، وبالفعل نجح الفيلم فى تحقيق تفاعل كبير مع شريحة واسعة من الجمهور.
■ اعتبر بعض المنتجين أن توقيت طرح فيلم «هيبتا» ونجاحه أثّر بالسلب على ترويج أعمالهم؟
- أعتقد أن كل فيلم نال حظه من النجاح، ولكن يمكن اعتبار فيلم «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» حالة خاصة، لأنه عمل مأخوذ من رواية ناجحة جماهيرياً، وجمهورها كان ينتظر نسخة سينمائية منها.
■ ما ردك على وصف العمل بأنه أحد أفلام «المراهقين» من قبَل بعض النقاد؟
- هذا كلام غير صحيح، فمن الواضح أن الرواية تخاطب كل الأعمار، لأنها تحكى 4 قصص تتنوع فيها المراحل العمرية، فهناك الأطفال، والمراهقون، والشباب، والرجال الناضجون أيضاً.
العلاقات الإنسانية تمثل شغفى بالسينما.. والعمل على الفيلم استمر لأكثر من عام
■ ما الذى جذبك فى رواية «هيبتا» لتقديمها فى عمل سينمائى؟
- أعجبتنى الرواية جداً عندما قرأتها، ورأيت أن علينا تقديمها فى فيلم سينمائى من خلال شركة The Producers، وإعجابى بالرواية جعلنى أقرر أن أتولى إخراجها بسبب تشابه أجوائها مع فيلم «واحد صحيح» الذى أخرجته أيضاً.
■ وهل تعتبر الأمر مغامرة، خاصة مع مقارنة الفيلم بنجاح الرواية؟
- بالتأكيد، هى مغامرة خطيرة جداً، وهذا جعلنى أعمل على حساب كل شىء، بداية من السيناريو الذى كتبه وائل حمدى، وصولاً إلى تصوير الفيلم بطريقة تنال إعجاب جمهور الرواية الذى يرغب فى مشاهدة عمل يشبه الرواية التى أحبها، ولكنى أعدهم بمشاهدة عمل مختلف وسينال إعجابهم بدرجة أكبر.
■ ما الوقت الذى استغرقته فى إعداد وتصوير الفيلم؟
- حصلنا على حقوق تحويل الرواية لفيلم سينمائى فى مطلع 2015، وانتهينا من التصوير فى شهر مارس 2016، وهى مدة تقترب من عام ونصف العام تقريباً.
■ هل قمت بتغييرات فى موضوع الرواية لتناسب طبيعة السينما؟
- بالتأكيد، وأنا أدرك تماماً عندما يرغب الجمهور فى عدم القيام بتغييرات جذرية فى رواية أحبوها، وهذا لأنهم يريدون مشاهدة عمل مشابه لها، وألا يكون أقل فى المستوى منها، ولكنى قمت ببعض التغييرات الطفيفة لتتناسب القصة مع طبيعة السينما، وأتمنى أن يكون الفيلم عند حسن ظن وتوقعات الجمهور.
■ هل كان الهدف من الاستعانة بـ15 نجماً فى بطولة الفيلم لغرض تسويقى فقط؟
- لا على الإطلاق، فالرواية ممتازة، وكل ممثل يرغب فى أن يكون جزءاً من العمل السينمائى، واختيارنا لنجوم كبار للمشاركة فى الفيلم جاء لأننا أردنا أن يكون لكل دور أهمية كبيرة تنبع من طبيعة هذا الدور ومن ثقل الممثل الذى يؤديه، وقبل موافقة أى من الأبطال على الشخصيات التى يقومون بها كانوا يتأكدون من أهميتها فى سير الأحداث.
■ كيف تم اختيار الشخصيات وما مدى صعوبة الأمر مع الصورة الذهنية لدى قراء الرواية.. وهل استعنت بالترشيحات الأولى أم بالبدائل؟
- أغلب الممثلين الموجودين فى الفيلم شاركوا نتيجة للترشيحات الأولى، وقد اعتمدت فى الاختيار على معرفتى بالممثلين وطبيعتهم، وتشابههم جزئياً مع شخصيات الرواية، وسوف يجد المشاهدون أن كل ممثل مناسب للشخصية التى يؤديها.
■ هناك طفلان ضمن فريق عمل الفيلم، كيف قمت بتوجيههما وهل كان التعامل معهما مرهقاً بالنسبة لك؟
- الطفلان كانا رائعين بشكل كبير، ولم يكن التعامل معهما صعباً، بفضل مروة جبريل التى تولت مسئولية ترشيحهما ثم تدريبهما، وقد حرصت فى اختيارهما على ألا يكونا قد ظهرا فى عمل فنى قبل الفيلم، حتى أستطيع تشكيلهما بطريقة صحيحة، دون أن يكونا قد تطبّعا أمام الكاميرا فى أعمال سابقة.
■ ما التحديات التى واجهتها خلال العمل على «هيبتا»؟
- التحدى الأكبر كان عملى على صناعة فيلم يُرضى جمهور الرواية، وفى الوقت نفسه ينال إعجاب من لم يقرأها بعد، وأتمنى أن أكون نجحت فى هذا، لأن معظم الأفلام المقتبسة من روايات لا تعطى الأعمال الأدبية حقها، لذا كانت أهم مهمة وضعتها أمامى هى أن أعطى كل قصة حب فى الفيلم حقها حتى يتفاعل معها الجمهور، لأن جزءاً كبيراً من جمال «هيبتا» يكمن فى أن كل حدث صغير فيها حدث لمعظمنا، فكلنا مررنا بمراحل الحب وشعرنا بكل ألم وفرح، وأنا أردت أن أدرك الواقع الحقيقى للحب بكل ما يتصل به من أوقات سعيدة وحزينة، وانتصارات وفشل، فما حاولت فعله فى هذا الفيلم هو صناعة مادة طبيعية، ومشاعر حب أصيلة وواقعية، ومع كل مرحلة من الفيلم، الحب إما أن يكون فى غاية الروعة أو فى غاية القسوة.
■ لماذا وصفت الفيلم بـ«التجربة الذاتية الشخصية» بالنسبة لك؟
- أنا أحب مثل هذه الحكايات، وفيما سبق عملت على فيلم «واحد صحيح»، الذى يحمل أجواء مشابهة لفيلم «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة»، ولهذا لم يأخذ منى قرار إنتاجه وإخراجه وقتاً.
■ هل ترى أن السينما بدأت تفتح أبوبها وتستوعب تجارب سينمائية مختلفة؟
- نعم، فى الفترة الأخيرة هناك عدد كبير وملحوظ من تجارب سينمائية جديدة غير معتادة، ومن وقت لآخر هناك أفلام سينمائية جديدة فى دور العرض، هذه الأفلام ليست بالعدد الكافى كما السابق، ولكن العدد يتزايد، وهذا إيجابى وفى صالح الجمهور والصناعة السينمائية.
■ كيف ترى الفيلم كثالث عمل فى مشوارك كمخرج سينمائى، وما المعايير التى تراعيها فى الأفلام التى تقدمها؟
- «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» عمل أنا فخور به، وخطوة مهمة ونقلة كبيرة فى مسيرتى السينمائية بكل تأكيد، أما معيارى الأساسى فى اختيار الأعمال فهو أن يكون العمل جيداً على المستوى الفنى، وأن أكون قادراً على تقديمه بشكل جديد ومغاير.
■ بعد فيلم «واحد صحيح» و«هيبتا» الآن، هل لديك شغف بالغوص داخل العلاقات الإنسانية على الشاشة؟
- هذه من أكثر الأجواء التى أحب تقديمها فى أعمال سينمائية، ومع الوقت إن وجدت عملاً آخر يقدم شيئاً جديداً فى هذا الإطار سأتولى تقديمه.
■ ما خطواتك المقبلة بعد طرح «هيبتا» فى دور العرض السينمائى؟
- هناك عدد من المشروعات التى قد أشارك فيها، ولكنى لم أقرر بعد.
■ ما مصير فيلم «أهل العيب» مع الكاتب تامر حبيب؟
- هو العمل المقبل، وبالفعل أقوم أنا وتامر بجلسات لتعديل بعض التفاصيل فى السيناريو.
■ بعد حصولك على جائزة مهرجان «لينكس» دبى العالمى للإبداع عن حملة إعلانية لأحد المنتجات، وحصولك على جائزة أفضل مخرج فيديو كليب فى مونديال القاهرة، كيف تصنف نفسك كمخرج، وهل يختلف العمل بين السينما والفيديو كليب والحملات الإعلانية؟
- المخرج بالنسبة لى هو كل من يتمكن من تقديم أى مواد بصرية على الشاشة تحت أى مسمى، وبالتأكيد هناك اختلاف فى العمل بين السينما، والفيديو كليب، والحملات الإعلانية على مستويات كثيرة، وأنا أحرص على دراسة كل منها جيداً، ومتابعة كل جديد فى الصناعة حتى أتمكن من تقديم رؤيتى بأفضل طريقة ممكنة.