قصص معاونى شيخ الأزهر، الذين يتزعمهم القاضى بمجلس الدولة محمد عبدالسلام، الذى يعمل مستشاراً قانونياً للمشيخة باتت متفشية، بحيث صارت حديثاً عامّاً داخل مصر وخارجها، لأنه ومنذ شروعى فى الكتابة عن هذه «العصبة» وسيل المعلومات والاتصالات عنهم لا تتوقف أو تنضب.
شخصياً أرفض نشر أي وقائع التى تمتلئ بها جعبتى عنها، لكن نشر التجاوزات، باعتبارها قربة إلى الله فى هذا الشهر الفضيل أصبحت واجبة، حتى تكون فضيحتهم أجراً وثواباً، ولعلها تكون رادعاً لوقف «تدنيس» مؤسسة الأزهر الشريف العظيمة.
قبل شهر ذهبت إلى إيطاليا عضواً فى وفد دبلوماسى شعبى زُرت خلالها أكبر مسجد فى أوروبا قاطبة (40 ألف متر)، ويقع على بُعد كيلومترات من «الفاتيكان» داخل العاصمة روما.
هذا المسجد العملاق الذى يخدم ملايين المسلمين داخل أوروبا، الذى قلّما توجد مساحة لمسجد تضاهيه فى مصر، يعمل دون إمام وخطيب منذ نحو عام كامل، ومن شروط بنائه أن يكون الإمام مصرياً أزهرياً، وأن يتولى السفير السعودى فى روما رئاسة مجلس إدارته والسفير المصرى يكون نائباً لمجلس الإدارة، وقد بُح صوت الجالية المصرية على المسئولين فى الأزهر لتعيين إمام لإنهاء حالة الفوضى التى تُسيطر على المسجد، الذى تسعى إليه كلٌّ من السفارة القطرية والتركية فى روما، لاختيار خطيب «إسلامى» من جانبها كما ذكر لى الصديق إسلام السويسى، المتحدث باسم الجالية المصرية فى إيطاليا.
«السويسى» يقول إن وفداً من الجالية التقى الدكتور الطيب أكثر من مرة يخبره بخطورة عدم اختيار إمام للمسجد، وأوكل الإمام الأكبر المهمة إلى محمد عبدالسلام الذى جمّد الأمر لأسباب يقول عنها «السويسى» لا يستطيع التحدّث فيها للنشر!
حالة التخبّط للسادة معاونى الإمام الأكبر تخطت مصر إلى مسجد روما الذى لا تقف فيه مهام إمام المسجد هناك على الخطابة وتوجيه المسلمين فقط، وإنما لإتمام مصالحهم العامة، مثل أمور الزواج والطلاق، ولأن أحداً فى الأزهر لا يستطيع أن يتحرّك قبل استئذان السيد عبدالسلام، وبما أن هذا المسجد ليس فى حساباته، أو أنه لم يجد الشخص الموالى له، فإمامة المسجد الأكبر فى أوروبا على وشك أن تضيع من مصر بسبب انشغال معاونى الشيخ، وليس أمامنا إلا أن نستغيث بالسيد الرئيس السيسى الذى يبذل أقصى ما فى وسعه ليلاً ونهاراً لاستعادة مكانة مصر الدولية وتمكين سياسة مصر الناعمة فى الداخل والخارج.
الأسبوع الماضى، وبعد أن فضحت الجالية المصرية فى روما «المطالب الخاصة» التى اشترطها بعض معاونى الإمام الأكبر لإرسال إمام للمسجد، فقد تم اختيار أستاذ بكلية اللغات والترجمة بالمجاملة، ليكون إماماً وخطيباً للمسجد فى روما، وإلى الآن لم يستخرج تأشيرته لإيطاليا، رغم أن المسجد يحتاج إلى إمام وخطيب متخصّص وليس لأستاذ جامعى، لأن هناك فرقاً بين العمل الأكاديمى والإمامة، لأن الأخيرة مهنة وحرفة وصنعة، وفرق بين أستاذ جامعى وبين إمام يقف فى القبلة مرتلاً ومجوداً ومرنماً، لكن لأن السيد عبدالسلام ينتهج نهج تنظيم الإخوان فى التخبُّط وتقديم الولاءات على الكفاءات، فالعصف بمستقبل سياسات مصر الناعمة آتٍ ولا ريب.
لم يقف تجاوز معاونى الإمام الأكبر عند حدود روما، بل تعدى إلى الكويت، حيث طالب «عبدالسلام» الجهات الدينية المسئولة فى الكويت أثناء زيارته إليها عدم التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، لأنه ليس على وفاق مع المسئولين فى وزارة الأوقاف انتقاماً منه لإنهاء قرار ندبه مستشاراً قانونياً بالوزارة، للدرجة التى جعلت مسئولى الكويت فى حيرة شديدة، ويسألون ما الذى يحدث داخل مؤسسات الدولة المصرية؟.. فهل هذا يليق أو يصح بممثل عن شيخ الأزهر أن يستغل المشيخة لمكائده وخصوماته الشخصية فى الخارج؟