هم أولئك الذين يبررون انتهاكات الأجهزة الأمنية لحقوق الإنسان، القتل والتعذيب والسحل، باسم مواجهة زعزعة الاستقرار والتخريب والتآمر مع الخارج.
هم أولئك الذين ينفون أن الرئيس يتحمل المسئولية السياسية وربما الجنائية عن انتهاكات حقوق الإنسان وقتل الجندى وعمرو وكريستى وآخرين وأن المسئولية السياسية كانت تحتم عليه الاعتذار عن واقعة «المواطن المسحول» والإسراع بالتحقيق المستقل فى مجمل وقائع القتل والتعذيب والسحل منذ أن تولى رئاسة الجمهورية.
هم أولئك الذين يزينون لرئيس الجمهورية توظيف العنف والقمع والضغط المستمر على معارضيه بالتشويه بدلاً من الاستجابة لمطالب المعارضة المشروعة وإنقاذ العملية السياسية من الانهيار.
هم أولئك الذين يدّعون معرفة الله والحديث باسم الدين والقيم الدينية العليا ثم يشوهون المختلفين معهم فى الرأى أو المعارضين للرئيس الذين يرونه رئيسهم. أو، وذلك هو صندوق القمامة الذى تفرغه يومياً بعض برامج القنوات الدينية وبعض الصحف الصفراء داخل بيوت الأسر المصرية، يخوضون فى عرض المختلفين معهم بلا حياء أو أدب وبابتذال وإسفاف لن يجد الإنسان لهما مثيلاً.
هم أولئك الذين يباعدون بين مصر وبين بناء المجتمع الحديث ودولة الديمقراطية العادلة بالتزام النزعة الإنسانية وثقافة التسامح واحترام الاختلاف والرأى الآخر ونبذ العنف اللفظى والمادى والابتعاد عن احتكار الحقيقة المطلقة.
هم أولئك الذين يدفعون مصر إلى الوراء بجهلهم التام وبتزييفهم للوعى عبر إساءة استخدام الدين وبعنفهم اللفظى والمادى وبكراهيتهم للآخر (الدينى والسياسى والمعرفى) مما يستدعى أسوأ ما فى النفس البشرية وينزع عنها إنسانيتها وضميرها.
هم أولئك الذين يستند إلى تأييدهم رئيس الجمهورية، وتوظف عنفهم اللفظى والمادى جماعته، ولا يخجل حزبها من أمر الجيوش الإلكترونية بتشويه المعارضين عبر أدواتهم المبتذلة.
دولة ظلم لا تزال معنا، ومجتمع يترنح على وقع عنف ظلاميين لا مكان لهم بيننا إن أردنا التقدم والديمقراطية والعدل والمساواة والحرية.