من الكورة الشراب إلى «النجيلة الصناعى»: التطور الطبيعى للصعايدة
صورة تذكارية تجمع اللاعبين قبل المباراة
ملعب خماسى بالنجيلة الصناعية على مساحة 6 قراريط وبتكلفة تتراوح بين 150 و180 ألف جنيه، هو الحل الذى لجأ إليه أهالى محافظة قنا لتوفير أنشطة رياضية للشباب وتعويض إهمال الحكومة لطاقات الشباب فى الجنوب الذى لا يجد أى وسيلة للترفيه.
عدم وجود مساحات لإقامة هذه الملاعب دفع أهالى عدة قرى إلى إقامتها على الأرض الزراعية، واستكمالها بمجموعة خدمات منها كافيتريا وطرقات وأماكن استراحة للاعبين، مجهزة بكل وسائل الإضاءة اللازمة، ولأن شباب الصعيد متعطش لمثل هذه الأنشطة فإن الملاعب حظيت بإقبال كبير من قبل الشباب الذى يرى أن مديرية الشباب فى المحافظة اكتفت بإقامة الندوات الاجتماعية والسياسية والاحتفالات العامة، وأهملت تقديم أى خدمات أو نشاط رياضى، خصوصاً ملاعب كرة القدم.
تقام على 6 قراريط وبتكلفة تتراوح بين 130 و180 ألف جنيه وتدر دخلاً كبيراً على أصحابها
حسين على محمود، أحد الشباب بمركز دشنا، أكد أن المدينة وكافة قراها بها أكثر من 8 ملاعب كرة قدم خماسية منتشرة فى أماكن مختلفة، فى حين أن مديرية الشباب والرياضة لا تملك سوى ملعبين رغم أن عدد سكان المركز يصل إلى نصف مليون نسمة.
سعيد القليعى، من مدينة أبوتشت، قال إن هذه الملاعب انتشرت بشكل كبير فى القرى والمدن، وتقيمها شركات متخصصة: «هى حقيقة تقوم بدور إيجابى فى توفير نشاط حقيقى لكرة القدم، خاصة أن الملاعب مجهزة جيداً، فى ظل غياب الاهتمام بالشباب وعدم توفير مساحات لهم لإقامة منشآت رياضية يفرغون فيها طاقتهم وينمون مهاراتهم». لافتاً إلى أن هناك عدداً من الحركات السياسية وبعض النواب بدأوا يستغلون تلك الملاعب قبل الانتخابات فى لم شمل الشباب: «يتم عمل دورات كرة قدم للشباب ليكسبوا ودهم».
كرم عبدالحميد، صاحب ملعب خماسى، أكد أن أرباح هذه الملاعب كبيرة جداً، وهناك إقبال كبير عليها من الشباب: «وصل الأمر إلى أن يتم الحجز قبلها بأسبوع وأحياناً أسبوعين لمدة ساعة واحدة، خصوصاً فى فترة الإجازات الصيفية، ويمتد اللعب عليها حتى صلاة فجر اليوم التالى». سعر الساعة الواحدة بحسب «كرم» يصل إلى 50 جنيهاً وأحياناً يصل إلى 70: «بالإضافة لذلك فإن الملاعب توفر فرص عمل لأن معظم الفرق التى تأتى يتبعها جمهورها، وتلك الجماهير تتم خدمتهم من خلال 5 عمال على الأقل فى الكافيتريا الخاصة بالملعب».
ولإنشاء تلك الملاعب لا بد من توفير مساحة لا تقل عن 3 قراريط من الأرض الزراعية، حسب «كرم» بالإضافة إلى 3 قراريط أخرى للإنشاءات الخاصة بالملعب من حمامات وطرق وكافيتريا، وتصل تكلفة الملعب الواحد إلى 150 ألف جنيه حسب نوع النجيلة الصناعية المستخدمة، وقد تصل إلى 180 ألف جنيه إذا كانت نجيلة من الدرجة الأولى: «كل ذلك بعد الحصول على موافقة من الوحدات المحلية ومجالس المدن، وتتم الموافقة على الطلب فى الغالب بمقابل مادى».
وعلق مصدر فى مديرية الزراعة فى قنا -طلب عدم ذكر اسمه- أن عدد الملاعب المنشأة على الأراضى الزراعية على مستوى المحافظة بلغ 56 ملعباً، معظمها فى دشنا ونجع حمادى ومركز أبوتشت، وبعضها صدرت قرارات بإزالته ولم يتم تفعيلها بسبب المحسوبية: «هناك سياسة من الحكومة بعدم إزالة تلك الملاعب، لأنها تعتبر المنفذ الوحيد لتفريغ طاقة الشباب، وإزالتها سيزيد من غضبهم على مديريات الشباب وسوف يطالبون بتوفير المنشآت من الحكومة، فى ظل عدم تطوير المنشآت الرياضية ومنها استاد قنا الرياضى وأكثر من 20 مركز شباب».