وظيفة المتحدث الرسمى لأى جهة ليست صناعة الحدث ولكن التعليق عليه أو تفسيره أو توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة -من وجهة نظره- حول هذا الحدث.
والبعض يعتقد مخطئاً أن المتحدث الرسمى لأى جهة حكومية تعبر عن السلطة التنفيذية فى البلاد هو محور الخبر أو صانعه أو المسئول الأول والأخير عنه.
إن المتحدث الرسمى هو قناة التوصيل والتفسير وإعطاء الشروح للرأى العام حول نشاطات وقرارات صانع القرار.
وأحياناً يكون دور المتحدث الرسمى مثل معلق كرة القدم الذى يصف المباراة، لكنه ليس مسئولاً عن مستواها أو أداء اللاعبين فيها.
أما المتحدث الرسمى فى بلادنا فهو مسكين، مظلوم، مضغوط عليه أكثر مما يتحمل بشر وأكثر مما يطيق أى إنسان ذى عقل ومنطق، لأنه مطلوب منه أن يبرر ما لا يبرر، ويشرح ما يستحيل شرحه، وأن يدافع عما لا يمكن الدفاع عنه.
إن المتحدث الرسمى فى بلادنا مثل الطبيب الجراح الذى يصل إليه مريض فى غرفة الطوارئ فى حالة متأخرة للغاية من الناحية الصحية، ومطلوب منه أن يخرج إلى أهل المريض ويصرّح لهم بما يطمئن قلبهم حول مريضهم المحتضر!
إنها مهمة شبه مستحيلة، ووضع شديد الصعوبة، خاصة إذا كانت الجهة التى يعبر عنها المتحدث ليست شفافة بطبعها أو لا تقوم بمد المتحدث بحقيقة الموقف وبتطورات الأحداث أولاً بأول.
وكثيراً ما يدق الهاتف فى مكتب أو منزل المتحدث الرسمى ليفاجأ بأن المسئول الذى يعبر عنه قد أصدر قراراً أو أدلى بتصريح هو لا يعلم عنه شيئاً، ويصبح عليه أن يفسره أو يدافع عنه أمام الصحافة!
ومن أسوأ الأمور أن يتم تحميل المتحدث الرسمى فشل أداء المسئول وأن يتم «تشييله الشيلة»، وكأنه هو الذى فكر وخطط ونفذ.
باختصار، المسئول هو وحده المسئول.