عايزنا نرجع زى زمان.. هات لى «كولونيا 5 خمسات»
صورة أرشيفية
تحتل مساحة مظلومة من الأرفف، وربما تتوارى بين أصناف البضائع المختلفة، فقليل من يطلبون شراءها، وكثير من التجاهل تلقاه من قبل الباعة. صابون «نابلسى شاهين»، كولونيا «5 خمسات»، شيكولاتة «كرونا»، مجلة «ميكى».. وغيرها، منتجات تحتل مكانة خاصة فى قلب جيل الثمانينات وربما قبل ذلك، وكانت تحقق مبيعات كبيرة جعلتها تحتل الـ«فاترينات» وتصمد لسنوات فى الأسواق، وبمرور الوقت وتطور المنتجات وتعدُّدها بدأت تشهد منافسة كبيرة كادت تطيح بها، لولا قلة من الزبائن لا يزالون يقبلون على شرائها، ويرونها الأفضل من بين المنتجات.
منتجات عريقة غير قادرة على منافسة الجديد لكنها ما زالت موجودة
فى محل عطارة متواضع، لمحنا اسم «نابلسى شاهين» بالصُّدفة بين أدوات تنظيف وأصناف من العطارة والتوابل، ذلك الصابون ذائع الصيت منذ توطنت صناعته فى «نابلس» بفلسطين، ولأن قطاعاً كبيراً من أراضيها كان تابعاً للمملكة المصرية، وتخضع لحكم الملك فاروق آنذاك، ارتبط المصريون به، وصار من المنتجات الرائجة على مر العصور، لنُفاجأ به يباع حتى الآن رغم ظهور منتجات أكثر تطوراً وجاذبية.
«لأنه تقريباً خالٍ من الكيماويات ومعمول من زيت الزيتون، ينصح به أطباء الجلدية، وناس بتستخدمه من باب العلاج أو التعوُّد»، هكذا يفسر «طارق جمال»، صاحب محل العطارة، إقبال البعض على شراء «نابلسى شاهين»، موضحاً أن سعره زاد منذ نحو عام ونصف العام ليصبح جنيهين ونصف الجنيه، بعد أن ظل يباع لفترة طويلة مقابل جنيه ونصف الجنيه. ورغم احتفاظ عبوة الصابون بشكلها التقليدى لسنوات كثيرة «أبيض فى أخضر»، طرأت عليها بعض التجديدات خلال الستة أشهر الماضية، وفقاً لـ«طارق»، وتغيّرت إلى اللون الـ«بيج»، كنوع من التطوير ولجذب أنظار الزبائن، مشيراً إلى أن جميع الفئات تُقبل عليها، ولا يقتصر على كبار السن.
بعد رحلة بحث طويلة عن «كولونيا 5 خمسات»، وجدناها فى إحدى الصيدليات الصغيرة فى شارع «خاتم المرسلين» بالهرم، وإلى جوارها «كولونيا» أخرى تنتمى إلى جيلها نفسه «لافندر»، حيث أبدى الصيدلى «جمال أحمد» دهشة كبيرة فى السؤال عنها: «كل فترة طويلة لما ييجى لها زبون، وغالباً بيكون صاحب صالون حلاقة، أو راجل كبير متعود يستخدمها من زمان».
9 جنيهات ونصف الجنيه، هو سعر العبوة الصغيرة من «5 خمسات»، التى شهدت بعض التطوير: «بقت سبراى وفيه العادية، والعبوة تغيّرت من الزجاج إلى البلاستيك زى أدوية ومستحضرات كتير، توفيراً للنفقات، أما كولونيا «لافندر» فلسه على شكلها القديم وعبوتها الأبيض فى أسود، وفيه 3 أسعار ليها حسب الحجم، الصغيرة بـ6 جنيه، والوسط بـ11 ونص، والكبيرة أغلى، لكن مش باجيبها، لأن مالهاش زبون».
يتعجّب «جمال» من إصرار البعض على شراء منتجاتهم القديمة رغم تطور العصر وظهور منتجات أفضل: «زى المرهم الأسود بتاع زمان اللى بيعالج الحبوب والدمامل، انقرض لفترة ورجع تانى، وفيه ناس بتفضله».
شباب وأطفال ما زالوا يطالعون فرشة الجرائد، ويترقّبون الأعداد الجديدة لمجلة «ميكى» بإصداراتها المختلفة، الأسبوعية والشهرية، للاستمتاع بعادة قرائية يحرصون عليها منذ الصغر، فيقول «جمال محمد»، بائع جرائد ومجلات: «مش بس الأطفال اللى بتحب ميكى، بيجى لى شباب فى العشرينات يشتروها، خاصة ميكى جيب، وكمان بيشتروا مجلة ماجد وعلاء الدين».
ارتفاع سعر مجلة «ميكى» لم يصرف عنها عشاقها، وفقاً لـ«محمد»: «ميكى الأسبوعية كانت بـ3 جنيه وبقت بـ6، أما ميكى سوبر وجيب الشهرية فكانت بـ6 جنيه وبقت بـ8».