المواطن فقير.. وعند المسئولين غنى: «اللى ما يشوفش من الغربال...»
أسرة فقيرة فى البحيرة تعيش فى عشة وتجد قوت يومها بالكاد
«هم فى واد والشعب فى واد آخر»، هكذا تبدو الفجوة بين تصريحات المسئولين ومستوى معيشة المواطن، فبينما يرى المسئولون أن المواطن يتمتع برفاهية فى المعيشة، يرى عموم البسطاء ومحدودو الدخل أنهم ازدادوا فقراً بسبب الظروف الاقتصادية الأخيرة، تصريح النائب البرلمانى عاطف مخاليف، عن دائرة المطرية ووكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب، كان مثالاً على ذلك، حيث أكد أن الشعب يمكنه تناول طعامه بجنيه واحد فى اليوم، وأن 50 قرشاً كافية لتناول وجبة الإفطار، معتبراً أن الفرد الذى يحصل على 20 رغيف عيش فى اليوم فى أى دولة هو مواطن غنى.
نائب برلمانى: المواطن يستطيع الإفطار بنصف جنيه.. وزير التخطيط الأسبق: من ينفق 20 جنيهاً ليس فقيراً.. ووزير المالية: المواطنون يطالبوننى برفع الدعم.. وخبير اقتصادى: الإدارة فاشلة والمواطن ضحية
الفكرة نفسها ظهرت فى تصريح لوزير التخطيط الأسبق الدكتور عثمان محمد عثمان، الذى اعتبر أن المواطن الذى ينفق فى اليوم 20 جنيهاً هو مواطن غنى! وسبقهما تصريح للسفير حسام قاويش المتحدث باسم مجلس الوزراء، الذى قال بعد حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية إن الشاب الذى دفع 30 ألف جنيه للهرب خارج مصر، لا يعيش «تحت خط الفقر»، أما التصريح الأغرب فهو الذى جاء على لسان زير المالية الدكتور عمرو الجارحى، عندما قال إن المواطنين هم من يطلبون منه رفع الدعم. «أحيانا يلجأ بعض المسئولين إلى تعليق فشلهم فى الإدارة على المواطن بعد استنفاد كافة الوسائل الأخرى، وأعتقد أننا نواجه هذا الموقف الآن»، كلمات الخبير الاقتصادى الدكتور خالد عبدالهادى، الذى أكد أن هؤلاء المسئولين جهلة وفشلة وإلا ما كان ذلك هو رأيهم فى الأزمة المقبل عليها الاقتصاد المصرى التى يكون أول ضحاياها المواطن العادى، فإذا كان المواطن يستطيع أن يعيش بـ16 جنيهاً أو حتى جنيه فى اليوم، فمن حقه أن يعيش بـ100 جنيه أيضاً، لماذا نقلل من قدره إذا كان بإمكاننا أن نوفر له مستوى معيشة آدمياً، ولكن للأسف مثل تلك الأقاويل تثبت أن الإدارة فاشلة وغير كفء».
وتساءل الدكتور خالد بسخرية: «لو فعلاً فيه أزمة اقتصادية والمواطن هو السبب، أمال حضرتك يا سيادة المسئول جاى ليه، مش علشان تحلها، مش علشان حضرتك تملك أحسن أداء اقتصادى ممكن، ولا العكس هو اللى بيحصل حالياً؟»، وأضاف: «إذا كان المواطن مرفهاً كما يعلن بعض المسئولين، إذن دورهم أنهم يرتفعون بالمستوى المعيشى الخاص بيه مش يقللوا من المستوى ده ويطلبوا منه أن يعيش على الكفاف علشان هما مش عارفين يطبقوا حلول مناسبة، مع أنهم لو بحثوا كويس حولهم سيجدون مئات الحلول التى ينقصها فقط التطبيق».
وانتقد «خالد» أيضاً المسئولين الذين يصفون المواطن بأن استهلاكه كبير ويطالبونه بالتقشف: «بالظبط زى اللى بيبص فى المراية ويلاقى شكله وحش، فمش هيقول أنا شكلى وحش لكن يقول المراية هى اللى وحشة، علشان كده التصريحات الغريبة دى بنشوفها، فالمسئول مش هيقول على نفسه غلطان أبداً، لكن المواطن البسيط الغلبان للأسف هو اللى بيغلط».