الخاسرون في دولة مرسي: الليبراليون والمرأة ورجال الأعمال
أكد كتّاب وخبراء أن أكثر الخاسرين إذا فاز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة، هم القوى الليبرالية والمدنية والمرأة، ومن الدول السعودية وإسرائيل، كما أن رجال الأعمال أبدوا تخوفهم من النظام الاقتصادى للإسلاميين، وتدخل «الجماعة» فى كل مشروعات المستثمرين.
قال صلاح عيسى، الكاتب الصحفى، إن أكثر الخاسرين من فوز «مرسى» الليبراليون، وهو ما جعل الأصوات التى حصلت عليها «الجماعة» تنخفض 17 مليوناً فى الانتخابات البرلمانية إلى 5 ملايين فقط لمرشحهم للرئاسة فى الجولة الأولى، لأن الشعب المصرى لديه ميل فطرى نحو الديمقراطية، التى لا تعنى الانتخابات فقط، وإنما أيضاً حرية العقيدة والتنقل، وهناك كثير من الأخطاء يرتكبها التيار الإسلامى تزيد من هجوم الليبراليين عليه، وفكرة تنويم الشعب بالشعارات الدينية لم تعد تصلح بعد الثورة.
وقال: إن أكبر الخاسرين هم شباب الثورة، على الرغم من أن قوى يسارية تقف معه، ومنها حركة «6 أبريل»، التى اعتقدت أن «مرسى» سيكمل هدم النظام القديم، وهذا صحيح، ولكنه بعدها سينقلب على الثورة، وسيكون مصير الثوار عندها قريباً مما حدث فى إيران، وللثوار الذين ساندوا الخمينى إلى أن وصل للحكم، وانتقم بعدها منهم.
ورأى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، أن السعودية ستكون أبرز الخاسرين، لأن «الجماعة» تقوم على مبدأ الإسلام السياسى، وهو ما تعارضه السعودية، لأنها تفضل الإسلام الاجتماعى القائم على التكافل والإعانات لا السياسة. وهناك إسرائيل التى لن يفعل معها الإخوان شيئاً، وستخصم من رصيد «الجماعة» والإعلام المصرى، كما ستكون المرأة والليبراليون والأقليات من الخاسرين، ويشعرون بالرعب من دولة «مرسى».
وقال محمد السعيد، منسق اتحاد شباب الثورة، إن الثورة وشبابها وحركاتها أكبر الخاسرين من فوز «مرسى»، لأن الإخوان بدأوا جنى مكاسب الثورة وتحقيق أهدافها، وهذا أول خطأ وقعوا فيه، كما أن الحركة الوطنية خاسرة نتيجة لوعود الإخوان الكثيرة التى لم ينفذوا معظمها فى مقابل المكاسب التى يجنيها الإسلاميون، لكن هذه مكاسب مؤقتة لأن الشباب الذين وهبوا أنفسهم للموت الآن يقفون مكتوفى الأيدى، والإخوان لا يعترفون بالحركات الثورية فقط إلا عندما يحتاجون إليها حتى يكسبوا مطالبهم «شرعية».
وعلى المستوى الاقتصادى، قال الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد الدولى بجامعة القاهرة، إن رجال الأعمال والمستثمرين اتجهوا إلى شفيق فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لتخوفهم من «مرسى» الذى لم يسبق له أن أدار أى مشروع أو هيئة ذات طبيعة اقتصادية، كما يتبع حزباً أو جماعة إسلامية لها توجهاتها وبرامجها، كما أن هناك مخاوف من تحويل البنوك إلى إسلامية فى حالة فوز «مرسى» وتطبيق شرع الله لوقف الربا، فأسلمة البنوك تخيف المستثمر، خاصة أن كل مشروع ستتم إقامته ستتدخل فيه «الجماعة»، لترى ما إذا كان حلالاً أم حراماً، كما يحاول البعض منهم الآن إغلاق شركة السجائر التى تدر للدولة دخلاً سنوياً يتجاوز 20 مليار جنيه.