■ عدوانيون كنمور الهيمالايا التى تحب زوجات الأثرياء أن تكون أحذيتهن من جلدها، أخساء كالعناكب السامة ذات الظهور الحمراء المبقعة، عاشقون لإراقة الدم كذئاب الغابات المتصحرة فى مواسم الجفاف. الدم بالنسبة لها هو الطعام والشراب، هكذا هم أفراد الميليشيات السعرانة من أكلة لحوم البشر. دائماً يتكرر المشهد الذى ينطق بالجبن: تحت أسوار الاتحادية أو فى محيط قلعة صاحب العظمة السلطانية شيخ قبيلة الإخوان، أو أثناء إضرام النار فى مقار الأحزاب أو الصحف التى تكشف فظائع هذه السلالة الشوهاء، كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها الإسلام؟.
■ الأسبرين لماذا ينفد من الصيدليات بهذه السرعة، ما إن تصل الكميات الآخذة فى التزايد حتى تختفى، أظن أن الأمر ليس مقطوع الصلة بالارتفاع الحاد فى معدلات الصياح، الظاهر أننى كنت مخطئاً عندما تصورت أن الإنسان يصرخ إذا كان من يكلمه فى الشارع على بعد مائة متر، البعض لا يكفون الآن عن الصياح فى الفضائيات كما لو أنهم يحدثوننا من على الأسطح مباشرة دون حاجة إلى أجهزة التليفزيون، لحسن الحظ أن عندى حلاً لهذه المشكلة؛ أذناى تمكنت منذ الطفولة من أن أصنع لهما جفنين أغمضهما إذا لم يعجبنى الكلام، المصيبة أننى هذه الأيام أعيش بأذنين مغمضتين أغلب الوقت.[Quote_1]
■ فلنفترض أن الثور فى إسبانيا دعا المصارع إلى الدخول فى حوار معه، بينما هو يغوص بقرونه المدببة داخل قفصه الصدرى، ليمزق بها شغاف القلب. نظر إلى شلال الدم الذى لا تستطيع امتصاصه رمال الحلبة فجأة «يروح منعّم صوته» تشبهاً بالبقرة ويقول: تيجى نلعب حوار مع بعضينا؟ كيف سيكون موقف المتادور أمام فكرة كهذه؟ بماذا كان سيعلق الناس فى إسبانيا على اقتراح من هذا النوع؟ ما هو يا هل ترى رد الفعل المتوقع؟ أترك تخيل ما سوف يحدث لك يا أستاذ قارئ، مع مراعاة أن الإسبان فى هذه الأمور لا يحبون المزاح كثيراً، ولم يحدث أن قابلت خلال المصارعات الكثيرة التى حضرتها، أثناء إقامتى فى إسبانيا بهدف الدراسة شخصاً واحداً يتعاطف مع الثور ضد الإنسان أو يرى فائدة من الجلوس معه لتبادل وجهات النظر، الثور يرأس طاولة المفاوضات يا لها من صورة عبثية لا تساور إلا الممعنين فى الغباء أو التخنث.
■ تستطيع أن تسرق عملاً أدبياً أو فيلماً أجنبياً تشف مشاهده بحذافيرها أو تصوره بالموبايل من باب الاستسهال أو الاستهبال، بينما أنت تتابعه من الصف الأخير داخل القاعة المظلمة ثم تقوم بمطه على الطريقة المتبعة فى مصر منذ عقود طويلة حتى يصبح مسلسلاً من 30 حلقة، أو ربما أيضاً متعدد الأجزاء، تستطيع أن تفعل هذا كله لكنك لا تستطيع أن تحرق الأصل، ولا أن تمنع شخصاً ما من الاطلاع عليه، ومع ذلك فإن هناك من يحاولون اقتباس مشاهد من الماضى ليزرعوها فى الحاضر، الأغبياء وحدهم لا يعرفون أن الحياة ليست فيلماً وأن التاريخ لا يسمح بالتلاعب فيه عن طريق المونتاج.
■ الأغنياء يلجأون إلى الإدمان بحثاً عن اللذة، والفقراء هرباً من الألم.