بجوار الصورة: أنا أفكر إذن أنا موجود. معلش! جانبك التوفيق هذه المرة يا أخ ديكارت
* صفاء أبوالسعود، أقترح عليها أن تغـنى لأطفال هذا الزمن:
أهلاً: لمبة الجاز!
مرحب: لمبة الجاز!
النور كافر.
هيه! هيه! هيه!
سابنا وسافر.
هيه! هيه! هيه!
اللمبة فى السوق السودة بالدولار.
حنعمرها إزاى ومافيش ريحة السولار؟
هيه! هيه! هيه!
* * *
* إنسان فاشل بكل معانى الكلمة. لا بد أن أعترف بذلك. إنسان خيب آمال أحبائه، عندما لم يستطع أن يكون صاحب شركات أو صاحب أطيان أو صاحب فرقة استعراضية أو صاحب حزب محندق على قده، أو حتى صاحب حد من الكبار. لكننى، من باب التعويض، قررت أن أكون صاحب نظرية. ولم أشعر بعقدة الخواجة تجاه الزميل ديكارت الذى قال: أنا أفكر إذن أنا موجود. معلش! جانبك التوفيق هذه المرة يا أخ ديكارت! التفكير فى حد ذاته ليس بالضرورة شرطاً لإثبات الوجود. وتحت يدى الآن، أيها الزميل، ما يضرب هذه النظرية بالجزمة على دماغ اللى خلفوها! فهى قد تنطبق على كل مـن ينتمون إلى الجنس البشرى. إلا المرشد وجماعته ومرسيه. إنهم، يا أخ ديكارت، لا يفكرون. ومع ذلك، فلا أحد ينكر وجودهم. بدليل كل هذا القرف الذى نتجرعه ليل نهار.
* **
* طلعت إبراهيم، يأمر بالتحقيق على الفور فى البلاغات المقدمة من الإخوان، دون حاجة إلى أى أدلة أو تحريات. لكنه يتجاهل كلياً جرائم القتل الجماعى الموثقة بالصوت والصورة لشباب الثورة، على يد بلطجية المقطم. طبعاً. الذى أتى به هو مـن يمسك بالريموت كنترول. طلعت إبراهيم، عنده فى البلاغات خيار وفقوس. بس الفقوس أكتر. أمزجة!
* * *
* هناك خطران ليس من حق أحد أن يتغاضى عنهما، أياً ما كان انتماؤه السياسى. وقد طفحت دماملهما على جلد الإعلام فــى مصر حتى أخفـت ملامحه الحقيقية: أولاً تلك الألفاظ المنحطة على طريقة درب شكمبة التى تكال يومياً عبر بعــض الفضائيات المسماة بالدينية ضد كل مـن ينتمون إلى جمهورية الفن والفكر والأدب المستقـلة ذات السيادة. الحرب اللاأخلاقية على الإبداع لا بد أن تتوقف. ثانياً برامج الخرافات التى يشنها هؤلاء على العقل المصرى، كالترويج لقراءة الكف أو الفنجان أو فتح المندل أو تفسير الأحلام أو العكوسات والعكوسات المضادة، على وزن الثورة والثورة المضادة. فضلاً عن الأبراج وتحضير أرواح الموتى وتخريج العفاريت من أجساد الملبوسين. إلا أن الكارثة الكبرى تكمن فى الأدوية التى يعلنون عنها دون أن تمر على أى جهة. الصمت من جانب الرقابة الدوائية أو وزارة الصحة أصبح باعثاً على الارتياب: اللاصقة العجيبة أو الأعشاب التى تعالج من الاكتئاب والفشل الكلوى والالتهاب الكبدى الوبائى وتضخم الأرداف والنهدين والعجز الجنسى، وتنظم الدورة الشهرية والدورة الدموية والدورة الدراسية ودورة المياه، وتشفى من الأمراض الجلدية كالجرب والجذام. كـمــا أنها -فوق هذا كله- تزيل، خاصة عند البالغين، التبول اللاإرادى. هل المقصود هو الدفع بمصر، بعد قرنين من التنوير، نحو مستنقع الخرافات؟ ملحوظة: الذين ما زالوا يتشككون فى ذلك، كلهم من الغارقين حتى الجباه بين قاذورات المستنقع. انتهت الملحوظة. لكن الخطر لا.
* *
* الأغبياء وحدهم لا يدركون أن الأفعى، عندما تبلغ قمة التوحش، لا بد فى النهاية أن تسم نفسها.