الشك هو سجنى
الشك هو سجنى
تتميز «رنا أحمد» بالضحكة الصافية التى لا تفارق وجهها أبداً وحبها للحياة، فهى شخص اجتماعى، كانت دائماً تبحث عن تجديد علاقتها بكل من حولها وحريصة على التعرف على ناس جدد وذلك لحبها الشديد لوجود أشخاص وأصدقاء فى حياتها، تتأثر «رنا» بدرجة كبيرة حين تفقد أحداً من أصدقائها حتى وإن كان الخطأ منهم وليس منها، فكانت دائماً تحمل نفسها جزءاً من هذه الخسارة.
وعلى الرغم من كل هذا فإنها كانت تخفى جانباً آخر منها، لا تريد أن تظهره للناس وكانت تحاول أن تقضى عليه ولكنها فشلت بكل الطرق، وحول حياتها رأساً على عقب وكان دائماً هو أقوى منها، «الشك» الذى يفسد لها كل لحظة جميلة بحياتها تريد أن تستمتع بها وتعيشها مثل أى فتاة أخرى فى عمرها، ولكن الشك كان يسبقها بخطوة ويسيطر عليها، فأصبحت تشك فى كل تفاصيل حياتها وبمن حولها وما يفعلونه من تصرفات أو حتى كلام، وهذا ما أدى بها فى النهاية لعدم ثقتها حتى لأقرب الناس لها وعدم قدرتها على التمييز بين من هم صادقون أو كاذبون.
أصبح الشك هو السجن الذى تعيش فيه بعد أن سلب منها حياتها النقية التى كانت تتمتع بالعيش فيها ويحسدها الآخرون عليها، وتبرر الشك الذى تشعر به تجاه الآخرين بأن هذا هو الأمان بالنسبة لها، حتى لا يخدعها أحد أو تكون فريسة سهلة لمن يحاول ذلك عندما يرى فيها طيبة قلبها وصفاء روحها، ولكن الشك أصبح قاعدة عامة على الجميع دون أن تفرق بمن هو قريب لها، وأصبحت ترى كل الناس سواسية، لا تنتظر منهم غير الشر.
تقول الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن الشك من السمات التى تدعو إلى التفكير والإبداع ولكن إذا كان هذا الشك له حدود معينة ولا يصبح عادة عند صاحبه، ولكنه تحول الشك معها إلى نقمة، لأنه أصبح يسيطر على حياتها حتى إنه ينصب على المقربين لها وهذا غير مقبول، فهذا الأسلوب يجعلها تتحول إلى شخص عدوانى يكره الحياة، وأن الحياة أبسط من ذلك بكثير فيجب علينا أن نتعامل مع الناس بحرص وليس بالشك والتخوين، لأنه سوف يعود عليها بالسلب وليس بالإيجاب.
وتابعت بأنه يجب عليها مراجعة أسباب الشك مع والدتها أو أحد المقربين، لمعرفة إذا كانت هناك أسباب منطقية لكل هذا الشك وإذا كانت غير منطقية يجب مراجعة طبيب نفسى.