قل «متأسلم».. ولا تقل «إسلامى»
لا يوجد تعريف واضح فى معاجم اللغة العربية لكلمة «إسلامى»، فمعظم القواميس ترد فيها كلمة «مسلم».. والمسلم، حسب تعريف المعجم الوسيط، هو «من صدق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأظهر القبول بها». ورغم خواء القواميس من تعريف «الإسلامى» فإن الكاتب الساخر أحمد رجب يُعرفه فى «نص كلمة» قائلاً «الإسلامى غير المسلم، الإسلامى أرقى، فالمسلم يصلى ويصوم ويزكى ويحج ويعتمر، بينما الإسلامى يراقب المسلم فى كل تصرفاته، يُكفره وقتما يشاء ويجرجره إلى المحاكم عندما يريد بتهمة ازدراء الدين الإسلامى وكل هذا بلا أجر، أى ابتغاء مرضاة الله».
الدكتور عثمان الجزار، الأستاذ بجامعة الأزهر، يقول إن الكلمة «صفة.. عكسها غير إسلامى، أى كافر»، ويطلق هذا اللفظ على العاملين فى مجال الدعوة من شيوخ الفضائيات الذين يسيئون بشكل كبير إلى الإسلام: «معظمهم متشددون لا يهتمون إلا بجيوبهم الممتلئة بالأموال»، ويؤكد الجزار أن اللفظ الذى يليق بهم هو «المتأسلمون وليس الإسلاميين».. شاكرا حكم الإخوان الذى أعاد الدين إلى صحيحه، وأظهر هؤلاء المتأسلمين على حقيقتهم. ويضيف أن من يطلقون على أنفسهم لقب «إسلاميين» يؤمنون بثلاثة مبادئ: الوصاية.. «ودى بقى بيشوفوا فيها أنهم أوصياء على بقية خلق ربنا، وبالتالى بيحاولوا يقوّمونا»، والثانية: الإحساس بالتجرد.. «بيحسوا إنهم متفردين عن باقى الخلق»، والثالثة: الاستحقاق.. «بيشوفوا نفسهم مستحقين للدار الأولى والآخرة». ورغم أن المسلم العادى يصلى ويصوم فإنهم قد يعتبرونه «كافراً» رغم أن الله ترك المشيئة للبشر حتى فى الكفر: «من شاء فليكفر»، ويؤكد الجزار أن الإسلاميين ما زالوا «يعيشون فى القرون الوسطى ويعتبرون أنفسهم حاملين لصكوك الغفران».
الفرق بين المسلم والإسلامى، بحسب أحد شيوخ السلفية، أن «الإسلامى» هو «المسلم الذى تتوافر فيه الشروط الأربعة التى عددها الشيخ بقوله «معرفة ملامح المشروع الإسلامى والسعى لتحقيقه والإيمان بضرورته والتوطئة للمشروع»، ويؤكد أن ملامح المشروع الإسلامى تتمحور حول 3 نقاط هى «حاكمية الإسلام: أى ضرورة أن تكون الشريعة الإسلامية هى المصدر الوحيد للتشريع»، و«وحدة الأمة وهى أن يكون الإسلام هو الحكم فى كل الأمصار والبلاد»، علاوة على «أستاذية الأمة فى الأرض والتى يكون فيها سيادة للإسلام على جميع البلاد والعباد».