بجوار الصورة: الأكاذيب التى يبخها الإخوان، أو التجمعات الكتاكيتية التى رقدت على بيضها فرخة مكتب الإرشاد
«مرسى فى البرازيل» ينفع عنوان فيلم، زى بخيت وعديلة فى أمريكا، أو عبدالرحيم كبير الرحيمية فى باريس، أو إسماعيل يس فى مش عارف فين. لا أظن أن من لم يستقيلوا من مستشاريه قد أخبروه قبل أن يسافر إلى هناك بأى معلومات عن البرازيل، ببساطة لأن فاقد الشىء لا يعطيه. هل يعلم الأخ مرسى أن البرازيل هى بلاد الكرنفالات والرقص الرشيق والغناء الشجى وملكات الجمال وكرة القدم التى تبدو من فرط روعتها كالباليه؟ طبعاً الجماعة من فوق لتحت لديها ارتكاريا من كل هذا، ما الذى يبحث عنه فى بلد يمقت إراقة الدماء، على طريقة المختبئين داخل قلعة المقطم؟ البرازيل كانت من أفقر الدول على مستوى كوكب الأرض. كانوا يقتلون أطفال الشوارع بالرصاص، كما يفعلون مع الكلاب المسعورة، إلى أن تولى الرئاسة عامل المناجم، لولا دى سيلفا، فأصبحت على يده واحدة من أقوى عشرين دولة اقتصادياً فى العالم، لن يسمع من خليفته السيدة ديلما روسيف إلا ما سبق أن سمعه فى جميع الرحلات التسع الماضية: يخنن يا خبيبى! بطلوا بقى أمور الشخاتة دى إخنا ما خدش يضخك ألينا! وقد تدس فى حقيبته رطلين بن. علشان بس ما يرجعش وإيده فاضية.
*********
على عبدالوهاب إن لم أكن قد سمعت اسمه خطأ انبرى خطيباً فى مجلس الشورى، خطبته جاءت فى الواقع حماسية أكثر مما يجب إلى درجة أننى لم ألتقط أغلب الكلام، أخذ يصرخ مطالباً بقطع العلاقات مع بورما؛ لأن بعض التنظيمات البوذية المتطرفة تضطهد فى تلك الدولة المسلمين، أتفق على طول الخط مع سيادته لكننى فى الوقت نفسه أتساءل: الصهاينة أليسوا يضطهدون هم أيضاً المسلمين على امتداد الأرض المحتلة؟ لماذا لم يتحمس على عبدالوهاب مطالباً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل؟ أم أن تلك نقرة أخرى؟
*********
على سطح الماء الآسن فى مستنقع الأكاذيب التى يبخها الإخوان أو التجمعات الكتاكيتية التى رقدت على بيضها فرخة مكتب الإرشاد، تطفو -كواحد من أخطر الطحالب السامة- حكاية الأحزاب المدنية ذات المرجعية الدينية تلك، هل رأى أحد من قبل طائر بطريق مرجعيته بطيخة؟ طائر البطريق مرجعيته بالضرورة طائر بطريق، والبطيخة مرجعيتها لا بد أن تكون بطيخة. هناك فى الحقيقة احتمالان لا ثالث لهما: إما أن يكون كل من يسعى إلى الترويج لهذه الأكذوبة الصريحة عامداً متعمداً يقصد من ورائها الغش السياسى مع سبق الإصرار والترصد متخذاً من الدين مجرد أداة لارتكاب الجريمة، أو أن السبب هو جهله التام بأصول التفكير المنطقى أو بنظرية المعرفة أو حتى بالقوانين العلمية الستة التى من المحتم أن يتقيد بها العقل، وعلى الجميع أن يتعلموا أن الأحزاب تقاس بمرجعياتها لا بالفتارين حيث تتكدس البضاعة التى تموج بالألوان الفاقعة لجذب انتباه المارة، الحزب الدينى هو الذى يستند إلى مرجعية دينية والحزب المدنى مرجعيته لا يمكن أن تكون إلا مدنية، الباقى كله ليس سوى نفايات من صفائح قمامة التاريخ.
صعبة دى؟ يظهر كده.
********
الأنانية الوحيدة التى لا اعتراض لى عليها هى: عندما يصر الإنسان على أن يتألم وحده.