الطفل «عبدالكريم» :«30 يوماً كعب داير» بتهمة تحطيم «شيبرد»
مسرع الخطى باتجاه صديقه الذى يسكن أطراف ميدان التحرير للحصول على الكتب الدراسية اللازمة فهو طالب بالشهادة الإعدادية، قبل أن يجذب اهتمامه أصوات الاشتباكات القادمة من محيط كورنيش النيل، مقترحاً على صديقه إلقاء نظرة على الموقف بجوار فندق شيبرد، دقائق معدودة كانت كفيلة بتحول مستقبل متفائل لـ«محمد حسين عبدالكريم» ذلك القاصر صاحب الـ15 عاماً لآخر مظلم بتهم واهية كإثارة الشغب وتحطيم واجهة فندق شيبرد وسميراميس، متنقلاً بين مؤسسة عقابية ونيابات «كعب داير» حتى حكم البراءة بعد 30 يوماً خلف الأسوار.
«عبدالكريم» يحكى تفاصيل وقائع القبض عليه «يوم 2 فبراير 2012 كنت ذاهباً لأحد أصدقائى الذى يسكن على أطراف ميدان التحرير للحصول على كتب دراسية، بعدها قررنا الاتجاه لمشاهدة الأوضاع فى محيط كورنيش النيل خاصة بعد تصاعد الأوضاع فى الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وبمجرد وصولى لميدان سيمون بوليفار وجدت عدداً من أفراد الشرطة يطاردون الصبية، حاولت الهروب ولكنى وقعت فى مصيدة الأمن أمام مسجد عمر مكرم».
اعتداءات بالعصى الحديدية ولكمات بالرأس والبطن والوجه كانت الحصيلة الأولية لـ«عبدالكريم» من قوات الشرطة فى الطريق من موقع القبض عليه إلى قسم قصر النيل، شقيقه الأكبر «كامل» أوضح أنه حينما وصل نبأ الاعتقال للأسرة سارعنا بالذهاب إلى قسم قصر النيل وكان الرد من مأمور القسم: «أخوك مش عندنا.. اسمه مش فى الكشف.. روح قسم عابدين» وبعد جولة على كافة الأقسام المحيطة بميدان التحرير، كانت المفاجأة أن شقيقى تم احتجازه بشكل غير قانونى داخل حجز قسم قصر النيل طوال مساء 2 فبراير دون تدوين اسمه فى قوائم المقبوض عليهم، تعرض فيها للضرب والتعذيب، قبل أن يُرحل صباحاً إلى النيابة ليحصل على حبس 4 أيام على ذمة التحقيق.
قائمة الاتهامات الموجهة للطفل القاصر شملت تحطيم واجهة فندقى «شيبرد وسميراميس» وإثارة الشغب والاعتداء على موظفين عموميين «رجال شرطة» أثناء تأدية عملهم، ليقضى الـ4 أيام الأولى داخل حجز قسم قصر النيل، ومع التجديد الثانى 15 يوماً بدأت جولة «الكعب الداير» بين حجز نيابات «عابدين والعباسية وقصر النيل»، يواصل «عبدالكريم» الرواية: «برغم عدم وجود أى أدلة ضدى بعدما تبين أن كاميرات المراقبة بالفندقين أثبتت أننى لم أكن موجوداً فى المشاهد التى أظهرت قذف الصبية للفندق بالحجارة، ومع اقتناع وكيل نيابة عابدين بالأمر وبات قرار إخلاء السبيل على وشك الصدور كانت الصدمة»، وكيل النيابة أبلغه صراحة: «فيه تعليمات جاية من طلعت بيه عبدالله بتجديد الحبس وتحويل القضية للمحكمة»، ليقضى على أثرها طالب الشهادة الإعدادية أسبوعاً داخل المؤسسة العقابية بمنطقة «أبو قتادة بالهرم» حصل على جرعة وفيرة من «الإهانة اللفظية والجسدية» بحجة وجود توصيات قبل أن تقضى محكمة الجنح بالبراءة له ولـ11 آخرين فى 3 مارس الماضى.
أخبار متعلقة:
الاعتقال في "زمن مرسي"
«زيزو» ..والتهمة «هتيف»
«عبدالرحمن» .. في «زنازين القاعدة»
قيادات إخوانية لـ" البحيري": "بلاش إضراب يا شيخ طارق .. أحسن لك"
«بسمة» ذهبت للاتحادية للهتاف ضد «مرسى».. لتواجه الموت داخل الإصلاحية