«المشنة» أحلى ولا الأطباق؟.. «التمر حنة»
مشغولات تمر حنة
اسمه له مسحة من التاريخ الفرعونى، وعائلته عملت فى صناعة مشغولات «التمر حنة» عبر عقود ممتدة، هو «عبده أبوالهول»، صانع المشنات التى كانت تستخدم فى البيوت المصرية قبل أن تتحول إلى قطعة ديكورية.
داخل قرية ميت كنانة ببنها، نشأ عبدالنبى رضا، أمسك لأول مرة بالأعواد فى هيئة تدريب وهو بعمر الـ5 سنوات، لم يترك المهنة التى ورثها عن والده حتى فى أيام دراسته، التى انتهت بحصوله على بكالوريوس التجارة، كانت سبباً فى سفره إلى الخارج لمدة 7 سنوات عمل فيها بالسعودية، لكنه عاد إلى صنعته الأولى، مقرراً ألا يتركها حتى الممات: «إحنا بنشتغل فى حاجة ليها علاقة بالتاريخ، لأن دى صنعة مصرية أصيلة من عشرات السنين، حتى جدى الناس كانت عارفاه باسم أبوالهول عشان جسمه عريض وتقوله انت محافظ على الحضارة الفرعونية فى اسمك وصنعتك»، صناعة المشنة والشماسى والأباجورات والأسوار الخاصة بالأندية السياحية، يتقنها الشاب الذى أتم عامه الـ35، مشيراً إلى أن صنعته أخذت منحى هندسياً يطلبه مصممو الديكور.
مشغولات يدوية تواجه الاندثار.. و«أبوالهول» آخر العاملين فيها
أعواد التمر حنة تأتيه من أسوان، يبلغ سعر الطن منها 2500 جنيه بعد أن كانت بـ300، يشترى الشاب منها عدة أطنان وهى فى فصل الصيف أسوأ منها فى الشتاء، فيشترى من 8 إلى 15 طناً فى الشتاء و5 فى الصيف، ويبلغ ثمن المتر من الأسوار التى يعدها 25 جنيهاً تقل مع زيادة عدد الأمتار، وتبلغ قيمة المشنة 8 جنيهات وصولاً إلى 30 حسب الحجم، وهى مطلوبة فى القرى السياحية، والأباجورات المصنوعة من تلك الأعواد يتراوح سعرها بين 25 و250 جنيهاً حسب الحجم، فيما تبلغ الشمسية أكثر من 250 جنيهاً وصولاً إلى أكثر من ألفين.
ينقع «عبدالنبى» الأعواد فى المياه لأكثر من 10 أيام، ثم ينظفها باستخدام «شرشرة» ويقصها إلى شرائح حسب الحجم المطلوب: «دى شغلانة لا عايزة كهربا ولا بيدخل فيها حاجة غير محلية، بس للأسف مفيهاش عمال زى الأول».