صيف الغضب التركى يحرق «أردوغان».. والآلاف يتظاهرون لإسقاطه
واصل آلاف المتظاهرين الأتراك احتجاجاتهم واحتشادهم فى الشوارع المحيطة بميدان «تقسيم» وسط إسطنبول، وتوجه المحتجون فى العاصمة أنقرة نحو البرلمان التركى، وكانت الشرطة التركية استخدمت أمس الأول الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين وسط إسطنبول، ما أدى إلى إصابة العشرات فى أعنف احتجاجات ضد الحكومة التركية منذ سنوات.
وقالت وكالة أنباء «رويترز»، إن الاضطرابات التى تسود تركيا تعكس الاستياء المتزايد من «تسلط» رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية».
وبدأت الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضى فى حديقة «جيزى بارك» فى ميدان «تقسيم»، بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، إلا أن دائرة المظاهرات اتسعت بعد ذلك، خاصة بعد مداهمة الشرطة فجراً لمتظاهرين كانوا يعتصمون منذ أيام.
وطالب آلاف المتظاهرين باستقالة الحكومة، بعد تفريق الشرطة العشرات منهم بالقوة عندما حاولوا الوصول إلى مقر حزب «العدالة والتنمية»، وأصيب ما لا يقل عن 12 شخصاً فى اشتباكات أمس الأول، وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن ما وصفته بـ«استخدام القوة المفرطة» من جانب الشرطة ضد الاحتجاجات السلمية، وتعهد وزير الداخلية التركى معمر جولر، بالتحقيق فى ما سماه مزاعم استخدام الشرطة للقوة بشكل لا يتناسب مع سلمية الاحتجاجات.
وتفجرت الاحتجاجات فى عدد من المدن التركية الأخرى، وتسببت الاشتباكات فى تناثر الأحجار والزجاج عبر الشوارع التجارية، إضافة إلى هروب السائحين الذين فوجئوا باشتعال الموقف، خاصة أنها تأتى بعد أيام قليلة من الاشتباكات التى وقعت فى عيد العمال، إضافة إلى الاحتجاجات التى تلت إعلان الحكومة مواقفها من الصراع فى سوريا وتشديد القيود على بيع الخمور.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة البوسفور وأحد المشاركين فى المظاهرات كوراى جاليسكان: «ليس لدينا حكومة، لدينا فقط طيب أردوغان، حتى أنصار العدالة والتنمية يقولون إنهم فقدوا عقولهم، لم يستمعوا لنا، هذه بداية صيف الغضب».
وقال طالب جامعى يدعى مرت بورج، إن الأمر لم يعد متعلقاً بالأشجار، وإنما بالضغوط التى تضعها الحكومة على المواطنين، وإن الشعب التركى سئم الوضع ولا يعجبه الطريق الذى تتجه إليه البلاد.
وقالت مصادر طبية بأحد المستشفيات التركية، إن امرأة تركية من أصل فلسطينى ترقد فى حالة خطيرة بعد إصابتها بنزيف فى المخ خلال اشتباكات مع الشرطة، وكان الأطباء قالوا فى وقت سابق إن المرأة مصرية، وإن 12 شخصاً من بينهم نائب برلمانى مناصر للأكراد ومصور تابع لوكالة (رويترز) أصيبوا، وأن المئات أصيبوا بالاختناق بسبب الغاز المسيل للدموع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشعر بالقلق من عدد الإصابات، وإنها تجمع معلومات من جانبها بشأن الواقعة، وأضافت، أنها ترى أن أفضل ما يضمن استقرار وأمن تركيا هو تعزيز الحريات الأساسية، وأعلنت القنصلية المصرية فى إسطنبول، فتح أبوابها على مدار 24 ساعة لاستقبال المصريين الراغبين فى الحماية من الاضطرابات الحالية هناك.
وقال الكاتب الإسرائيلى درور زافى، فى مقال بموقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إن الصراع الجارى فى تركيا حالياً هو وليد سنوات من القمع العنيف للمظاهرات والاحتجاجات الشعبية، مؤكداً أن الشعب التركى اكتفى وقرر التعبير عن غضبه، وقد تتسبب تلك الاحتجاجات فى الإطاحة به إذا اتسعت دائرتها.
أخبار متعلقة:
إسرائيل: بداية النهاية
باحث بمركز تركى: المعارضة ليست مندسة .. واستفادت من الاحتجاجات
«الحرية والعدالة» يشيد بحكومة «أردوغان».. ويقلل من المظاهرات ضدها
«فانديتا» يطارد «أردوغان» فى تركيا
الاحتجاجات التركية تُسقط الأقنعة عن «التجربة التركية»