دخلاء على «الكار» بلباس أنيق ولهجة شامية: «مساعدة الله يخليكن»
صورة أرشيفية
دفعت الظروف الصعبة بعض السوريين المقيمين فى مصر، خاصة من الفتيات والسيدات، إلى اقتحام «مملكة التسول»، فى محاولة لتوفير مستلزمات الحياة لهن ولأسرهن، مما يستطعن جمعه من مساعدات يجود بها البعض، طمعاً فى العيش حياة كريمة، خاصةً أن الكثيرات منهن لجأن للعمل داخل المحال التجارية والكافتريات على طول طريق الكورنيش، كما لجأت أخريات إلى صنع «الحلويات السورية»، وبيعها للمارة على قارعة الطرقات، وأصبحت عبارة «الله يخليكن ممكن تعطونى مساعدة، أنا سورية وحالتنا صعبة» تتردد كثيراً باللهجة الشامية فى العديد من شوارع وميادين الإسكندرية، على ألسنة سوريات، أغلبهن يرتدين عباءة سوداء، وتغطى جزءاً من وجهها، وتمسك بجواز سفرها فى يدها، كإثبات أنها سورية الجنسية وليست مصرية، وعادةً ما يوجدن فى بعض المناطق الراقية، مثل «سموحة وكفر عبده ورشدى وستانلى ولوران»، لطلب المساعدة من الفتيات والسيدات والرجال المارين بالشارع.
سوريات يقتحمن جدران «مملكة التسول».. والجمال والحشمة سر استعطاف المواطنين
وانتشر التسول بين السيدات أكثر من الرجال، ولجأ عدد من الفتيات والسيدات السوريات فى كثير من المناطق، بسبب الأزمة المالية التى يعانى منها الكثيرون، فى محاولة للعيش حياة كريمة داخل مصر، على الرغم من أن كثيراً من الجمعيات الخيرية تساعد السوريين، إلا أن الوضع ما زال صعباً لكثير من الأسر السورية، وقالت «فاطمة. ز»، 35 سنة، بينما كانت تطلب المساعدة من المارة بمنطقة «سموحة» وسط المدينة، إنها تلجأ لهذه الوقفة لطلب المساعدة، حتى تستطيع العيش فى ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، مؤكدة أنها بحثت عن عمل فى أكثر من مكان، ولكنها لم توفق فى الحصول على فرصة للعمل، لذلك تحاول مساعدة أسرتها، خاصةً أن لديها أطفالاً مصاريفهم كثيرة.
أما «رغدة ب»، 25 سنة، التى انتابتها نوبة بكاء شديد أثناء حديثها لـ«الوطن»، فقد أشارت إلى أن الظروف هى التى اضطرتها لطلب المساعدة بهذه الطريقة التى وصفتها بـ«المهينة»، وقالت إنه لولا ظروف لجوئها إلى مصر، ما كانت تضطر إلى هذا العمل، وأكدت أن «الظروف أصعب»، بينما قالت «ليلى معمار»، إحدى السيدات السوريات التى تقطن بمدينة الإسكندرية، وتبلغ من العمر 30 سنة، إن «الحياة صعبه جداً على اللاجئين السوريين داخل مصر، الفتيات والسيدات والرجال والأطفال بيشتغلوا علشان يقدروا يعيشوا ويدفعوا الإقامة، ويصرفوا على نفسهم، أكثر من أسرة بتسكن فى منزل واحد، علشان يقدروا يعيشوا، هنعمل إيه؟.. وأكدت أن العمل وكسب المال الحلال من الشغل، عن طريق الأطعمة الشامية، وبيع الملابس والمفروشات السورية، هو الطريق الذى تلجأ إليه كثير من الأسر السورية فى مصر.
ومن جانبه، قال «كاظم محمود»، مؤسس فريق «إسكندرية الخير»، إن الفريق يحاول جاهداً مساعدة الأسر السورية المحتاجة، من خلال توفير بطاطين ولباس للأطفال والسيدات، وصرف وجبات غذائية وشنط مليئة بالطعام لهم، بالإضافة إلى المساعدة فى توفير بعض فرص العمل لهم فى عدد من المحال التجارية، وأضاف أن كثيراً من الأسر السورية تعانى بشدة وتحتاج إلى مساعدات، وأن «أهل الخير» يحاولون مساعدتهم بشتى الطرق والوقوف بجانبهم، مؤكداً اهتمام الجمعيات الخيرية بالأسر السورية، أسوة بالأسر المصرية، خاصةً أن الكثير منهم تحت خط الفقر، ويعيشون فى مناطق نائية بالمدينة.