كلما ازداد غضب الشارع.. ارتفع سور مكتب الإرشاد
كلما ازداد غضب الشارع ضد سياسة الرئيس مرسى، ارتفع السور الذى يحيط بالمقر العام لـ«الإخوان المسلمين»، هذا ما تفعله «الجماعة» فى مواجهة الغضب الشعبى، واستعداداً لمظاهرات 30 يونيو فى الذكرى الأولى للرئيس مرسى فى الحكم، يقوم أعضاء مكتب الإرشاد بتعلية سور «قصر المقطم» للمرة الرابعة على التوالى، وهو ما فسره نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، بأنه «يدل على خوف الإخوان من الشعب المصرى، ومدى إدراكهم للغضب الشعبى»، فالانهيار الاقتصادى فى رأى «زكى» هو أبرز إخفاقات الإخوان فى الحكم، الذى جعل المصريين محاصرين من كل النواحى بالبطالة والفقر والغلاء وكبت الحريات، بالإضافة إلى «الأخونة» وهى المرادف الحقيقى لكلمة الفساد، كما يقول «زكى»، وهى وفقاً لتفسيره، أن تضع الشخص غير المناسب فى المكان غير المناسب، وقال بتهكم: «ما هو الشىء الذى نجح فيه الإخوان خلال هذا العام؟».
على العكس من ذلك يرى القيادى الإخوانى صابر أبوالفتوح، أن تعلية سور مكتب الإرشاد هى سعى من جانبنا لتقليل الخسائر، ولمنع تحول الأمر إلى اقتتال شعبى أو حرب أهلية، وقال: «أى هجوم على مقر مكتب الإرشاد قد يتسبب فى خسائر فى الأرواح ويؤدى إلى احتقان بين شباب الجماعة الذين سوف يهاجمون بالمثل، وبالتالى سيتحول الأمر إلى حرب أهلية».
وأضاف «أبوالفتوح» أن المرادف لجملة «تعلية السور» هو ضبط النفس أمام الاستفزاز الذى تمارسه الجماعات السياسية الأخرى: «على الرغم من أن أعدادنا تقدر بالملايين فإننا لم نفعل مثل جبهة الإنقاذ التى تعلن بشكل صريح تسليح أفرادها استعداداً للهجوم على مقرات جماعة الإخوان».
د. نائل السودة، أستاذ علم الاجتماع السياسى، قال إن الإخوان يحاولون الحفاظ على هيبتهم بتعلية الأسوار التى تضفى مزيداً من الحماية على شرعيتهم السياسية، فأى اقتحام لمقر الإرشاد أو حتى قصر الاتحادية والاستيلاء عليه حتى لو كان لفترة وجيزة إنما هو كسر لهيبتهم وكرامتهم كحكام: «هم يتظاهرون بأنهم صامدون ولا يهمهم أى شىء ولكن تعلية السور دليل رعب، والحقيقة أن البنايات الكبيرة لم تحمِ أى نظام يؤذى شعبه».